رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
☦︎♡ لماذا تكرس المنازل في عيد الغطاس بعد أن تجري خدمة تقديس المياه في الكنيسة في يوم عيد الظهور الالهي (لغطاس)، يبدأ الآباء الكهنة بزيارة البيوت في رعاياهم للصلاة ومباركتها ونضحها بهذه المياه المقدسة … ان الأساس الروحي واللاهوتي لهذا العمل الطقسي ، يستند على حقيقة كون الله قد ظهر بالجسد، وبتجسُّده واتخاذه طبيعتنا البشرية، صار للمادّة والعناصر معنى وقيمة وقداسة، مُمَثّلةً في طبيعة الماء التي تقدّست في معمودية المسيح، فأصبحت المادّة، لا سيما، الماء، واسطة لنقل النعمة والبركة والحياة والتقديس. كلّ شيء يتقدّس لأن الربّ ظهر، فيصير كلّ شيء واسطة للحياة وليس أداةً للموت. المياه، وهي أهم عناصر الطبيعة وأكثرها رهبة وقوّة، تصير بحلول النعمة والبركة الإلهيّة إكسيراً لغفران الخطايا وينبوعاً للشفاء والتقديس والحياة، لأن الربّ باركها وقدّسها بعد أن كانت للظلمة والخوف. الخليقة كلّها تصير بحلول النعمة الالهية علّة لحياة الإنسان وليست بعدُ متسلّطة على حياته . نرشّ المياه المقدسة على كلّ شيء لأننا نريد أن نقدّس كلّ شيء، أي نريده واسطة للحياة. ان تكريس المنازل يأتي في هذا الاطار ومن هذه النظرة الايمانية كاقتبال لقداسة الله الذي يزورنا ويفتقدنا من خلال حضور الآباء الكهنة المكلّفين زيارتنا ورعايتنا ، ونقل نعمة وبركة عيد الظهور الالهي الى بيوتنا. قيمة هذا العمل هي أنه ينقل ما يجري في خدمة العيد في الكنائس الى منازل المؤمنين، وكأنّ الكنيسة تقول لنا بأنّ العبادة لا يكمُل معناها ما لم نتقبّلها في حياتنا اليومية، أو بأن حياتنا هي امتدادٌ لِخِدَمِنا الطقسيّة، وكأنها في الأخير ترجو أن تصبح بيوت المؤمنين كلّها معابد لله. يتوجب علينا احترام هذه الخدمة التي يأتي الكاهن لإتمامها، وأن نقف جميعاً أثناء الصلاة، ونرافق الكاهن بخشوع وتقوى خلال نضحه الماء المقدس في أرجاء البيت. فالكاهن لم يأتِ ليُتمِّم عملاً فرديًا يعنيه هو وحده، وهو لا يحضُر ليكرِّس المنازل وجدرانها وأثاثها حصراً! ولكن بالدرجة الأولى سكان البيت المؤمنين وحياتهم الخاصّة التي يُعبّر عنها المكان الذي يعيشون فيه وأغراضه. بقلم: الأب رومانوس حداد |
|