رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القصة الكاملة لوفاة «عبدالناصر» بالسم بقلم: عبد الرحمن فهمى | الاربعاء ٨ اغسطس ٢٠١٢ - ٤٤: ٠٩ ص +02:00 CEST حجم الخط : ما إن اطّلع القراء على مقال الأسبوع الماضى عن الملوك والزعماء الذين ماتوا بالسم حتى انقلبت الدنيا فوق رأسى، تليفونات البيت كلها ترن فى وقت واحد.. حتى إن بعضهم أرسل لى فاكسات!! الكل فوجئ بقصة قتل جمال عبدالناصر بالسم عن طريق مسام رجليه.. رغم أننى سبق أن كتبت هذه القصة بالتفصيل الممل أثناء محادثات كامب ديفيد فى منتصف السبعينيات. بدأت الحكاية.. عندما اشتدت المناقشات بين أنور السادات ومناحم بيجين.. قال بيجين للسادات عبارة مبهمة.. قال له: - ذراعنا الطويلة لا تصل إلى آخر سيناء فحسب، بل تدخل أيضًا داخل «بيوتكم»!! رغم أنها كانت عبارة بين الزعماء لا تمر بسهولة.. إلا أن المفاوضات بين الطرفين كانت من الشراسة حتى أنست السادات تذكرها فترة ما. وتمر الأيام.. وفى إحدى جلسات استراحة الإسماعيلية خلال تعثر المفاوضات فهم السادات أن الموساد دخل منزل عبدالناصر!! وتذكر السادات عبارة بيجين.. وبدأت إدارة المخابرات المصرية تراجع كل من دخل منزل عبدالناصر، خاصة فى أيامه الأخيرة.. حتى ظهرت علامات استفهام حول طبيب علاج طبيعى زوجته هولندية يهودية الجنسية.. وهذا الطبيب يسافر فى صيف كل عام إلى أمستردام لقضاء شهر أو أكثر مع أسرة زوجته. الطبيب اسمه الدكتور على العطفى، عميد كلية طب العلاج الطبيعى، وله مستشفى صغير فى حديقة النادى الأهلى يتولى فيها علاج لاعبيه. قرر السادات أن تكون العملية سرية للغاية.. سرية بدرجة أن السادات قرر أن تكون تحت إشرافه شخصياً فى منزله.. واسألوا السيدة الفاضلة جيهان السادات.. لذا طلب السادات من وزير الداخلية اختيار ثلاثة من رجال أمن الدولة يختارهم بنفسه لتكليفهم بعملية سرية لا يعرفها وزير الداخلية ولا رئيس الوزراء.. كان السادات مهموماً للغاية، لا يريد أن يقال إن الموساد دخل منزل عبدالناصر!! وطلب السادات أيضاً من النائب العام محامياً عاماً للتحقيق فى مأمورية خاصة لم يعرفها النائب العام نفسه.. كانت العملية كلها تحت إشراف السادات بنفسه فى منزله بعيداً حتى عن أهل البيت وقيل إن السادات طلب من فريق العمل القسم على المصحف.. كان السادات فى حالة غير عادية من أجل اسم عبدالناصر وسمعة البلد. فوجئ كنترول النادى الأهلى- نوبتجية الصباح- بأن باب مستشفى على العطفى مفتوح وملقى أمامه الكراسى ومنضدة وأشياء أخرى.. وبسؤال الكنترول «رجال الأمن الخاص»، الذى كان طوال الليل بالنادى عن السبب، قالوا إن الدكتور على العطفى ومعه ثلاثة رجال جاءوا فى الساعة الثالثة صباحاً ودخلوا المستشفى ولا يعلمون ماذا حدث بعد ذلك. طبعاً وجد ضباط أمن الدولة برطمان الدهان السام ثم مسحوا المستشفى للبحث عن أمور أخرى مثل أحبار سرية أو أجهزة تنصت أو غيرها فلم يجدوا شيئاً فانصرفوا بعد حوالى ساعة ونصف الساعة. تم تحليل الدهان فى معامل وزارة الصحة العمومية فاتضح وجود السم.. فأمر السادات بإعادة التحليل فى معامل قطاع خاص أخرى للتأكد.. فكانت نفس النتيجة. تم التحقيق مع على العطفى فى يوم كامل.. واعترف بكل شىء. لا أدرى إذا كان قد مثل أمام محكمة أم لا.. فلم ينشر إذا كانت هناك قضية ما باسم على العطفى أم لا. المهم أنه تم تنفيذ حكم الإعدام فى اليوم السادس.. استغرقت هذه العملية ستة أيام بما فيها إعدام على العطفى فى سجن الاستئناف فى فجر اليوم السادس. كان الموضوع فى غاية السرية.. حتى علم الفريق عبدالمحسن مرتجى، رئيس النادى الأهلى، بالموضوع، فنشرته فى حينه منذ ٣٦ عاماً!! وغضب السادات أيما غضب أيامها. كان السادات مختلفاً مع عبدالناصر فى السياسة والأفكار.. ولكن اتضح من هذه الحكاية مدى الحب الشخصى له.. عِشْرة عمر.. ثم غضبه الشديد لما حدث.. رحم الله الجميع نقلا عن المصري اليوم |
|