رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يهتم بالعمل الصغير قداسه البابا شنوده الثالث إنه لا ينسي كأس الماء البارد الذي تقدمه لعطشان. وقد قال في ذلك: "من سقي أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره" (متي 10: 42، مر 9: 41). مجرد كأس ماء بارد، لم تتعب فيه، ولم يكلفك شيئًا، هذا لا يضيع أجرة إذن لا تيأس إن كانت أعمالك. هناك أعمال أنت تعملها وتنساها لضآلتها. والله لا ينساها. حي إن كانت في نظرك بلا قيمة، هي عند الله لها قيمتها، ويكافئك عليها في اليوم الأخير. وحسن إنك نسيتها لتأخذ أجرها كاملًا هناك. لقد مدح الرب ملكة التيمن لمجرد أنها زارت سليمان. وقال: "ملكة التيمن ستقوم في (يوم) الدين مع هذا الجليل وتدينه، لأنها أنت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان , وهوذا أعظم من سليمان ههنا" (متي12: 42). وبنفس الوضع مدح أرملة صرفة صيدا لأنها استضافات إيليا النبي في وقت المجاعة (لو 4: 25، 26). ولم ينس الرب زيارة نيقوديموس، مع أنها لا كانت ليلًا وبخوف.. وسمح أن تسجل هذه الزيارة في الإنجيل (يو3). وهذا الإيمان الخائف المتخفي الذي كان لنيقوديموس، باركه الرب ونماه حتى سمح له أن يكفنه وصار نيقوديموس من مشاهير المسيحيين فيما بعد، وصار جنديًا صالحًا في ميدان الخدمة.. صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس ينكر معرفة المسيح: وخرج خارجا إلى الدهليز، فصاح الديك. فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم فأنكر أيضا. - مرقس 14: 68, 69, 70 ولم ينس الرب لزكا مجرد صعوده علي الجميزة ليراه. ربما لم يحس زكا أن هذا عمل كبير يكافأ عليه من الرب. ولكن الله الذي يهتم بكل عمل مهما كان صغيرًا، وقف ونادي زكا، ودخل بيته. وقال له: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم" (لو 19:9). هل كان يخطر علي بال زكا أن الرب سيقدر صعوده إلي الجميزة كل هذا التقدير؟! أم هو الرب الذي يهتم بالعمل مهما كان صغيرًا. إنه لم ينس مطلقًا عبارة اتضاع تلفظت بها المرأة الكنعانية. وطوبها قائلًا لها "عظيم هو إيمانك. ليكن لك كما تريدين وشفي ابنتها في تلك الساعة" (متي 15: 28)، مع أنهم كانوا في البرية متذمرين وقساة القلوب. قال لشعبه: "قد ذكرت لك.. ذهابك ورائي في البرية" (أر 2: 2). قال هذا علي الرغم من أخطاء هذا الشعب في البرية، وعلي الرغم من تذمره وجحوده.. ولكن مجرد خروجه وراء الرب ليعبده في البرية لم ينسه الرب. وقال لتلاميذه: "أنتم الذين لم تستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة (متي 26: 40) والبعض منهم خاف وهرب، . ساعة القبض عليه، وبطرس أنكره ثلاث مرات، ولم يقف معه عند الصليب سوي واحد فقط هو يوحنا، إلا أن مجرد سيرهم وراءه وتمسكهم به كمعلم لهم، كل هذا الذي كان في نظرهم شيئًا بسيطًا لم ينسه الرب مطلقًا. وبنفس الأسلوب وامتد الرب الذين جاءوا في الساعة الحادية عشرة. مع أنهم جاءوا في آخر النهار، ولم يعملوا سوي ساعة واحدة. ولكنه مع ذلك قبل منهم هذه الساعة، وأعطاهم