رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله" "يُشاهِدونَ الله" فتشير الى أطهار القلوب الذين يعاينون الله بالإيمان، كما ترنَّم داود النبي "جَعَلتُ الرَّبَّ كُلَّ حين أَمامي إِنَّه عن يميني فلَن أَتَزَعزَع " (مزمور 35: 10)، نحن نعاينه هنا على الأرض بالإيمان أمَّا في السماء فسيكون هذا عيانا، نعاين الله بعد الموت وجها لوجه كما جاء في تعليم القديس يوحنا الرسول "نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو" (1يوحنا 3: 2). ويوضِّح ذلك بولس الرسول فيقول "فنَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة، وأمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه" (1 قورنتس 13: 12). وهذه الرؤية لوجه الله هي مشاهدة طقسية بالمثول امام الله لتأدية العبادة في الهيكل السماوي على مثال الملائكة والتمتع بألفة كما يؤكد صاحب الرؤيا "عَرشُ اللهِ والحَمَلِ سيَكونُ في المَدينة، وسيَعبُدُه عِبادُه ويُشاهِدونَ وَجهَه، ويِكونُ اسمُه على جِباهِهم " (الرؤيا 22: 3-4) ويُعلق القديس غريغوريوس النيصي "في مفهومِ الكتابِ المقدس، الرؤيةُ تعني الحصولَ على الشيء. والمثالُ على ذلك في قولِه: "فتَرى أورشليمَ وتنعَمُ بالخيراتِ" (مزمور 127: 5). فالرؤيةُ تَعني الحصولَ على الخيراتِ والتنعُّمَ بها. من رأى الله إذًا حصلَ على كلِّ الخيرات، لكونِه رأى. مَن رأى الله حصلَ على الحياةِ التي لا نهايةَ لها، وعلى عدم الفساد الأبدي، والسعادةِ الخالدة، والمُلكِ الذي لا ينتهي، فيه الفرحُ والنورُ الحقيقيُّ والأنغامُ الروحيةُ العَذْبة، والمجدُ الذي لا يُدرَكُ، والبهجةُ الدائمة، وأخيرًا كلُّ خيرٍ ممكن" (العظة 6 في التطويبات) "؛ ولهذا يقول بولس الرسول أيضًا: أُطلُبوا السَّلامَ معَ جَميعِ النَّاس والقَداسةَ الَّتي بِغَيرِها لا يَرى الرَّبَّ أَحَد" (عبرانيين 12: 14)؛ وقال يسوع “مَن رآني رأَى الآب. فكَيفَ تَقولُ: أَرِنا الآب؟ أَلا تُؤِمِنُ بِأَنِّي في الآبِ وأَنَّ الآبَ فيَّ؟ " (يوحنا 14: 9)، ويعلق القديس ايرينيوس "لكن لا أحدَ يَقدِرُ أن يَرى اللهَ ويحيا (خروج 33: 20)، لعظمتِه تعالى ومجدِه الذي يَجِلُّ عن الوصف، ولأنَّ الآبَ أسمى من أن يُدرَكَ. ومع ذلك، بسببِ محبَّةِ الله، ولأنَّ اللهَ قادرٌ على كلِّ شيء، فهو يَمنَحُ هذا أيضًا لمن يُحِبُّونه، يَمنَحُهم أن يشاهدوه، "مَا يُعجِزُ النَّاسَ فإنَّ اللهَ عَلَيهِ قَدِيرٌ" (لوقا 18: 27) "(الكتاب الرابع، 20، 4-5). وفي هذه التطويبة فيما يطلب العالم السعادة في الخداع، يضع يسوع السعادة في نقاء القلب وذلك عن طريق ان نكون "مُنذُ الآنَ أَبناءُ الله" (1يوحنا 3: 2). ولذلك يوصينا القديس أوغسطينوس "لنُنقِّ قلوبنا بالإيمان، لكي نتهيأ لذاك الذي لا يُوصف، أي للرؤيا غير المنظورة". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذين يعاينون الله |
الله قريب من كسيرى القلوب وهو يخلص الذين انقطع رجائهم |
كل الشعب الخائف الله في الكنيسة الجامعة هم أطهار |
الذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد |
أنقياء القلب الذين يعاينون الله |