رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَهُ بِاسمي "أَنا اختَرتُكم" فتشير إلى المَحَبَّة التي تفترض اختيارًا بين واحد وآخر، ولم يتم الاختيار على أساس كفاءة التَّلاميذ أو حكمتهم أو صلاحهم، بل من قبيل حبِّه ونعمته المَجانيَّة، كما جاء في سفر التَّثنية: " إِيَّاكَ اخْتارَ الرَّبُّ إِلهكَ لِتَكونَ لَه شَعبَ خاصَّتِه مِن جَميعَ الشَّعوبِ التَّي على وَجهِ الأَرض. لا لأِنَّكم أَكثَرُ مِن جَميع الشَّعوبِ تَعَلَّقَ الرَّبُّ بِحُبِّكم واخْتارَكم، فأَنتُم ًاقَلُّ مِن جميعَ الشَّعوب، بل لِمَحَبَّة الرَّبِّ لَكم" (تثنية الاشتراع 7: 6-8). ولكن يسوع يُشدِّد هنا أنَّه على مبادرته، فهو الذي بدأ واختار تلاميذه كلَّ واحدٍ بمفرده، كما قال لمَتَّى" اتِبَعْني! فقامَ فَتَبِعَه" (متى 9: 9). اختار يسوع التِّلميذ، وأقامه، أي أعطاه وظيفة ودورًا ومهمة مع الوسائل الكفيلة بالقيام بما يُطلب منه. ومن هذا المنطلق، قام يسوع بالمبادرة فاحبنا ومات لأجلنا ودعانا لنحيا معه إلى الأبد، وتلبية لهذه المُبادرة، علينا أن نقبل أو نرفض عرضه! يسوع يدعو الجميع ولكنَّ كل واحد حرٌّ في أن يقبل أو يرفض بناءً على إرادتهِ وقرارِه. أمَّا عندما يُقال إن الله قد اختار إنسانًا للخلاص، فهذا يعني سبق معرفة الله لقبول هذا الإنسان دعوة الله له للإيمان، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول " ذلك بأَنَّه عَرَفَهم بِسابِقِ عِلمِه وسَبَقَ أَن قَضى بِأَن يَكونوا على مِثالِ صُورَةِ ابنِه لِيَكونَ هذا بِكْرًا لإِخَوةٍ كَثيرين" (رومة 8: 29). |
|