رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حدوث الطوفان: وصف الكتاب المقدس الطوفان وصفًا دقيقًا للغاية، حدد فيه مدته وروى دقائق أموره. فقد بدأ في السابع عشر من الشهر الثاني من سنة 600 من عمر نوح [10]، التي توافق سنة 1656 من تاريخ العالم وحوالي عام 2349 ق.م. حسب التقويم العبري، وكان يقع في منتصف أو أواخر شهر نوفمبر حسب شهور السنة الميلادية. ظلت الأمطار على الأرض 40 يومًا [12]، وتعاظمت المياه على الأرض 150 يومًا [24]، ولم تجف الأرض إلاّ بعد 371 يومًا من بدء الطوفان يوم أمر الله نوحًا أن يخرج من الفلك (8: 13-16)، وكان ذلك سنة 601 من عمر نوح في السابع والعشرين من الشهر الثاني (8: 14)، باعتبار السنة 360 يومًا بالأشهر القمرية. ويلاحظ في النص الذي بين أيدينا الآتي: أ. أن تعبير "تفجرت كل ينابيع الغمر العظيم" [11] إشارة إلى أن الطوفان لم يحدث فقط من الأمطار الغزيرة حيث يقول: "وانفتحت طاقات السماء" [11] وإنما صارت الأرض وكأنها مجموعة من العيون والينابيع تفجر ماء بلا حساب. على أي الأحوال إن كان المؤمن في حياته يحمل طوفانًا غير منقطع خلال حياة التوبة المستمرة فإن الله يخرج من أرضه (جسده) ينابيع غمر عظيم تجرف كل شر وتحطمه، ويهب سمواته (نفسه) أمطارًا روحية بلا انقطاع تعمل بذات الروح مع الجسد المقدس في الرب. هكذا يتفق الجسد المقدس بالرب مع النفس ليعملا بروح الله القدوس خلال التوبة الدائمة حتى تنتهي فيه كل ملامح الحياة القديمة وينعم على الدوام بقوة الحياة الجديدة في ربنا يسوع المسيح. ب. يقول الكتاب: "وأغلق الرب عليه" [16]. بقي الباب مفتوحًا سبعة أيام يستقبل الموكب لينعم بتمام الخلاص، لكنه إذ ينتهي زمان غربتنا يُغلق الباب، فيبقى الذين في الداخل محفوظين لا يقدر الهلاك أن يعبر إليهم، ويُحرم الخارجون بعد من التمتع بأمجاد الداخل. هذا ما أعلنه السيد المسيح في حديثه عن ملكوت السموات مشبهًا إياه بالعذارى الداخلات إلى العريس، فإذ ينتهي الزمن بمجيء العريس يقول: "والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب" (مت 25: 10). والعجيب أن الله يقوم بإغلاق الباب بنفسه إذ قيل: "وأغلق الرب عليه"، فهو وحده "الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح" (رؤ 3: 7). فتح لنا أبواب الفردوس بمفتاح صليبه لكي ندخل معه وفيه بشركة أمجاده، وهو يغلق علينا معه أبديًا فلا يتسرب العدو الشرير إلينا. |
|