أمراض أنهت حياة أشهر ملوك الفراعنة
ظلت العديد من علامات الاستفهام والغموض تسيطر على نهاية بعض ملوك الفراعنة، رغم الاكتشافات الحديثة في علم الآثار، وهناك بعض الملوك لم يتم اكتشاف "المومياء" الخاصة بهم حتى الآن، وأخرين قتلوا وبعضهم نهشت الأمراض أجسادهم.
توت عنخ أمون
«توت عنخ أمون» أصغر ملك حكم مصر في الأسرة الثامنة عشرة، وكان عمره وقتها 9 سنوات، وتوفى في سن الـ18 عامًا، وذكر الكثيرون روايات مختلفة حول أسباب وفاته، منها: إن إحدى قدميه كسرت إثر سقوطه من فوق العربة الحربية أثناء رحلة صيد، وهو ما أدى لوفاته.
وفي الآونة الأخيرة أجريت فحوص جديدة على مومياء «توت عنخ أمون»، باستخدام أجهزة متطورة أظهرت أن الملك الفرعوني كان يعاني من كسر في القدم قبل موته، مما يرجح إصابته بتسمم في الدماء، ولكن هناك أقاويل أخرى حول إصابته بمرض الدرن.
وكان هناك اعتقاد سائد أن الفرعون المصري الذي تم اكتشاف مقبرته عام 1922 بواسطة المنقب الإنجليزي «هاوارد كارتر»، مات مقتولًا، حيث إن صورًا تم التقاطها بالأشعة السينية عام 1968 أظهرت ثقبا كبيرا أسفل الجمجمة الخاصة بموميائه، وهو ما قوى الاعتقاد الذي يشير إلى قتله.
رمسيس الثاني
«رمسيس الأكبر»، هو الفرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشرة، وينظر إليه على أنه الأكثر شهرة وقوة، ورغم دفنه في مقبرة وادي الملوك، إلا أن مومياءه نقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881م بواسطة «جاستون ماسبيرو» ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد 5 سنوات.
ويعتقد أن «رمسيس الأكبر»، كان يعاني من روماتيزم حاد في المفاصل في سنين عمره الأخيرة، بالإضافة إلى معاناته من أمراض في اللثة.
الملكة حتشبسوت
توفيت «حتشبسوت» خلال العام الثاني والعشرين من سنين حكمها، وقد اعتـقد في الماضي أنها قتلت بسبب التنازع على الحكم، ولكن تم التحقق الآن من موميائها التي تبدي بوضوح علامات موت طبيعي، وأن سبب موتها يرجع إلى إصابتها بالسرطان أو السكري.
ولم يكن اكتشاف مستشفى جامعة أسوان وفاة 4 مومياوات فرعونية نتيجة للإصابة بسرطان الثدى هو المرض الوحيد الذي توارثته الأجيال الحالية من الفراعنة، ولكن هناك مجموعة أخرى من الأمراض ورثها المصريون من أجدادهم الفراعنة مع الحضارة والآثار الكثيرة.
وأظهرت العديد من الدراسات التي تمت على المومياوات الملكية أهم الأمراض التي كانت تصيب الفراعنة وكانت النتائج، أن الملوك في الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة عانوا من التهاب العمود الفقرى، والأسر التي كانت تعيش في رغد مثل الملوك يعانون من مرض كانوا يطلقون عليه اسم "dish" والسبب فيه هو تناول اللحوم الحمراء كثيرًا، وهذا المرض يطلق عليه الأطباء حاليا اسم "النقرس"، فضلًا عن ضعف عضلات القلب وتم الكشف عنه من قلب رمسيس الثانى، بالإضافة إلى هشاشة العظام، وأرجع الأطباء السبب في ذلك إلى تقدم عمر رمسيس الثانى.
وأثبت الدراسات أن مرض الروماتويد ظهر في نحو 13 مومياء، وأكدت الدراسات أن متوسط عمر الإنسان بالنسبة للفراعنة والأمراء قد وصل من 50 إلى 60 سنة، أما بالنسبة إلى العمال فقط وصل متوسط العمر من 30 إلى 35 سنة، ويعتقد أن السبب يرجع إلى إصابة العديد منهم بالأمراض منها البلهارسيا التي كانت تصيب الكبد وتؤدى إلى الوفاة المبكرة.
وكشفت مجموعة أخرى من المومياوات العديد من الكسور التي عولجت بطريقة ناجحة وكذلك بتر أذرع ووقف نزيف الدم والتئام هذه الجروح ليعيش المرضى حياة طويلة بعد علاجهم دون تأثر.
وبحسب ما ذكره موقع "livescience"، أجرى عدد من الباحثين الدوليين دراسة حديثة حول جلد المومياوات المصرية القديمة التي يبلغ عمرها نحو 4200 سنة من أجل اكتشاف الأمراض التي تسببت في الوفاة.
وبالكشف عن عينات بروتينات الجلد وجدوا إصابتها بالتهاب وربما مرض السرطان، وجاءت النتائج أن المومياوات ماتت من العدوى والإصابة بمرض السرطان وعدوى البكتيريا الرئة والتي تسبب في مرض السل وهناك عدوى داخل البنكرياس، وأرجع العلماء السبب في هذه الأمراض إلى ضعف المناعة بسبب سوء التغذية ما أدى إلى نقل الأمراض المعدية مثل الملاريا والسل وغيرها من الالتهابات المعوية الطفيلية.
سقنن رع
الملك سقنن رع تاعا الثاني من "ملوك الأسرة السابعة عشر": أول ملك مصري حارب الهكسوس، واشترك في الحروب ويصنف في التاريخ على أنه محارب مقدام وشجاع، وقتل إثر إصابات في وجهه بالسيوف والخناجر أدت لمقتله، وتم وصفه بـ "الشهيد" في كتب الغرب.
أحمس
والملك "أحمس" مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، ابن الملك سقنن رع تاعا الثاني، ومات شابا عن عمر 35 عاما، ويطلق عليه "قاهر الهكسوس"، ولم يعرف المؤرخون سبب وفاته.
سنب كاي
الملك "سنب كاي": أحد ملوك أسرة أبيدوس التي حكمت مصر في القرن السابع عشر، لم يتم اكتشاف جثمانه إلا مؤخرا، ولم نكن نعرف عنه أي شيء حتى اسمه، ولم يذكر المصري القديم عنه أي شيء على الجدران، وهذا دليل على أننا مازلنا لا نعرف الكثير عن التاريخ الفرعوني.
وأكدت الدراسات الحديثة في 2015، أنه مصاب في الجزء السفلي من جسده، وهذا دليل أنه قتل في معركة، ودليل إثبات آخر أن الملوك كانوا يشاركون في الحروب.