رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الله غضوب أم رحيم؟ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلى إِسْرَائِيل وَأَتَاهَهُمْ فِي البَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الجِيلِ الذِي فَعَل الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. (عد 32، 13)، فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِل الشَّمْسِ فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيل». (عد 25: 4)، وَتَتَبَرَّأُ وَبِنَفْسِكَ عَنْ مِيرَاثِكَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ وَأَجْعَلُكَ تَخْدِمُ أَعْدَاءَكَ فِي أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَاراً بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى الأَبَدِ. (ار17: 4).الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. (مز130: 8)، لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ. (مز30: 5). الله لا يغضب كإنفعال كما يحدث لنا نحن البشر، بل كُتبت هذه الأمور بهذه الصيغ لكي نفهمها نحن إذ عقولنا قاصرة عن فهم ما لا تراه، فتنازل الله وأستخدم لغتنا البشرية ليوصل إلينا معاني أعمق مما يحمله الحرف. ويتحدث ق. يوحنا كاسيان عن معني غضب الله قائلاً: لأن هذه الأشياء التي تُقال عن الله إذا فُسرت حرفيًا بصورة مادية يمكننا القول أيضًا أنه ينام وفقًا للنص: “استيقظ يارب لماذا تتغافى” (مز 23:44)، مع أنه قيل عنه في مكان آخر: “إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل” (مز 121: 4). وأنه يقف ويجلس إذ يقول: “السموات كرسيَّ والأرض موطئ قدميّ” (إش 1:66)، مع أنه “كال بكفه المياه وقاس السموات بالشبر”. وهو “معيط من الخمر” حسب قوله “واستيقظ الرب كنائم، كجبار معيط من الخمر” (مز 65:78)، في حين أنه هو “الذي وحده له عدم الموت، ساكنُا في نور لا يُدنى منه” (1 تي 16:6). ولا داعي لذكر “الجهل” و”النسيان” اللذين كثيرًا ما يرد ذكرهما في الكتاب المقدس. وأخيرًا وصف أعضاء الجسد التي نُسبت إليه كما لو كان إنسانًا، كالشعر والرأس والأنف والعينين والوجه واليدين والذراعين والأصابع والبطن والقدمين. إذا عمدنا إلى أخذها جميعًا وفق معناها الحرفي العادي، فيلزمنا أن نفكر في الله بما يتفق مع صورة الأعضاء وشكل الجسم، وهذا أمر بشع حقًا حتى مجرد الكلام عنه، ويتحتم أن نستبعده تمامًا عن أفكارنا. لا يمكن – دون تجديف – تفسير هذه الأشياء حرفيًا عنه، وهو الذي أعلن، بنص الكتاب المقدس، أنه غير مرئي، لا يُعبر عنه، غير مدرَك، غير مفحوص، بسيط، غير مركب. إذن لا يمكن إسناد نزعة الغضب والسخط إلى تلك الطبيعة غير المتغيرة دون تجديف فظيع، إذ علينا أن ندرك أن الأعضاء تعني قدرات الله وأعماله غير المحدودة، التي لا يمكن تمثيلها لنا إلا بالوصف المعتاد للأعضاء. فينبغي أن ندرك أن الفم معناه منطوقاته التي، من رحمته علينا، تنسكب دائمًا في حواس النفس الخفية، أو التي تكلم بها بفم الآباء والأنبياء. وأن العينين يعنيان الطبيعة غير المحدودة لبصره الذي يرى ويخترق به أستار كل شيء، ولهذا لا يُخفي عليه شيء صنعناه أو يمكن أن نصنعه أو حتى ما يُساورنا من أفكار. وأن اليدين ترمزان لعنايته وعمله اللذين بهما خلق جميع الأشياء وأبدعها. وأن الذراعين يرمزان لقدرته وسلطته، بهما يرفع ويحكم ويضبط جميع الأشياء. ناهيك بأشياء أخرى، كشعر رأسه الأشيب مثلاً، الذي لا يعني سوى خلود الله ودوامه، فهو أزلي لا بداية لوجوده، إذ هو قبل كل الأزمان، وهو يعلو جميع المخلوقات. حين نقرأ عن غضب الرب وسخطه، ينبغي ألا نفهم اللفظ وفق معنى العاطفة البشرية غير الكريمة. إنما بمعنى يليق بالله، المنزه عن كل انفعال أو شائبة. ومن ثم ينبغي أن ندرك من هذا أنه الديان والمنتقم عن كل الأشياء الظالمة التي ترتكب في هذا العالم. وبمنطق هذه المصطلحات ومعناها ينبغي أن نخشاه بكونه المجازي المخوف عن أعمالنا، وإن نخشى عمل أي شيء ضد إرادته. لأن الطبيعة البشرية قد ألفت أن تخشى أولئك الذين تعرف أنهم ساخطون، وتفزع من الإساءة إليهم، كما هو الحال مع بعض القضاة البالغين ذروة العدالة[1]. ويكتب العلامة أوريجينوس: تجد أجزاء كثيرة في الكتاب المقدس يتشبه فيها الله بصفات الإنسان. فإذا سمعت يومًا كلمات “غضب الله وثورته” لا تظن أن الغضب والثورة عواطف وصفات موجودة عند الله، إنما هي طريقة بها يتنازل الله ويتكلم ليؤدب أطفاله ويصلحهم. لأننا نحن أيضًا حينما نريد أن نوجه أولادنا ونصحح أخطائهم نظهر أمامهم بصورة مخيفة ووجه صارم وحازم لا يتناسب مع مشاعرنا الحقيقية، إنما يتناسب مع طريقة التأديب. إذا أظهرنا على وجوهنا التسامح والتساهل الموجود في نفوسنا ومشاعرنا الداخلية تجاه أطفالنا بشكل دائم، دون أن نغير ملامح وجوهنا بحسب تصرفات الأطفال، نفسدهم ونردهم إلى الأسوأ. بهذه الطريقة نتكلم عن غضب الله، فحينما يقال أن الله يغضب، فإن المقصود بهذا الغضب هو توبتك وإصلاحك، لأن الله في حقيقته لا يغضب ولا يثور، لكنك أنت الذي ستتحمل آثار الغضب والثورة عندما تقع في العذابات الرهيبة القاسية بسبب خطاياك وشرورك، في حالة تأديب الله لك بما نسميه غضب الله![2]. [1] المؤسسات 8: 3 – 4 [2] Homilies on Jer., 18. |
16 - 09 - 2015, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: هل الله غضوب أم رحيم؟
مشاركة جميلة مارى
|
||||
17 - 09 - 2015, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل الله غضوب أم رحيم؟
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله رحيم بيك وعايزك كمان تكون رحيم بالناس |
اشكرك يا الله لانك الله رحيم ورؤوف . |
انا عضوة جديدة |
انا عضوة جديدة |
لماذا الغضب وكيف نتصالح مع الله ليرفع غضبه عنا - هل الله غضوب |