14 - 03 - 2023, 10:02 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
«القديس البابا كيرِلس السادس»
لماذا بدأ اقباط مصر فى الهجرة فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر ؟
بدأ الأقباط فى ترك وطنهم الغالى حينما أوصدت الدولة أمامهم سبل المعيشة الحرة فقد أخذلت القرارات الإشتراكية لعبد الناصر الأقباط فأمم شركاتهم وأستولى عليها كما أستولى على أراضيهم الزراعية وحتى كنيستهم أخذ أوقافها وأصبح الأقباط هم أو كنيستهم بلا سند للدعم ولما كان معظمهم من رجال الأعمال وكانوا يستوردون ويوردون ولهم علاقات بالشركات الأجنبية فكانت هذا الموجة الأولى للهجرة .. ويمكن تمييز ثلاث موجات للهجرة من مصر وموجه واحدة من السودان
الأولى : بعد القرارات الأشتراكية أثناء عبد الناصر .
الثانية : بعد مقتل السادات وإدخال النص القائل بأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسى للتشريع فى الماذة الثانية من دستور مصر .
الثالثة : بعد قيام أم الدولة والمؤسسات الحكومية فى مصر بمطاردة الأقباط والمسيحيين فى إجبارهم علىالإسلام وتعذيبهم فى السجون المصرية وتلفيق التهم لهم .
نظرة الدولة للمهاجرين في أيام جمال عبد الناصر
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى كتاب بعنوان " البابا كيرلس السادس: العظيم فى البطاركة " كاد أن يغلق الرئيس عبد الناصر الباب على المصريين من جهة ذهابهم إلى أمريكا الشمالية وأستراليا، وكان الجهاز الحكومي المصري يتطلع إلى أي مهاجر ـ وكان معظمهم من المسيحيين ـ أنهم خونة. وكاد غالبية المهاجرين يقطعون الأمل حتى في زيارتهم إلى بلدهم المحبوب لديهم وهي مصر.
كان المهاجرون يخشون الذهاب إلى أية سفارة أو قنصلية مصرية أو أن يلتقوا بأحد المسئولين، ويبذلون كل الجهد نحو إخفاء عناوينهم لئلا يُساء إليهم أو إلى أقربائهم في مصر.
كانت الكنيسة في ذلك العصر بين حجري الرحى، فهي كنيسة وطنية تخضع بكل القلب للسلطة الزمنية، وتحمل كل حب وولاء لمصر، وفي نفس الوقت هي الأم التي لن تتجاهل أو تتخلى عن أولادها أينما وجدوا.
أما عن مدى اهتمام قداسة البابا بالمهاجرين فقد سبق لي نشر الجزء الأول من كتاب "الكنيسة في أرض المهجر"، وبمشيئة اللَّه سأقوم بنشر الجزء الثاني
البداية فى أيام البابا كيرلس السادس
كان الأنبا صموئيل سنة 1954 م المندوب الدائم عن الكنيسة القبطية فى مجلس الكنائس العالمى وقد كان دائم التنقل بين عواصم الدول , وعندما بدأ الأقباط فى الهجرة إلى أوربا وكندا وأمريكا وأستراليا والأرجنتين والبرازيل وغيرها من الدول , وجد البابا القبطى الأنبا كيرلس السادس أن عدد المهاجرين بدا يتزايد فكلف الأنبا صموئيل برعايتهم والتعرف على إحتياجاتهم , وزوده بلوحة مكرسة ليجمع أقباط المهجر أينما كانوا ويقيم لهم قداساً إلهياً .
وفى صيف سنة 1963 أرسله فى رحلة رعوية للدول الغربية التى فيها أكبر تجمعات من الأقباط , فجلس معهم فى إجتماعات لدراسة إحتياجاتهم الروحية المسيحية لنقلها إلى قداسة البابا , حيث أن بعضهم كان يصلى فى كنائس مختلفة ولكنهم أشتاقوا للصلاة فى كنيستهم القبطية , كما أنهم فى مسيس الحاجة للرعاية المسيحية الشرقية .
رسامة أول قس قبطى لأقباط كندا
وإستجابة لرغباتهم رسم الشماس الإكليريكى وجدى قساً للأقباط فى تورنتو - كندا بأسم القس مرقس إلياس بعد إنتهاء السنة الدراسية بالإكليريكية ووصل إلى شعبه فى نوفمبر سنة 1964 م .. هاتور سنة 1680 ش .وقبيل سفره قال له قداسة البابا كيرلس " يا ابني لا تجعل سلامك فى أفواه الناس" .
