رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنت في مطلع الستينات شاباً طموحاً أعمل في شركة نفط في مومباسا بأفريقيا الشرقية. وكان هدفي أن أحرز نجاحاً مادياً أواجه به معترك الحياة. ظاهرياً كان كل شيء على ما يرام، لكنه كان يترعرع في أعماقي مشكلة معقدة ليس لها دواء... لم تكن ناتجة عن مرض نفسي، أو عوز مادي.. بل عن فراغ عميق.. أحتاج إلى شيء، ولا أعرف ما هو!!! في أحدى تلك الليالي، وبالتدقيق الساعة الثانية بعد نصف الليل، كنت قابعاً في غرفتي بعد أن قضيت سهرة تناولت فيها المشروبات "الروحية".. كنت نصف عاقل.. وصلت إلى غرفتي بأعجوبة، وكان همي الوحيد هو أن أجد محطة إذاعية تبث موسيقى هادئة لتساعدني على النوم، لكي أنال قسطاً وافراً من الراحة حتى أستطيع أن أنهض باكراً إلى عملي في اليوم التالي. إلا أنني لم أحظ بما أريد، لكنني اهتديت إلى محطة.. كان المتحدث يتكلم بالعربية عن أمور دينية.. فأدرت مؤشّر المحطة، لأن موضوع تلك الموجة سيزيدني تعقّداً، وهماً، وتشويشاً.. فقلت: تكفيني مشكلتي.. ثم واصلت البحث عن محطة أخرى أجد فيها ما يساعدني على النوم فلم أجد. ثم قررت أن أرجع إلى تلك المحطة آملاً أن يكون فيها ما يساعدني على النوم. كان الواعظ - في نهاية موضوعه - يقدّم نصائح وكأنه طبيب يصف للمريض الدواء. كانت كلماته قليلة لكنها وقعت عليّ كالصاعقة. قال: "يا من تسمع صوتي، مشكلتك تطاردك في كل مكان، ولا تستطيع أن تتحرّر منها، لقد جرّبت كل أنواع اللهو، والمسكنات، والمخدرات.. دعني أشرح لك مشكلتك وأصف لك الدواء.. فاغتنم هذه الفرصة". من هنا كنت أريد أن أسمع المزيد من هذا الحديث لأن المتكلم كان يصف حالتي تماماً، وكأنه يعرف كل شيء عن مشكلتي. ثم قال: "إن الدوامة أو الفراغ الذي أنت فيه ناتج عن البعد الشاسع القائم بينك– أنت الإنسان الخاطئ– وبين الله القدوس. أنت منحدر بسرعة في مهاوي الضياع والفراغ أبدي.. أنت أعمى وتظن أنك ترى.. أنت مريض وتظن أنك صحيح.. أنت عبد وتظن أنك حرّ.. ولهذا السبب لا تتمتع بالسعادة، والطمأنينة والسلام.. أنت تبحث عنها ولا تجدها". ثم أردف قائلاً: "هذه هي مشكلتك، ولكي تتخلّص منها أشير عليك أن تقبل الرب يسوع المسيح مخلّصاً لك، إنه واقف على باب قلبك ويقرع.. إن سمعت صوته وفتحت الباب يدخل إليك. هذه الآية مأخوذة من الكلمة المقدسة.. إركع الآن أينما كنت واعترف بخطاياك، واطلب منه أن يدخل حياتك.. إنه حيّ، يسمعك ويريد أن يدخل، جرّب هذا الاختبار الذي حصل عليه الملايين، وإذا أردت المزيد لنلتقي غداً في نفس هذا الوقت" وهكذا كان. ما زلت أتذكّر هذا الحدث الذي حصل منذ 42 عاماً. عندما أنهى ذلك الإنسان حديثه لم يعلم أنه تركني كإنسان فاز بورقة "اليانصيب الوطني" وأُمّنت كل حاجاته، ولكن من جهة أخرى قلت: "هذا الإنسان يتكلم عن الدين المسيحي، ويسوع المسيح.. كلامه كان مقنعاً.. فقد أروى عطشي الشديد وأشبع جوعي.. لم أذكر قبلاً أن ديني أروى غليلي.. ولكن هذا لا يعني أن أستسلم لأفكاره، وأتخلى عما كسبته وتعلّمته وترعرعت عليه منذ نعومة أظافري– هكذا كنت أناجي نفسي وأقاوم حديث ذلك الإنسان، لأنني لا أريد أن أتخلّى عن أهلي وعقيدتي لكي أتجنّب أي ردة فعل نتيجة هذا التأثير الذي حصل لي. شعرت أنه سيصبح مشكلة جديدة عندي. تارة أقول: "يجب أن أنسى الموضوع كله"، وتارة أقول: "لماذا لا تجرّب ما قاله هذا الإنسان؟ ممكن أن تتحرّر من مشكلتك، خصوصاً أنه قال إن الملايين مثلي جربوا والكل تحرروا". فكنت عندما أقرّر أن أنسى الموضوع يراودني الشعور بأنني خسرت "ورقة اليانصيب" هذه، وما زلت في فقري، وحاجتي، ومشكلتي لم تزل تراوح مكانها. وأخيراً، بعد صراع طويل دام عدة شهور، قررت أن أعمل بنصيحة ذلك الإنسان فقط لأمتحن صدق كلامه، لأنه قال إن الرب يسوع المسيح واقف على باب قلبي ويقرع يريد الدخول. قررت أن أعمل بهذه "النصيحة".. ركعت على الأرض، وقلت للمسيح: يا رب يسوع، إن هذا الإنسان الذي سمعته من الإذاعة يقول أنك قريب مني، تقف وتقرع على باب قلبي تريد الدخول، فإذا كان هذا صحيحاً، أطلب منك أن تدخل، ولكن دعني أولاً أعترف لك بخطاياي الكثيرة كما طلب مني ذلك الإنسان - من خلال الراديو – وقال إنك أنت حي وموجود وتسمع. عندما بدأت أعترف بخطاياي بدأ قلبي يشعر بسلام وطمأنينة لم أحصل عليهما من قبل. فكلما اعترفت بخطية كلما ازداد فرحي حتى لم أقدر أن أحتمل الأمر، فقلت للرب يسوع: يا رب، الآن علمت أنك إله حيّ، اعمل معروفاً... إنني لا أقدر أن أحتمل أكثر من هذا الفرح المتزايد.. ثم حل مكانه سلاماً وطمأنينة لم أختبر مثلهما من قبل. حينئذ علمت بأن الرب يسوع المسيح هو إله حي، دخل إلى أعماق قلبي وفجّر فيه ينابيع الخلاص، والفرح، والطمأنينة، والسلام. أما ذلك الشخص المجهول الذي كان يذيع ذلك الحديث لم يظل مجهولاً بعد. فعندما رجعت إلى لبنان، تذكّرت بأن خالي "عزيز" قد آمن منذ زمن بعيد، ومُنعنا من الاتصال به.. فقلت: يجب أن يكون خالي أحد هؤلاء. لقد كنت صائباً في ظني. وذهبت معه إلى "كنيسة الأشرفية" في بيروت، وأخبرتهم عما حصل لي وكيف آمنت. يا ليت كل إنسان يتعلق أيضاً بهذا الشخص العجيب الرب يسوع المسيح. بقلم الأخ جوزيف حنين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم| أحد المولود أعمي (كنت أعمي والآن أبصر) |
كنت أعمى والآن أبصر ! |
كنت أعمى والآن أبصر |
المولود أعمى يؤكد كنت أعمى والأن أبصر |
كنت أعمى والآن أبصر |