رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما نعمِّد باسم الآب والابن والروح القدس، ونَصِفُ جرن المعمودية باسم “الأردن”، فإن الوعي القبطي منذ بداية المسيحية – حسب شهادة العلاَّمة أوريجينوس، وكما هو مدوَّن في كتاب خدمة المعمودية الخاص بأم الشهداء، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يحتفظ بكل ما يعنيه ذلك ويعبِّر عنه في الصلوات كالآتي: “لأن ابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح الذي نزل إلى الأردن وطهَّره، شَهِدَ قائلاً: إن لم يولد أحد من الماء والروح فلا يستطيع أن يدخل ملكوت السموت. وأيضاً أمر تلاميذه القديسين … اذهبوا … وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”. هذا الوعي الكنسي يدرك أن ما قيل لنيقوديموس معلم إسرائيل هو ما حدث للرب نفسه في الأردن لأن الميلاد الجديد هو تحول ناسوت الرب، ولأن اتحاد اللاهوت بالناسوت هو اتحادٌ فائق لا بُد من إعلانه، لكن الإعلان ليس لفظاً ولا خطاباً، لكنه إعلان دخول هذا الناسوت “علانيةً” في شركة علنية مع الآب والروح القدس؛ لأن التعليم يجب أن يكون علانيةً ومعلَناً ليس بلفظ، بل بإظهار العلاقة الجديدة الخاصة. التحول بالاتحاد الأقنومي فقط لا يؤسس الخلاص، ليس لأنه بلا قيمة، بل لأنه سرٌّ لا يُفهم ولا يُدرَك، ولا يمكن لأي بشرٍ مهما كان، أن يدخل “أقداس” الاتحاد الأقنومي، لكن مسح يسوع بالروح القدس هو عملٌ ظاهرٌ في المسحة نفسها وفي الخدمة التي استُعلِنَت فيها هذه الخدمة: التعليم – المعجزات – الصلب – الموت – القيامة – الصعود. تلك أعمالٌ ظاهرة لا تقبل التخمين، وليست هي – كما يقولون – رجمٌ بالغيب – بل هي ضرب من الاستعلانات تؤسِّس لنا: 1- الشركة في الاستعلان. 2- نوال النعمة الخاصة المستعلَنة. 3- تغيير جوهر وغاية الصلاة (وهو الموضوع الغائب الذي يحتاج إلى مجلد ثان ينضم إلى كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية للأب متى المسكين)؛ لأن استعلان أقانيم الثالوث غيَّر جوهر وغاية الصلاة. أقنوم الابن وعطية التبني |
|