بالوصية ننتظر يوم العريس الديان
أخيرًا وقد تمتع المرتل بالرجاء في دخول طريق العُرس وتهيأ للعرس بحياة الشكر والعبادة بروح الحب الجماعي، يشارك خائفي الرب تسابيحهم وضيقاتهم، ويشاركونه أيضًا بهجته بالرب وأتعابه. يعلن أنه قد اختبر رحمة الله التي ملأت الأرض كلها، رحمته التي تحققت بالكرازة بالصليب، وها هو ينتظر يوم عدله، أي يوم الدينونة العظيم.
"من رحمتك يا رب امتلأت الأرض،
فعلمني عدلك" [64].
تمتلئ السموات بمجد الله، وتمتلئ الأرض برحمته التي يسكبها الجميع لكن قليلين هم الذين يدركونها ويعرفون أسرارها، لذلك يصرخ: "علمني عدلك".
* إن قوله "من رحمة الرب امتلأت الأرض"، إنما لأنه يشرق شمسه الأبرار والأشرار ويمطر الصالحين والطالحين، وأيضًا لأن تجسد ابنه قد ملأ الأرض من رحمته.
أنثيموس أسقف أورشليم
* يعلن عن المستقبل (أي عن العهد الجديد) بالنبوة، قائلًا: "من رحمتك يا رب امتلأت كل الأرض" بأناس يخافونك. هذا لا يتحقق إلا بسبب رحمتك، عندما تقدم نفسك معلمًا للبشرية (بالصليب).
البابا أثناسيوس الرسولي
* إن اعتبرنا كل الأشرار كافرين، إذ يبررون الظلم في حديثهم (مز72:8)، وإن نظرنا إلى طول أناة الله أمام هذه الشرور الكثيرة جدًا، يشرق شمسه الأشرار والأبرار، ويمطر الصالحين والطالحين" مت45:5، نقول: "من رحمتك يا رب امتلأت الأرض فعلمني عدلك"...
الله لا يتردد في تم الذين يطلبونه، فهو الذي يعلم الآنسان المعرفة.
العلامة أوريجينوس
إن كانت الأرض تشير إلى الجسد، فإن المرتل وقد أدرك أنه حتى جسده بكل أحاسيسه وعواطفه وإمكانياته قد تقدس خلال مراحم الله، لهذا فهو يطلب يوم الرب العظيم العادل، الذي يقيم هذا الجسد في المجد مع النفس.