رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا "(متى 19/17) يتكلم الرب يسوع عن الحياة الأبدية، أي عن الاشتراك في حياة الله نفسها،و نبلغ إلى هذه الحياة بحفظ وصايا الرب، ومن ضمنها وصية " لا تقتل"، وهي أولى الوصايا العشر التي يذكر بها يسوع الشاب الذي جاء يسأله ما هي الوصايا التي عليه أن يحفظها. وهذه الوصية لا تُفصل أبداً عن محبة الله، إنها دوماً عطية من الله لنمو الإنسان وفرحه. والحياة عطية جزيلة من عطايا الله، وهو عندما يهب الإنسان الحياة يُلزمه بأن يحترمها ويحبّها ويطورّها وهكذا تصبح العطية وصية والوصية عطية. وهذه الحياة وُهبت للإنسان ويستطيع أن ينقلها بالحب واحترام قصد الله. ولكن سيادته ليست مطلقة بل هي خدمة وانعكاس لسيادة الله الوحيدة والمطلقة؛ لذا على الإنسان أن يمارس هذه الخدمة بالحكمة والمحبة والخضوع لشريعة الله المقدسة، خضوعاً حراً وفرحاً. فليس هو إذن السيد المطلق على الأشياء ،و بأَوْلى حجة على الحياة ،بل هو"في خدمة القصد الذي أقامه الخالق". الله وحده هو سيد الحياة من بدايتها حتى نهايتها، ولا يسوغ لأحد، أياً كانت الظروف، أن يدّعي لنفسه حق القضاء مباشرة على كائن بشري." لا تقتل " هي أمر إلهي وفي صميم ميثاق الله مع شعبه. وإذ أن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، فالحياة البشرية، ومن ثمّ، تملك طابعاً من القدسية. وهذه الوصية "لا تقتل"تبيّن الحد الأقصى الذي لا يمكن أن نتخطّاه، لا بل، وأيضاً، تَحمُل الإنسان على أن يتمسك بموقف إيجابى ومدافع عن الحياة، والاحترام المطلق لها، وما تقتضيه من بذل وانفتاح وخدمة. وصية "لا تقتل" ذكرّ بها التقليد الحي في الكنيسة، منذ بزوغه،بطريقة قاطعة ، كما تشهد بذلك الذيذاخيا: "ثمة طريقان : طريق الحياة وطريق الموت، بيد أن البون شاسع بين الطريقين[?.] هذه هي الوصية الثانية في عقيدتنا: لا تقتل ?.لا تقتل الطفل بالإجهاض ولا تميته بعد مولده [?..] إليك الآن طريق الموت: الذي لا يشفق على الفقير..." ونعلم أن القتل، في القرون الأولى من تاريخ الكنيسة، كان يُعد في لائحة الكبائر الثلاث ?مع الجحود والزنى- ويستتبع عقاباً علنياً بالغ المشقة والمدة قبل أن يُمنح القاتل التائب الصفح والعودة ثانية إلى حضن الشركة الكنسية. وعليه فإن كل من يقتل كائناً بشرياً بريئاً قتلاً مباشراً و متعمداً يرتكب خطأ فادحاً. كل نيّة تتعمد الإجهاز على حياة بشرية بريئة هي دوماً عمل سيء من الناحية الأدبية، ولا يمكن قط تسويغها، ولا كهدف ولا كوسيلة لهدف جيد: "ليس ثمة شيء ولا أحد بإمكانه أن يسوّغ قتل كائن بشري بريء، أنطفة كان أم جنيناً، طفلاً أم بالغاً ،مسناً أم مريضاً مزمناً أم مدنفاً. ولا يسوغ لأحد أن يطلب القتل لذاته أو لغيره من الموكولين إليه، بل لا يسوغ له أن يذعن لذلك، بطريقة صريحة أو مضمرة، وليس من سلطة يجوز لها أن تأمر بذلك أو تسوّغه". |
|