حينما فهمت بعد ذلك هذه الفتاة البريئة من العيب، أن والديها القديس يواكيم والقديسة حنه ق كانا وعدا بنذرٍ خصوصي لله بأن يقدماها مكرسةً له تعالى، كما يبرهن عن ذلك علماء كثيرون بقولهم: أنهما قد وعدا الله بأنهما اذا نالا من كرمه ولداً ما فهما كانا يقدمانه مكرساً لخدمته عز وجل في هيكله بأورشليم، وهكذا اذ كانت عادةٌ جاريةٌ عند اليهود أن يضعوا بناتهم محصوناتٍ داخل القلالي الكائنة ضمن أروقة الهيكل الأورشليمي، لكي يتربين هناك تربيةً صالحةً، حسبما يحقق ذلك الكردينال بارونيوس، والمؤرخ نيكيفوروس، والعلامة جادانوس، والأب سوارس، جملةً مع يوسيفوس المؤرخ العبراني، ومع القديسين يوحنا الدمشقي، وجاورجيوس النيكوميدي، وأنسلموس، وأمبروسيوس، بل كما يظهر واضحاً من سفر المكابيين الثاني (ص3ع19) اذ يقال: أن العذارى الحبيسات أيضاً كن يجرين الى حونيا وأخراتٍ الى الحيطان وأخراتٍ كن ينظرن من الطاقات وجميعهن كن يتضرعن رافعات اليدين الى السماء، وذلك حينما جاء الى أورشليم أيليودوروس أول وزراء سالوكيوس فيلوباطوره ملك سوريا بأمرٍ منه، لكي يأخذ من هيكل الرب خزنة المال المحفوظ فيه.