تناول البابا في حديثه عمل الأب الكاهن وأبعاد علاقاته

[Mary Naeem]

قداسة البابا تواضروس الثاني

تناول البابا في حديثه عمل الأب الكاهن وأبعاد علاقاته،
مشيرًا إلى العلامات المشتركة المفترض أن تتوافر في الآباء الكهنة.

أولى هذه العلامات شهود أصحاء، موضحاً يجب أن يكونوا متمتعين بالصحة الروحية كنموذج حيّ أمام الرعية، وألا توجد فجوة بين القول والفِعل، وأن يصنع الأب الكاهن مناخًا روحيًّا داخل كنيسته.

معلمون أقوياء حيث يجب أن يكون معلمًا قويًّا في الفضيلة وفي العقيدة والتاريخ والحاضر، وله رؤية واضحة بتجديد الذهن وبما يُقدمه من تعاليم وافتقاد، وأن يعرف التركيبة الاجتماعية للشعب، وأن يكون إنسان محب عظيم، مشددا على أنه يجب أن يكون لديه طاقة حب، لأن المحبة هي رأس مالنا، وأن يقدم حب الله لكل أحد بقلب متسع ونفس نقية، فكلما اقترب من الله كلما كان قلبه حنونًا رحيمًا.

وتساءل البابا: ما هو عمل الأب الكاهن؟، موضحاً مُفتقِد: يقوم بالافتقاد الدائم كأب، فالأبوة هي قمة الرعاية، ويعظ: هو مُعلِّم قوي، ويُقدم قراءاته ومعرفته للشعب بما يناسب لهم حسب أعمارهم وثقافتهم، ومُعرِّف: يأخذ اعترافات الرعية، لأن الاعتراف هو شكل من أشكال الطب الروحي المريح للنفوس، وهذا أصعب عمل يقوم به.

أن يكون مُعمّر فهو نشيط ويقوم بعمل المشروعات التي تخدم المجتمع والكنيسة، لأن الكنيسة لها دورين: دور روحي خلاصي ودور اجتماعي لخدمة المجتمع بكل وسيلة، ومُصلي يُسبح ويُرنم من القلب بلسان الشعب، وهو مسؤول أن يشرح للناس الصلوات والألحان وما إلى ذلك، ومُجامل: أن يكون مشاركًا بالقلب في مختلف المواقف، وقدوة: هو نموذج ومثال للرعية كعضو دائم في كل بيت.

وتناول البابا سبعة أبعاد لعلاقات الكاهن، وهي، علاقته مع نفسه وتتطلب الصراحة وفحص النفس ومراجعتها باستمرار، لئلا تتسلل إليها عثرة ما، فيقوم بتعديل سلوكه، وعلاقته مع أسرتهوتتطلب رعاية زوجته وأولاده، الذين يحتاجون إلى سعادة التواجد، وذلك بتقديم الوقت الجيد لهم.


علاقات الكاهن يجب أن تكون علاقته مع أخوته الكهنة وتتطلب اللياقة، والتعامل بوقار الكهنوت، وأن يُقدم التعاون والمودة الأخوية وحفظ السر، وأن يصنع ما يليق مع كل أحد، إضافة إلى علاقته مع أسقفه، وتتطلب الأمانة الكاملة، وأن يكون أمينًا في تقديم المعلومة، وفي الاعتراف بالخطأ، ولديه أمانة في التأديب (القانون)، وفي الأمور المالية بصفة عامة فيما يخص الخدمة.


علاقته مع الشعب يجب أن تتطلب الأبوة، لأن الله أرسله بمسؤولية الأب الذي يحب ويسامح ويشجع ويتأنى، وأن يسلك بحكمة، وتكون العلاقة فيها شبع روحي ومعرفي وجسدي، وأيضًا فيض المحبة، وعلاقته مع كنيسته وتتطلب شهادة الحق، وأن يُعلّم بتعاليم الكنيسة، ويسلك السلوك المستقيم في حفظ العقيدة وتقديمها، ويهتم بالتراث في الألحان واللغة القبطية، لأن كنيستنا المصرية واحدة من أقدم الكنائس في العالم، وعلاقته مع مسيحه وتتطلب معرفة شخصية وعبادة بالروح، لأن العبادة بالروح هي الأساس، وأن يعيش بالإنجيل.