لماذا لم يرسل قائد «الطائرة المنكوبة» إشارات استغاثة؟
عضو بفرقة تحديد الحوادث: عدم إرسال قائد الطائرة استغاثة أمر مستحيل.. "كفاية تأليف روايات"
اللواء طيار عبد الحكيم شلبي: الانفجار المفاجئ الحالة الوحيدة التي تمنعه من إرسالها
الكابتن طيار أحمد دياب: لو تعطلت المحركات لكان أهون مما حدث
بعد عثور القوات المسلحة على حطام طائرة مصر للطيران المنكوبة، على بعد 290 كيلومترًا من الإسكندرية، يبقى عدم إرسال قائد الطائرة، التي تحطمت بعد خروجها من الأجواء اليونانية، أي إشارات استغاثة، لغزا محيّرا، حيث اختلفت الروايات في هذا الشأن، فقد رجحت بعض الصحف والوكالات العالمية رواية حدوث حريق حال دون إرسال الاستغاثة، بينما يرى آخرون أنه من المستبعد عدم قدرة قائد الطائرة على القيام بذلك، وأن هناك تقصيرا من قبل غرفة العمليات.
ويقول اللواء طيار عبد الحكيم شلبي، إن الحالة الوحيدة التي تمنع قائد الطائرة من إرسال إشارات استغاثة، هي وقوع انفجار مفاجئ، وليس أي عطل فني، فهو لديه الوقت للحديث مهما كان الوضع صعبا.
وأوضح "شلبي" في تصريحات لـ"التحرير"، أن سوء الأحوال الجوية، والدخول تحت عاصفة رعدية أو برق، قد يتسبب في عدم قدرة قائد الطائرة من إرسال إشارات استغاثة، لكن ذلك غير وارد على الإطلاق، لأن الأجواء كانت جيدة خلال الرحلة، ولم يكن هناك أي مشكلة تتعلق بالمناخ.
وشدد على أن كل ما يتم تداوله بشأن وقوع حريق في المطعم وانتقاله إلى الكابينة، أمر غير وارد مطلقا، فمن المعروف أن الدخان لا ينبعث قبل الانفجار، لكن هناك من يريد الترويج لهذا الأمر الخاطئ، بهدف تعليق الخطأ على الطاقم المصري، وإبعاد التقصير عن الشركة الفرنسية المنتجة للطائرة، ومطار شارل ديجول.
وتابع: "الطيار المصري من أكفأ وأفضل الطيارين في العالم، بدليل أن الفرنسيين لا يمكنهم صعود الرافال بمفردهم إلا بعد 12 طلعة بمشاركة مدرس، لكن المصريين فعلوا ذلك بعد 6 طلعات فقط، ولابد أن يستبعد الجميع خطأ العامل البشري في هذا الحادث".
اللواء طيار محمد كمال الصاوي، يقول لـ"التحرير"، إن احتمال عدم إرسال قائد الطائرة إشارات استغاثة يصل إلى 1%، مشيرا إلى أنه لا يمنعه من فعل ذلك إلا تعرضه لسكتة قلبية.
وأضاف "الصاوي": "توجد أجهزة أوتوماتيكية تساعد قائد الطائرة على إرسال إشارات بسهولة، وليس شرطا أن يتحدث، لاسيما أن هناك زر عالمي يسمى "sos"، عندما يتم الضغط عليه تصل استغاثة في جميع أنحاء العالم".
وتابع: "حتى إذا تعرض لعملية إرهابية، فهو يمتلك الوقت الذي يمكنه من الإبلاغ برسالة مباشرة أو غير مباشرة، كما أن لديه عدد من المساعدين، وهو ما يجعل رواية عدم إرسال إشارات استغاثة غير وارد".
وحول رواية، أن حريقا شب في المطعم ثم انتقل لكابينة الطائرة، يرى أنه "أمر وارد جدا، لكنه لا يمنع قائد الطائرة من عدم إرسال إشارة استغاثة.. وما أعلمه أنه أرسل إشارات استغاثة، ومع الأسف هناك من ينفي"، مشيرا إلى أنه من الوارد أن غرفة العمليات تجاهلت الرسالة أو لم تنتبه لها: "مشكلتنا أننا لسنا صرحاء مع أنفسنا، ونؤلف حكايات حتى نبرر أمور أخرى".
من جانبه، يوضح الكابتن طيار أحمد دياب، أن إجراءات السلامة قد تمنع قائد الطائرة من إرسال إشارة الاستغاثة، لكن "عندما تتعرض الطائرة لعطل، يكون لديه أولويات، وما تعلمناه أن هناك 3 خطوات يتم التعامل بها، وهي (مواصلة الطيران، ومحاولة السيطرة على العطل، وفي النهاية الاتصال، وإرسال إشارة)".
وأضاف: "إذا كان هناك حريق في وحدة تجمع الأجهزة الرئيسية في الطيارة، فسيجعل هناك صعوبة من إرسال الإشارة، لاسيما أنه يعمل وحوله دخانًا كثيفًا ودرجة الحرارة أسفله تتخطى 600 درجة مئوية".
وأشار "دياب"، إلى أن "الأعطال التي واجهها الطيار كانت تتوالى، في ظل حرايق في دائرة الكهرباء وأجهزة الكمبيوتر، وأعتقد أنه لم يصل لمرحلة الاتصال، ولم يستطع السيطرة على الطائرة"، مختتما: "لو تعطلت المحركات لكان أهون مما حدث".
هذا الخبر منقول من : التحرير
