رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من يتجاوب مع دعوة يسوع لمعرفة الملكوت؟ يريد الله كشف أسرار ملكوته للبشريّة، ويسوع الذي يعيش في ألفة الله الآب حصل على معرفة اسرار الملكوت وعُهد اليه في الكشف عنها: "قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه" (متى 11: 27) وتقوم رسالة يسوع في إعلان ملكوت الله للجميع بالتكافؤ بصرف النظر عن المركز او الإمكانيات او القدرات. فقدم يسوع ملكوت الله لكل إنسان بلا محاباة وليس فقط لنخبة مختارة من الحكماء والاذكياء، فملكوت الله متاح للجميع ولم يمنع أحدًا من معرفته. وقد شرح يسوع محبة الله وملكوته من خلال الأمثال، والتعاليم، ومن خلال حياته على الارض (لوقا 10: 22) ودعا جميع المُرهَقين المُثقَلين تحت عبء الخطايا ام تحت عبء الشريعة او الظروف الحياة القاسية مثل الصغار والفقراء والمتألمين والجياع والمرضى والحزانى والخطأة... لكن الذين يظنّون في أنفسهم أنهم حكماء واذكياء كالفرّيسيّين المتعجرفين والكتبة الذين يدّعون أنهم أصحاب معرفة عقليّة قادرة على خلاصهم، هؤلاء يتثقّلون "بالأنا" فلا يقدرون دخول طريق المعرفة الإلهيّة الحقّة، فهم يعيشون في تناقض داخلي الناتج عن الصراع النفسي بين الحقيقة والواقع، والظاهر والباطن، والسر والعلانية. أمَّا من يقبل دعوة المسيح في بساطة قلب ويحمل صليبه في تواضعٍ، يكون كطفل قد ارتمى في حضن أبيه، فيدخل إلى معرفة ملكوت السماوات. وبناء على ذلك كشفت دعوة يسوع عن الفرق بين السامعين: بين الذين قبلوه وهم الصغار اي التلاميذ، وبين الذين رفضوه وهم الحكماء أي الفريسيون الذين يدّعون المعرفة. فهناك فئتان: فئة الحكماء المنغلقون على معرفتهم، وهناك فئة الصغار المنفتحون لقبول كلمة الله. قبول هذا الوحي او رفضه هو المعيار لمعرفة هل الانسان "صغير" أم "حكيم". ونستنتج مما سبق انه يتوجب علينا ان نتقدم الى يسوع لا بقوتنا او بذكائنا وعقلنا، ولكن بثقة الأطفال. المسيح ليس ضد العاملين في المجالات الفكرية والعلمية، لكنه ضد الكبرياء الروحي، أي ان يصير الانسان حكيما في عيني نفسه ويستغني عن المسيح، لكن كلام يسوع واضح "بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً" (يوحنا 15: 5). |
|