الخبز
خبز artoς أو bread بالإنجليزية، أي "أرتوس".
والخبز نوعان رئيسيان، إما خبز مختمر أو خبز غير مختمر، وهذا الأخير يُسمى فطيرًا. وكان خبز عيد الفصح اليهودي والأيام السبعة التي تعقبه، خاليًا من الخمير (خر 12: 8؛ لا 23: 6)، لذلك دُعيت تلك الأيام بأيام الفطير. وكانت كل التقدمات التي تُقدَّم للرب في العهد القديم يلزم أن تكون خالية من الخمر (لا 2: 11؛ 10: 12).
وخبز الله هو القرابين والذبائح التي كانت تُقدَّم للرب. مثل "خبز الوجوه" أو "خبز الحضرة".. اضغط هنا للمزيد عن الخبز في الكتاب المقدس.
وكان مجرد الشركة في تناول الخبز تعني المصالحة والصداقة (تك 31: 54؛ 1 مل 13: 8)..
وللتعبير عن أهمية الخبز بكونه قوام الحياة الأرضية، أوردت الأسفار المقدسة استخدامات مجازية للخبز، فهناك "خبز الدموع"، و"خبز الشر"، و"خبز الكسل"، و"خبز الضيق"، و"خبز الأتعاب"، و"خبز الكذب".. ولقد وصف المن الذي أعطاه الرب للشعب قديمًا ليعولهم به في البرية أنه "خبز السماء"، و"خبز الملائكة". ليس لأن الملائكة تأكل خبزًا، بل تعبيرًا مجازيًا عن أنه خبز نازل من السماء، وليس من صنع الناس.
وفي مقابل هذه الاستخدامات المجازية للخبز، جاء الرب ليعلن عن نفسه أنه هو "خبز الحياة" (يو 6: 35)، وهو "الخبز النازل من السماء"، ولم يكن كلام الرب في هذه المرة مجازيًا، بل بالحقيقة أعطانا جسده لنأكله لكي نحيا إلى الأبد، "الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي.. من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه" (يو 6: 51، 56).
فسر الافخارستيا الذي يُتمَّم في القداس الإلهي هو جسد المسيح ودمه الأقدسان، جسده الحقيقي، ودمه الحقيقي.
ومعظم الطقوس الشرقية تستخدم الخبز المختمر وليس الفطير في سر الإفخارستيا، وذلك لسببين:
1- إن كلمة "خبز" المستخدمة في عشاء الرب سواء في الأناجيل أو في الرسالة إلى أهل كورنثوس، لا تحدد نوع الخبز، هل هو مختمر أم غير مختمر، ولكن في المقابل هناك كلمة محددة للخبز غير المختمر وهو "الفطير"، لذلك درجت غالبية الكنائس على استخدام الخبز العادي أي المختمر في ممارسة عشاء الرب.
2- إن الخمير في الخبز يشير إلى الخطية التي حملها المسيح في جسده -وهو وحده الذي بلا خطية- لكي يبطلها بموته على الصليب. وحيث أن الخبز حين يدخل النار يبطل مفعول الخميرة فيه، هكذا تفقد الخطية سلطانها فيمن يتناول من هذا الخبز بعد أن يضطلع الروح القدس بتحويل الخبز العادي إلى جسد المسيح.