سؤال قرأت فى أحد الكتب هذا السؤال : هل حدث على الصليب أنه اصطلح عدلى الله مع رحمته ؟ جواب ليس هناك خلاف اطلاقاً بين عدل الله ورحمته ، لأنه لا يمكن أن يوجد تناقض بين صفات الله تبارك إسمه . فالله رحيم فى عدله ، وعادل فى رحمته . عدلى الله مملوء رحمة . ورحمة الله مملوءة عدلاً . ويمكن أن نقول إن عدل الله عدل رحيم ، ورحمتة رحمة عادلة . ونحن لا نفصل إطلاقاً بين عدل الله ورحمته . وحينما نتكلم مرة عن العدل ، وأحرى عن الرحمة . فلسنا عن الفصل نتكلم ، وإنما عن التفاصيل . أما عن ميمر العبد المملوك الذى يتخيل نقاشاً وجدلً بين عدل الله ورحمته ،فهو ليس دقيقاً من الناحية اللاهوتية ، وعليه مؤاخذات كثيرة . فلم يحدث طبعاً مثل هذا النقاش ، إنما مؤلف هذا الميمر أراد أن يشرح تفاصيل الموضوع بأسلوب الحوار . وهو أسلوب ربما يكون أديباً مشوقاً . ولكنه ليس أسلوباً لا هوتياً دقيقاً . أما على الصليب ، فكما قال المزمور العدل والرحمة تلاقيا أو الرحمة والحق تلاقيا . (وليسا تصالحا !!) . إن كلمة مصالحة ، تعنى ضمناً وجود خصومة سابقة . وحاشا أن يوجد هذا فى صفات الله …! وحتى عبارة التلاقى ، تعنى هذا التلاقى أمامنا نحن ، فى مفهومنا نحن ، أما من الناحية اللاهوتية ، فهناك التلاقى بين العدل والرحمة منذ الأزل . وكما قلنا عن الله أن عدله مملوء رحمة ، ورحمته مملوءة عدلاً . وعلى الصليب رأينا نحن هذا التلاقى بين العدل والرحمة . وهو تلاق دائم . ولكننا نحن كبشر ، رأيناه على الصليب … رأينا هذه الصورة الجميلة ، التى أعطت لعقولنا البشرية مفهوماً عن تلاقى العدل والرحمة .