إنجيل الله هو شفاعة الله وتعزية البشر من خلال ابنه المتجسّد. في الوقت نفسه، إنّه مصالحة البشر مع الآب الذي يمنح التألّه (Theosis) غير المولود كمكافأة للذين يطيعون المسيح. يسمّى التألّه غير مولود لأنه ليس مولوداً في الذين يستحقونه بل بالأحرى هو معلَن لهم. بالتالي، التألّه الممنوح من خلال المسيح المتجسّد ليس ولادة بل هو كشف شخصي (enhypostatic) عن الاستنارة للذين يستحقون هذا الكشف. الإعلان الحَسَن، الإنجيل، أو البشارة هو تصحيح للأحداث التي جرَت عند بداية خلق الإنسان في فردوس عدن الحسي. هناك بدأ السقوط ونتائجه من امرأة وهنا من امرأة تبدأ كل الأمور الحسنة. وهكذا، العذراء مريم هي حواء الجديدة. هناك كان الفردوس حسياً، وهنا الكنيسة. هناك آدم وهنا المسيح. هناك حواء وهنا مريم. هناك الحيّة وهنا جبرائيل. هناك وشوشة الحية لحواء وهنا سلام الملاك لمريم. بهذه الطريقة تُصحّح خطيئة آدم وحواء.
رئيس الملائكة نادى العذراء مريم بالممتلئة نعمة قائلاً: “افرحي يا ممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة أنتِ في النساء” (لوقا 28:1-29). تُدعى مريم ممتلئة نعمة وتُوصَف بالمباركة لأن الله معها.