بلع الإنسان الطُعم وجفا الإنسان خالقه. وظل هاربًا من وجه الله ومن حضنه. فازداد الإنسان عصيانًا وتوغل في البعد، وانفرد به الشيطان عارضًا بضائعه المسمومة القاتلة. فاشترى الإنسان من بضاعة الشيطان أشكالاً وألوانًا. بل وأسرف في الشراء حتى غرق في القيود.
لذلك لما أراد الله أن يعلن كامل صفاته للإنسان التائه، لم يجد من بين البشر من يعلنه حق الإعلان؛ فالأنبياء والمرسلين في كامل عطائهم، هم بشر، يصيبهم ما يصيب البشر من ضعف وقصور. وإعلانهم محدود بمحدوديتهم، وقصير ببقائهم، وقاصر بإدراكهم!