عاش هذا الراهب القديس في القرن الرابع الميلادي، وكان تلميذًا مخلصًا للقديس هيلاريون Hilarion، حيث صاحَب معلمه في سفره من فلسطين إلى مصر. وإذ لم يُرِد القديس هيلاريون العودة مرة أخرى إلى غزة حيث بلغت شهرته الآفاق، هرب سرًا عبر البحر إلى جزيرة صقلية Sicily. ظل هيسيخوس يبحث عن معلمه مدة ثلاث سنوات، ولما لم يرد إليه أي خبر عنه، لا من الصحاري ولا في المواني المصرية ذهب للبحث عنه في اليونان. هناك وردت إليه أخبار أن أحد القديسين يصنع العجائب والمعجزات موجود في صقلية، فسافر إليها وذهب إلى القديس هيلاريون في مكان وحدته، حيث سقط أمامه على ركبتيه وأخذ يبل قدميّ معلمه بدموع. أراد المعلم وتلميذه التمتع بحياة الوحدة، فذهبا إلى دلماطيا Dalmatia، ومنها إلى جزيرة قبرص Cyprus، وبعد سنتين أرسل هيلاريون تلميذه هيسيخوس إلى فلسطين ليفتقد سلامة الإخوة ويتابع أحوالهم، ويزور ديرهما القديم قرب غزه. عند عودته إلى معلمه وجده متضايقًا من كثرة الزوار عازمًا على الهروب إلى بلدة أخرى، ولكن نظرًا لتقدم سنه أقنعه هيسيخوس بالاكتفاء بالدخول إلى عمق الجزيرة حيث يتمتعا بحياة الخلوة، فسكنا هناك فترة ثم تنيّح القديس هيلاريون، تاركًا لتلميذه كتابه المقدس وبعض الملابس. بعد مدة طويلة حمل هيسيخوس رفات معلمه، رغم معارضة أهل الجزيرة، وعاد بها إلى فلسطين، حيث استقبلتها جموع الرهبان والشعب بأصوات التسبيح، ودفنوها في الدير الذي أنشأه في ماجوما Majuma، وهناك بعد عدة سنوات تنيّح هيسيخوس نفسه.العيد يوم 3 أكتوبر.