لا شك أنك تخجل أن تخطئ أمام إنسان بار تحترمه.
وقد تكون في حضرته في منتهى الحرص، تستحي من أن ترتكب شيئًا مُشِينًا أمامه. لا تحب أن يأخذ عنك فكرة سيئة، أو أن تسقط من نظره... بل قد تحترس أيضًا من الخطأ أمام أحد خَدَمِك أو مرءوسيك، لئلا يحتقرك في داخله، أو يقل احترامه لك...
لذلك فغالبية الخطايا تُعمَل في الخفاء، إما بسبب الخوف أو بسبب الاستحياء. وهكذا قيل عن الخطاة إنهم "أحبوا الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم شريرة" وقال الرب عن أعدائه المتآمرين عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة"
فإن كنت تخجل أو تخاف من إنسان يراك، فكم بالأولى الله؟!
فإن آمنت تمامًا أن الله موجود في كل مكان أنت فيه، يراك ويسمعك ويرقبك، فلا شك سوف تخجل أو تخاف من أن ترتكب أي خطأ... أمام الله. ولهذا فإن القديس يوسف الصديق عندما عُرِضَت عليه الخطية، رفض الخطية قائلاً: "كيف أفعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله"
اعتبَرَ أنه خطأٌ إلى الله. كسر لوصاياه. وعدم احترام له، إذ يفعل الشر قدامه بلا حياء... فهل عندك هذا الشعور؟ هل تضع الله أمامك في كل خطية تُحارَب بارتكابها. وهل تذكر ما قاله الرب لكل ملاك من ملائكة الكنائس السبع (في سفر الرؤيا). إذ قال لكل منهم: "أنا عارف أعمالك".
لو عرفت هذا ستخجل وتخاف، وتمتنع عن الخطية، لأن خوف الله سيكون أمام عينيك باستمرار في كل مرة تحاول فيها أن تخطئ.
بل إنك تشعر بالاستحياء من أرواح الملائكة والقديسين.
إن كنت تؤمن من كل قلبك أن ملائكة الله حالة حولنا وأننا "صرنا منظرًا للعالم، وللملائكة والناس" حينئذ لابد ستخجل من الملاك الذي حولك، والذي لقداسته لا يحتمل رؤية بعض الخطايا فيتركك... وكذلك لابد ستخجل من أرواح القديسين ومن أرواح أقربائك ومعارفك... وبهذا الخجل تبعد عن الخطية، وتقترب إلى حياة النقاوة.
وإن كنتَ تؤمن أن الله قدوس، ستخشى أن تظهر نجاساتك أمام هذه القداسة غير المحدودة. وفي كل مرة تقول في صلاتك "قدوس قدوس قدوس" ستشعر في داخلك بخزي عظيم على الماضي، ولا تجرؤ على ارتكاب الخطية في المستقبل. إن إشعياء النبي عندما سمع السيرافيم يسبحون الرب بهذه التسبحة صرخ قائلاً "ويل لي قد هلكت. لأني إنسان نجس الشفتين