هل أعاتب صديقاً لي إذا أخطأ لي في حقي ؟ أم أحتمل إساءته وأصمت ؟*************
الجواب
يمكن أن تعاتبه ، أن كان من النوع الذي يقبل العتاب ، وإن كان العتاب يأتي بنتيجة طيبة . .
وذلك لأنه ليس كل أنسان يقبل العتاب . فهناك من تعاتبه ، فيثور ويحاول أن يبرر نفسه ، ويكثر الجدل .. ويعتبر أنك تتهمه و تظلمه . و ينتهي العتاب بنتيجة أسوأ . وقد قال الشاعر :
ودع العتاب فرب شر**************************** كان أوله العتاب
أما الصديق الواسع الصدر ، المحب ، الذي يقبل بصدر رحب وبموضوعية ، فيمكن أن تعاتبة و تصفي الموقف معه . وقد صرح السيد الرب بالعتاب فقال :
" إن أخطأ إليك أخوك ، فأذهب وعاتبة ، بينك وبينه وحدكما . فإن سمع منك ، فقد ربحت أخاك "( مت 18: 15)) .
وهنا يضع السيد شريطاً ، أن يكون العتاب بينكما سراً . لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الآخرين ، بينما يقبل ذلك " بينك وبينه وحدكما " . ومع كل ذلك فإن السيد الرب يقول إن نتيجة العتاب غير مضمونه . وذلك بقوله : " فإن سمع لك ". هنا وأقول نقطتين هامتين في العتاب :
الأول* " هي أسلوب العتاب . فهناك من يعاتب في محبة ، وقد يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة ، قبل أن يذكر نقطة العتاب .. بهذا* يكون أسلوبه مقبولاً .. بينما هناك من يعاتب في عنف ، وبألفاظ جارحة ، وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب ، ويحط من شأن صديقه . فلا ذلك منه ، ويرد عليه بالمثل ، ويشتعل الموقف .
إذن إذا عاتب بأسلوب رقيق مقبول :
النقطة الثانية : وهي سبب العتاب . المفروض أن يكون ذلك لسبب يستحق العتاب ، وليس علي أمور بسيطة تدخل تحت عنوان " المحبة تحتمل كل شئ* ( 1كو 13) . لأنك إن كنت تعاتب علي كل صغيرة ، وحتى علي كل صغيرة ، وحتى لي التفاهات ، بحساسية شديدة ، فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقاءك .. !
لذلك كن واسع الصدر ، ولا تعاتب علي الأمور الصغيرة .
هذه احتملها في صمت ، بل في محبة ، وبحسن نية . ولا تفكر في أن صديقك أراد أن يسئ إليك . ربما كانت هفوة ، زلفة لسان ، عبارة فكاهة ، بسبب نسيان*…*الخ أما ما قاله السيد المسيح ، عن تطوير الموقف ، وأن تشكو للكنيسة ، فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً ، ذات النتائج غير المحتملة ..