بين الركام ورائحة الموت بمحطة رمسيس وائل يحكي أصعب الدقائق في حياته
لم يستطع "وائل. ك" طالب بجامعة الأزهر أن يتخيل تلك الصورة وسط تلك الأدخنة المتصاعدة والركام المتطاير، بعدما انفجعت ذاته بصوت ارتطام قوي صاحبته غيامات سوداء وصراخ لم ينقطع.
أحاديث المنتظرين على محطة رمسيس بجانب وائل انقطعت فجأة وهرول الجميع الى اتجاهات مختلفة، منهم من دفعه الفضول للركض نحو صوت الضجيج ومنهم من ساقته نفسه إلى الهرب خارج محيط محطة رمسيس، لكن الطالب الذي كان ينتظر قطاره العائد به إلى بلده في محافظة البحيرة، لم يجد نفسه إلا متسمرا في مكانه، حيث تثاقلت حركته المرتعدة من هول ما يرى من مشاهد على بعد خطوات من الحادث.
يحكي وائل لــ صدى البلد "استجمعت قواي وتحركت ببطء وتؤدة باتجاه الحادث أتحسس خطواتي، بينما يهرول الجميع من حولي، كانت نفسي تحدثني بالهرب خوفا من رؤية الموت أو سماع أنات المصابين، على وقع صوت جش لرجل خمسيني يصيح في وجوه الناس مستغيثا "إلحقونا فيه ميتين كتير والناس اتفحمت".
"لم أكن أرى الموت مفجعا مثلما رأيت عندما وقعت عيناي على جسدين مستلقيان على القضبان، قضيا نحبهما، بينما لم تقتنع النيران بعد أن تتركهما لحالهما سوى تحت سطوة مياه المسعفين من المواطنين الذي قرروا أن يحافظوا بقدر ما يمكن على بقاء بعض الملامح على تلك الأشلاء المتفحمة" يقول وائل.
يشير وائل، إلى أن رائحة الموت وهول المناظر ومبادرة المواطنين لتقديم المساعدة للمصابين بكل ما يملكون من أدوات مساعدة، شجعته على التدخل في عمليات الإنقاذ، حتى أن شابا يبدو بسيطا في مظهره، ربما يعمل عاملا في المحطة أو في أحد المحلات المجاورة، خلع عنه سترته ودفعها على جسد أحد المرتمين على الرصيف، ولم أعرف إن كان مصابا او ميتا.
نظر وائل بعينيه ليتفقد سماء المحطة الملتهبة فلم يرى سوى السواد الحادث من أثر الأدخنة لتدمع عيناه دمعة لم يعرف لها سببا واضحا، هل هي الادخنة أم رائحة الموت الذي حاق بمن حوله.
دقائق لم يقصر خلالها وائل ومن معه في اسعافات من استطاعوا، حتى كانت أفراد الشرطة والمسعفين أكثر من المواطنين واشتدت التعليمات الأمنية بإخلاء المحطة على الفور لأجد نفسي مدفوعا بموجة بشرية إلى الخارج.
المشهد في الخارج يبدو أكثر رعبا، لقد كانت ألسنة الدخان تتصاعد من مبنى المحطة لتغطي سماء المنطقة بالكامل، ولم تنقطع سؤالات من بالخارج لنا "إيه اللي حصل ؟" لكننا ممن رأى الحادث ابتلع الحروف وتجمد لسانه ولم ينطق سوى بكلمات يتيمة لم تخرج عن "حادث كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله".
هذا الخبر منقول من : صدى البلد