رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صار يسوع المسيح إنسانًا حقيقيًا لا ينكر أوريجينوس حقيقة جسد السيد المسيح، وأن له احتياج حقيقي للإعالة. فلم تكن حياته وآلامه وهمية بأي شكل. بل أن أوريجينوس يؤمن بأن جسد يسوع كان حقيقيا إلى درجة لا نتقبل معها - بالمفهوم الحرفي - قصة حمله إلى جبل عال بمعرفة الشيطان المُجَرِّب. + فجسد الشيطان بطبيعته من مادة رقيقة كالهواء، لذلك يعتبره أغلب الناس ويتكلمون عنه كغير جسدي. أما بالنسبة للمخلص فقد كان له جسدا ملموسا قابلاً للتعامل معه... يواجه أوريجينوس السر العميق "للطبيعة المركبة للمسيح. فمع اعترافه بأن اللوغوس قد اتخذ عمداً جسداً لا يختلف عن الجسد البشري، افترض بالتبعية ما يصاحب هذا الجسد من آلام وأحزان. إلا أنه يعلم أن آلام المسيح وموته يقعان في موضع الصدارة من الحب الإلهي والخلاص في موضع القلب - هنا يتكلم عن "فاعلية" موت المسيح، ويبرهن مبتدئاً من حقيقة آلامه إلى حقيقة قيامته. يعتبر أوريجينوس الذي أَثْرَى علم المسيحينيات Christology اليوناني باصطلاحات physis وhypostasis وousia وhomousios وtheonthropos- أول من استخدم لقب: الإله المتأنس (theonthropos) God- man، حتى يجزم إنسانية يسوع في مواجهة الغنوسيين. كما أكد أيضا وحدة طبيعة السيد المسيح في قوله أن السيد المسيح بالرغم من تلقيبه باسم يتضمن معنى ألوهيته، إلا أن الصفات البشرية يمكن أن تنبئ عنه. والعكس صحيح، فيقول: +" ُسِّمىَ بابن الله الذي به قد خلقت كل الأشياء، بيسوع المسيح، كما سُمِّي بابن الإنسان. فابن الله أيضا قد قيل أنه مات - فيما يتعلق بتلك الطبيعة التي تسمح بالموت. كما سُمِّي بابن الإنسان الذي أُعْلِنَ أنه مزمع أن يأتي مع الملائكة المقدسين في مجد الله الآب. ولذلك لم يأتي ذكر الطبيعة الإلهية خلال الكتاب المقدس كله بلغة بشرية فحسب - بل كُرِّمَت الطبيعة البشرية بتسميات خاصة بالكرامة الإلهية." |
|