رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعم.. «السيسى» رئيسى أهم مسوغات ترشّحك رئيساً لمصر أن تكون مدنياً، وليس عسكريا، وألّا تكون يوماً قد حملت رأسك على كفّك وودعت أسرتك، وطبعت قبلة على جبين وليدك، قبل أن تغادر متوجهاً إلى ساحة الشرف، واضعاً احتمال أنك ربما لن تعود، أو بالأحرى، الأرجح أنك لن تعود، حيث ستروى بدمائك أرض الوطن حتى لا يدنّسها العدو.. وقد استعرت المعركة الشرسة التى يستكثر مشعلوها على الشعب أن يختار قائداً له، دون وصاية المنظّرين والمحللين، الذين احترفوا هذه المهنة وسقطوا فيها سقوطاً ذريعاً والشاهد أن المعركة التى يشنّها بعض ممن ينتمون إلى «النخبة» تزداد سعاراً، كلما ازدادت شعبية الفريق أول عبدالفتاح السيسى ارتفاعاً وعمقاً، وفى كل يوم يترسّخ يقين عشرات الملايين الذين فوّضوه، آمنين مطمئنين، إلى أن قلوبهم كانت واعية وذكية، عندما شاورت عليه. واستأمنته على العبور بمصر، الوطن والكيان، إلى برّ الأمان، بعد أن بدأ نزيف القلوب وهى تراقب السفينة الماضية، وسط أنواء عاصفة عاتية، إلى نفق حالك السواد، أو فى قول آخر «أسود من قرن الخروب».. والمثير للدهشة، أن الحاكم كان «مدنياً»، لم يرتد يوماً زياً عسكرياً، وربما أُعفى من أداء الخدمة الوطنية فى صفوف الجيش.. تنفست مصر الصعداء بانحياز الجيش لشعبها وبرز فى سمائها، بحروف من نور، اسم واحد من أبنائها المخلصين والعاشقين لترابها، يحمل اسم عبدالفتاح السيسى، يعرف قدرها، يتوق إلى استردادها لاستقلال إرادتها، بتحريرها من القيود التى كبّلها بها «الحكم المدنى»، بتحالفات ومخططات، ما إن لاحت بوادرها إلا وانتفض الشعب ثائراً، مطمئناً إلى دعم الجيش وقائده، الذى أكد قولاً وفعلاً أن الدفاع عن إرادة الشعب، أعزّ عنده من أىّ منصب بما فى ذلك رئاسة الدولة.. وقد صدق «السيسى»، العسكرى، فى كل ما قال، بينما كذب علينا «مرسى» المدنى فى كل ما قال، وما يقوله «السيسى» لنا، هو -نصّا- ما تسمعه واشنطن وغيرها، ففى لقائه منذ أيام مع نظيره الأمريكى تشاك هيجل أكد «السيسى» أن مصر لا تقبل تدخلاً فى شئونها، وهى تتخذ قراراتها وفقاً لصالح الشعب ولن تتراجع عن مواقفها.. «السيسى» شارك فى جنازة شهيد الواجب اللواء شرطة نبيل فراج، وفرضت المقارنة نفسها، عندما تغيّب الرئيس «المدنى» عن جنازة ١٦ شهيداً اغتالتهم أيادى الإرهاب والغدر فى سيناء.. أشعر وكأننى أكاد أنفجر من الغيظ وأنا أقرأ تنويعات «النصائح والتحذيرات!» من الرغبة الشعبية العارمة التى تنادى بتولى السيسى رئاسة مصر.. لماذا يا جماعة الخير؟.. لأنه عسكرى!! وصمت تام عن حكم «المدنى» الذى أعطى لنفسه سلطات لم تكن لجمال عبدالناصر، العسكرى، الذى أحبته الملايين.. الحجة المكشوفة والمرفوضة، وعندما «لم تغمز سنارة» التحريض ضدّه، لأنه ابن جيش العبور، وأعيتهم السبل لبلوغ الهدف، عثروا على حجة ظنوها «مقبولة» بأن شعبية السيسى «قد» تحوله إلى ديكتاتور!! وهو ما يعنى ألا ننام داخل بيوتنا، خوفاً من أن تنهار فوق رؤوسنا إذا ما ضربنا زلزال، وألّا نركب طائرة «قد» تدمرها صاعقة! ولنا أن نطالبهم هنا بالعثور على بصّار يدعم «مخاوفهم» طيب.. هل ننتخب رجلاً لا يتمتع بثقة الناس وحبهم؟ وهذا على ما يبدو، هو الضمانة الوحيدة برأيهم السديد، للحكم الرشيد.. وهل نستبعد «السيسى» الذى أولاه الثقة أكثر من ثلاثين مليون مواطن ونقف، تانى، متفرجين على صراع على السلطة بين وجوه لم ينجح أىٌّ منها فى الحصول على ستة ملايين صوت؟ ثم من ننصّبكم أوصياء على شعب قدم دليلاً ساطعاً على أنه من أوعى شعوب الأرض، ويرى أنه ينطبق عليكم المثل القائل «مالقوش فى الورد عيب قالوله يا احمر الخدين»؛ لذلك، فالسيسى رئيسى.. حتى لو لجأتم إلى الأساليب «الديمقراطية» بكيل الاتهامات أو محاولة التقليل من حكمة الشعب ووعيه. الوطن |
|