رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ويكرم إله الحصون في مكانه، وإلهًا لم تعرفه آباؤه يُكرمه بالذهب والفضة وبالحجارة الكريمة والنفائس. ويفعل في الحصون الحصينة بألَّه غريب. من يعرفه يزيده مجدًا، يُسلطهم على كثيرين، ويقسم الأرض أُجرة" [38-39]. يتحدث هنا عن "ضد المسيح"، الإله الذي لم يعرفه آباؤه وهو يعني "نفسه"، إذ ينسب لنفسه الكرامات الإلهية، ويطلب كل غنى وسلطان لذاته، فهو الإله الغريب. وسيقدم هدايا للذين يخضعون له، وينخدعون به. يرى البعض أن هذا ينطبق أيضًا على الدولة الرومانية التي رفضت عبادة الله الحيّ، وكان إلهها هو القوة والحصون المنيعة، وحب السلطة مع طلب الجزية والمكاسب المادية من الدول التي تستعمرها. لقد أقام الأباطرة لأنفسهم أو لآلهتهم تماثيل من الذهب والفضة والحجارة الكريمة والنفائس. كانوا يحسبون أنفسهم أعظم وأقوى من الآلهة، ليس من يقدر أن يبلغ إليهم. وكانوا أيضًا يتطلَّعون إلى "روما" بكونها الإله الذي يجب تكريمه فوق كل الآلهة. لم يكن يجسر اليونانيُّون على مهاجمة الآلهة أيّا كانت، أما الرومان فكثيرًا ما كانوا يتظاهرون بتكريم حتى الآلهة الغريبة للشعوب الأخرى، لكنهم أيضًا كانوا يسخرون بالآلهة وينادون بإنكارها حاسبين أن دولتهم وكيانهم فوق كل اعتبار. |
|