بى بى سى | بردية باللغة القبطية تتحدث عن زوجة للمسيح
كشفت كارين كينغ أستاذة التاريخ المسيحي وعلم اللاهوت بجامعة هارفارد عن قصاصة من ورق البردي تؤكد وجود زوجة للمسيح، وذلك في مؤتمر عقد في روما يتحدث عن القرن الرابع القبطي. وقالت أن الباحثين استطاعوا تفسير الكلمات "وقال المسيح لهم، إنها زوجتي" وهي الكلمة التي ربما تشير إلى مريم المجدلية. ويؤكد التاريخ المسيحي أن المسيح لم يتزوج، ولكن أستاذة التاريخ تؤكد هي الأخرى أن المسألة كانت محل نقاش مؤخرا، مضيفة أن الكشف المثير قد يفتح باب الجدل حول عزوبية المسيح ودور المرأة في المسيحية. ولكن متحدثا آخر شكك في حقيقة هذه الإدعاءات دينيا، حيث قال جيم ويست الأستاذ والقس المعمداني في تينيسي :"إن هذا التصريح المستخلص من قصاصة بردية لايثبت أي شيء، إنه مجرد حديث في الهواء دون أي سياق حقيقي." بينما علق أستاذ اللغة القبطية وولف بيتر فرانك والذي كان حاضرا لنفس المؤتمر الذي كانت تحضره كارين كينغ قائلا :"إن الآلاف من قطع البرديات تحمل أشياء مجنونة، وأسئلة كثيرة تثار حول هذه القصاصات." الحالة الاجتماعية للمسيح وقالت كينغ إن المذكور في القصاصة المكتوبة باللغة المصرية القديمة هو أول إشارة من المسيح يذكر فيها زوجته. وقالت إن النص الذي كتب في القرن الرابع هو نسخة من الإنجيل الذي كتب خلال الدولة الإغريقية في القرن الثاني. وأضافت كينغ أنها كانت متشككة في البردية الصفراء المائلة للون البني، وأنها بدأت من منطلق أنها مزورة، ولكنها بعد ذلك وبسرعة قررت أنها حقيقية. وأكدت كينغ :"أن العديد من الخبراء وافقوها الرأي ولكن الحكم النهائي على القصاصة يعتمد على الاختبارات الإضافية من زملائها، وخاصة المقارنات الكيميائية للحبر." ولكن كينغ عادت لتؤكد أن القصاصة ليست دليلا على الحالة الاجتماعية للمسيح، وقالت :"إنها ليست دليلا تاريخيا بأن المسيح قد تزوج، ولكن هناك هناك أدلة واضحة تماما في الحقيقة أن بعض المسيحيين خاصة في النصف الثاني من القرن الثاني فكروا في احتمالية أن يكون للمسيح زوجة." وأوضحت كينغ أن الكشف يبين كيف كان المسيحيون القدامى يفكرون في أمور الأسرة والزواج، وقالت :" من البدايات القديمة جدا قاوم المسيحيون فكرة رفض الزواج، وبعد أكثر من قرن على وفاة المسيح بدأ الحديث يظهر عن حالته الاجتماعية، بما يظهر أنه كان من بين المسيحيين القدامي من يؤمن بأن المعاشرة الجنسية في إطار الزواج تشبه طريقة الرب في إبداع الخلق وربما تخلق السلام النفسي والتواؤم." الباحث العلمي في الكتاب المقدس بن واشنطن الثالث الأستاذ في كنتاكي أكد أن التوصيف الوارد في البردية تحت إسم زوجة ربما يشير ببساطة إلى مساعدة تقليدية للمسيح. مالك خاص وحسب الفريق البحثي لكينغ فإن النص يذكر أيضا أن المسيح قال لأتباعه أن مريم المجدلية هي الأحق بأن تكون أقرب مريديه، وهذا بالتبعية يضيف شكوكا حول المعتقدات المغرقة في القدم من أن المسيح لم يكن له أتباع من النساء، ويثير مسائل حول خطأ الكتاب المقدس في دور مريم المجدلية. وخلال المؤتمر الذي استغرق ستة أيام وشاركت فيه جامعة لا سبينزا بروما ومعهد أوغستينيوم البابوي بجامعة لاتران، قدمت كينغ العديد من الوثائق. البردية الباهتة أكبر قليلا من بطاقة الأعمال، وبها ثمان أسطر على إحدى ناحيتيها، ومكتوبة بحبر أسود مقروء وموضوعة أسفل زجاج شفاف. وفي ختام حديثها قالت كينغ :"إن جامع المقتنيات الذي يملك قصاصة البردية طلب عدم ذكر اسمه حتى لايطارد من المئات الراغبين في شرائها، وأنه اتصل بها من أجل أن تساعده على ترجمة وتحليل البردية." ومع أن كينغ أكدت أن هذه القصاصة قادمة من مصر، إلا أنه لايوجد معلومات أخرى حول ظروف وملابسات الكشف عنها.