أجره كالباقين. ولم يرفض هذه الساعة، بل امتدحها. علي الأقل تدل علي أنهم مثمرون وقادرون علي العمل. وكما قبل القليل من هؤلاء، قبل أيضًا فلسي الأرملة. ومدحها، وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، لأنها أعطت من أعوازها (مر 12: 44). وقد يكون الفلسان شيئًا تافهًا. ولكن الإعطاء من العوز هو شيء كبير جدًا عند الله أيًا كانت الكمية المعطاة. لذلك إن صليت مجرد دقائق من أعوازك، يقلبها الله.. إن ضاق بك الوقت جدًا، ولم تجد -مرغمًا- سوي لحظات ترفع فيها قبلك إلي الله، فلا تصغر نفسك، ولا تفقد رجاءك إذ لم تستطيع أن تصلي كما ينبغي! إن الله يفحص القلب ويعرف ظروفك، وهل الأمر عن إهمال أو لا مبالاة أم أنك تعطي من أعوازك في الوقت. كانت صلاة العشار قصيرة، جملة واحدة، وقبلها الله.. وخرج هذا العشار مبررًا دون الفريسي (لو 18: 9-14) لأنه كان يصلي من قلبه، وبانسحاق، ولا يجرؤ أن يرفع نظره إلي فوق. فكانت الجملة الواحدة التي قالها، هي عند الله كثيرة الثمن جدًا وغالية عليه. ولم يطالبه الله ببرنامج روحي طويل فوق مستواه، كما يفعل القديسون. بل اكتفي الرب بانسحاق العشار.. كذلك فإن الله قبل من اللص اليمين توبة قدمها في آخر ساعات حياته (لو 23: 43) ورضي من السامرية بما اعتبره اعترافًا، مع أنها لم تشرح كل شيء.. (يو 4). وطوب وكيل الظلم - علي الر غم من أخطائه - لمجرد اهتمامه بمستقبله (لو 16: 8). لا تيأس إن كان عملك الروحي ضعيفًا وثمرك قليلًا. لا تقل "لا فائدة. أنا لم أعمل شيئًا "وتيأس بسبب ذلك. واعلم أن الله لا ينبس أي عمل بسيط، ربما تكون أنت قد عملته ونسيته. إنه لم ينس لملكة التيمن أنها سافرت لتسمع حكمة سليمان. وبسبب هذا العمل الذي يبدو بسيطًا، قال إنها ستقوم في يوم الدين وتدين ذلك الجيل (متي 12: 42). انظر في اهتمام الرب بالعمل الصغير، قول القديس ذهبي الفم: إن الله يجول طاليًا سببًا لخلاصك، ولو دمعة واحدة.. حقًا إن الرب يرضي بالقليل مادام بروح طيبة، ومادام الإنسان اعجز من أن يفعل أكثر. ويأخذ الرب هذا القليل وينمه ويجعله كثيرًا. فلا تيأس، ولا تجعل الشيطان يحاربك قائلًا: ماذا فعلت؟! هوذا الله يطلب منك الكمال (متي 5: 48)! نعم إن الله يطلب الكمال، ولكنه لا يطلب منك أكثر مما تقدر عليه. إنه يضع في حسابه لك: إمكانياتك وظروفك. وهو يقبل منك التدرج... المهم أن تكون سائرًا في الطريق، وليس أن تكون وصلت إلي نهايته. وهو يعطيك فرصة ويطيل أناته عليك، لكي يقودك إلي التوبة. ولكن طول أناة الله لا يجعلنا نتهاون ونتكاسل! وثمرنا القليل لا يعني أن نرضي به ونكتفي! كلا وإنما نجاهد وننمو، ولكن في رجاء، غير يائسين، بل طالبين من الله أن يقوي ضعفنا، ويمنحنا النعمة والمعونة لكي نعمل في كل حين ما يرضيه.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ان الله سمح للشيطان بالعمل في عالمنا، إلا أن الله هو الأقوى |
أم هو الرب الذي يهتم بالعمل مهما كان صغيرًا |
الله يهتم بالعمل الصغير |
الله يهتم بالعمل الصغير |
من يهتم بأمور الله يهتم الله بأمورة |