ماذا يعني بقوله: "وتغيرت هيئته قدامهم" [2] إلا أن المجد الذي أُعلن بتجليه ليس بالأمر الجديد عليه ولا بهبة خارجية قُدمت له، إنما هو مجرد إعلان لمجد خفي فيه ظهر في هذه اللحظات قدامهم. وكأن التغير أمر لا يخص طبيعة السيد، إنما يخص أعين التلاميذ التي انفتحت لتعاين ما تستطيع معاينته.
ما أحوجنا أن ننفرد بالسيد المسيح في أعماقنا الداخلية ليفتح عن عيوننا الروحية ونرى ذاك المصلوب الذي قيل عنه: "كعرق من أرض يابسة، لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، لا منظر فنشتهيه" (إش 53: 2) إنه أبرع جمالًا من بني البشر (مز 45). هذا الذي قيل عنه: "محتقر ومخذول من الناس" (إش 53: 3)، مشتهى كل الأمم (حج 2: 7).