وأوصاة البابا كيرلس السادس بإقامة القداس الإلهى لأقباط نيويورك مرة كل شهر , حتى نجح اقباط أمريكا فى إستإجار كنيسة بحى كوينز فإنتدب لهم القمص تادرس يعقوب ملطى راعى كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بإسبورتنج بالإسكندرية ليرعى أقباط أمريكا .
وقد أرسل البابا كيرلس السادس لهم الكتب والتسجيلات التعليمية حتى يظلوا محتفظين بتراثهم الأصيل , لإفتقادهم إلى المرتل المدرب والشماس المختبر , ولم تقتصر المرسلات على الشعائر والطقوس , بل أنه أرسل أيضا الشرح الوافى للخدمة فى الكنيسةلكل المناسبات , وعهد البابا إلى المعلم فهيم مرتل الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية والشماس يوسف منصور بتسجيل صلوات رفع بخور عشية وباكر لخدمة القداس الإلهى والتسبحة السنوية وألحان شهر كيهك
الخـــــــــــــــدمة فى ألمـــــــــــــــانيا
وإنتدب البابا كيرلس السادس القمص مينا أسكندر راعى كنيسة السيدة العذراء بسموحة (بالأسكندرية) للذهاب إلى فرانكفورت (ألمانيا الغربية) والأقامة بين الأقباط ويتفقدهم فى برلين الغربية ويتفقدهم فى المدن الألمانية وأقام لرعايتهم سنة وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 43 وأصبح فى هذه المدينة مركز ثقافى يرعاه راهبان براموسيان
الخـــــــــــــدمة فى أستراليــــــــــــــــا
وكان ابن أخت البابا كيرلس السادس شماس مدرس فى المدارس الثانوية للبنين وكان متفانى فى الخدمة رسمة البابا بإسم القمص مينا لبيب نعمة الله فى مارس سنة 1968م سافر على الباخرة باتريس سنة 1968م ووصل غلى مقرة الجديد فى 22 يناير سنة 1969 م .. وقد نشرت جريدة "صنداى تلغراف" التى تصدر فى سيدنى مقالاً يوم 26 يناير قالت فيه : ط سيرتفع الليلة فى شارع كليفلاند ريدفيرن صوت المصليين باللغة المصرية القديمة مدوياً فى قاعة مستشفى النجدة العسكرى التى بذل القباط المقيمون فى سيدنى جهوداً شاقة لتحويلها إلى كنيسة قبطية , وسيتعطر بالبخور القادم من أرض الفراعنة "
" ولقد بدا القمص مينا الموفد من قداسة البابا كيرلس السادس مهيباً بطوله الفارع والصليب الكبير يتدلى على صدره , وهو مما يجدله الرهبان (من الجلد) وقصد هو ومرافقوه المصريون إلى قاعة مستشفى النجدة العسكرى , ولما أشعل المبخرة إرتفعت سحب كثيفة من الدخان الأبيض المعطر , وتلك التى كانت قاعة ليس بها غير دكك خشبية قد تحولت بفعل المحبة إلى هيكل مسيحى قديم اقيمت فيه شعائر القداس الإلهى وتلى الإنجيل المقدس بلغة غريبة عن اهل المدينة وبألحان لم يسمعوها من قبل "
ومن الظواهر التى لفتت النظر خلال الصلوات " القبلة المقدسة " وهى ليست تقبيلاً بالمعنى الشائع , ولكنها مصافحة بالأيدى ثم تقبيل كل واحد يده بعد مصافحة من يكون من جانبة ثم بعد الأنتهاء من الصلوات تجمع الكاهن وشعبه وتناولوا وجبة يسمونها " أغابى " أى وليمة محبة .. وترجع ممارسة هذه الوليمة إلى العصر الرسولى "
ولا يفوتنا أن نذكر أن الب مينا , حين دخل إلى الهيكل ليؤدى الشعائر المقدسة , خلع ثيابه السوداء وإرتدى ثوباً ابيض فضفاضاً مزركشاً بصلبان ذهبية - فهذا ثياب السماويين "
الخـــــــــــدمة على الشاطئ الغربى للولايات المتحدة الأمريكية
فى نوفمبر سنة 1969 م أنتدب البابا كيرلس السادس القمص بيشوى كامل ليذهب إلى لوس أنجيلوس لرعاية أبناء الكنيسة القبطية فى المهجر
|