رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري تاريخ اللغة القبطية اللغة القبطية هي لغة البلاد المصرية في عهدها الأول، أيام كان أهلها يحكمون أنفسهم ولا تداخل لأجنبي فيما بينهم، وكان يتكلم بها الحاكم والمحكوم والعالم والتاجر والفلاح. تُلقى بها المحاضرات في الأندية العامة والخاصة، وتُصْدَر بها الأوامر فيتلقاها الكبير والصغير ويفهمون معانيها. إنها استمرت أكثر من سبعين قرنًا. ولم تزل إلى الآن معروفة، لم تَمُت كما ماتت غيرها من اللغات التي لم يُبْقِي الدهر إلا بعض آثارها. غير أن وجودها للآن حية بلا فائدة لأصحابها، فلم يعودوا يعرفوها بعد، على عكس الأجانب الذين تعلّموها لكي يترجموا ما يجدونه من الكتب الثمينة القديمة المكتوبة بها، وهذا يجعلنا في خجل عظيم لعدم تفوقنا عليهم بالاهتمام التام بأمرها والعمل على استمرارها حية. والناظِر إليها والمُدَقِّق فيها يجدها لغة مَبنية على قواعد صحيحة. وفي الحقيقة هي لغة التمدين القديم، وبها تكلمت أعظم أمة وأقدم شعب شهد التاريخ بتمدينه قبل غيره، إذ كانت الأمة المصرية من أرقى الأمم في العلم وعنها اقتبس غيرها من الأمم المعارِف، حتى موسى النبي قد ارتوى من مناهِل علومها؛ فقد شهد الكتاب المقدس عنه، قائلًا: "أنه تهذب بكل حِكمة المصريين" (أع 7: 22)، نظرًا لتربيته في بيت فرعون. ولقد قام العلاّمة توت (الذي ألَّهَهُ المصريين، وعرفه اليونان بـ"هرمس"، واليهود بـ"أخنوخ"، والعرب بـ"إدريس")، بوضع علامات خاصة لمعانٍ، فنشأ الخط الذي نكتبه الآن. واهتم خلفاؤه الكهنة بالأمر كثيرًا، فكتبوا على الآثار بخط سُمّيَ فيما بعد بـ"الخط الهيروغليفي"، وهو خط يُكْتَب بطرق تصويرية ويسمى الخط المقدس، وكانوا يكتبون به على الأحجار والخشب والمعادن. ثم رأى الكهنة -وهم الطبقة الراقية- أنه يصعب عليهم إتقان الرسوم على القرطاس عندما يريدون كتابة شيء بسرعة، فاتخذوا خطًا لا يختلف عن الهيروغليفي إلا في أنه غير متقن كثيرًا، ودعوه الخط الهيراطيقي (أي الخط الكهنوتي). غير أن العامة لم يمكنهم تعلم هذين الخطين بسهولة، فاتخذوا لهم خطًا خاصًا بهم عرف بـ"الديموطيقي"، وبهذا الخط الأخير كانت تكتب الصكوك وغيرها. واستمر المصريون يستعملون هذه الخطوط الثلاثة إلى أن أُبْدِلَت بالخط المعروف بالقبطي في القرن الثاني المسيحي في مدرسة الإسكندرية. ومع أن المحاولات الأولى للكتابة بالحروف القبطية، وكذلك الوثائق المعروفة باسم النصوص القبطية القديمة، قد تمت كلها بمعرفة الجماعات الوثنية بمصر إلا أن الفضل في تثبيت الألف باء القبطية في الوضع الذي تُعْرَف به حاليًا، وتطبيع نظام هجاء الكلمات، وتطويع القواعد والأساليب، لابد أن يعزى إلى الكنيسة القبطية في مصر، كجزء من برنامجها التبشيري في حبرية البابا ديمتريوس الإسكندرى (المعروف بالكرام) البطريرك الثاني عشر (189- 232م) وخلفائه. وقبل القرن الحادي عشر عندما رأى الأقباط أن استعمال لغتهم وتداولها ابتدأ في الاضمحلال وأشرف على الزوال، أسرعوا في كتابتها وتداولها في بطون المجلدات، وألَّفوا لها معاجم أطلقوا عليها اسم "المقدمات"، وألَّفوا لها قواعد نحو وأطلقوا عليها اسم "السلالم". |
19 - 07 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
علاقة اللغة القبطية باللغات الأخرى واللغة القبطية كُتِبَت بحروف يونانية مدة من الزمن قبل الديانة المسيحية. وقد استَعْمَلَت اللغة القبطية حروف الهجاء اليونانية كلها بنطقها ومزاياها التي كانت لها في ذلك العهد، وأضافت على الأبجدية اليونانية سبعة حروف أخرى اقتبستها من الخط الديموطيقي للتعبير عن النطق بسبعة أصوات لا توجد في اللغة اليونانية. واستمر الكلام بها بعد أن بطل استعمال الكتابة بالهيروغليفية منذ نحو القرن الثالث الميلادي. وبينما كان المصريون يكتبون بهذه الخطوط كانت الأمم المجاورة لهم تقتبس منهم أبجديتها. فلقد كان الفينيقيون مجاورين لمصر في المكان المعروف الآن بالعقبة (في بلاد العرب شرقيّ مصر) قبل أن يرتحلوا إلى مكانهم في سواحل سوريا بسبب الزلزال الذي خرب بلادهم الأصلية. ولذلك اتخذوا لهم أبجدية خاصة بهم لا تختلف عن الأبجدية العِبرية. وقد يكون موسى لما هرب من مصر إلى بلاد الفينيقيين الأصلية ومكث أربعين سنة في مديان (خر 2: 15) عَلَّمهم هذا الخط. وكذلك العبرانيون تعلموا الكتابة المصرية باختصار كالفينيقيين، وقد علمها موسى لهم عندما خرجوا معه، إذ مكث بقية أيامه معهم يعلمهم ويرشدهم. أما اليونان فقد ذهب إليهم مصريان، هما: داناؤس وكيكروبس، وهذان الرجلان علماهم الكتابة على الأرجح. ويقال أن قدموس الفينيقى ذهب إلى بلاد اليونان بعد الرجلين المصريين وينسبون تعلمهم الكتابة إليهوعلى أية حال فإنها هي الأبجدية المصرية بعينها. وأبجدية الإغريق هي الأصل في كل الأبجديات الأوروبية. واتخذ الآشوريين في بادئ الأمر خطًا كالمصري ثم حوَّلوه إلى أسفينى. واختلطت العبرانية بالكلدانية فكونت أبجدية حديثة يستعملها الإسرائيليون اليوم. وقامت السريانية والعربية بعد كل هذه الخطوط. فاللغة المصرية التي تكلم بها أصحابها قبل أن تُبْنَى الأهرامات وَتُقَام الآثار هي بعينها اللغة المعروفة بالقبطية. لذلك فكل الكتابات التي وُجِدَت بها سواء كانت بالخط المقدس (الهيروغليفي) على العاديات، أو بالخط الكاهني (الهيراطيقي) على الرقوق وورق البردي، أو الخط العامي (الديموطيقي) الموجود على حجر رشيد وأوراق البردي والرقوق، كل هذه الكتابات هي بنفس اللغة المصرية المعروفة الآن بالقبطية. وقد دخلت ألفاظ كثيرة منها في اللغة الدارجة العربية بالديار المصرية، كما أن أكثر بلاد القطر المصري مُسَمّاة بالقبطية -كما سنرى بعد ذلك هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- وقد استمرت هذه اللغة منتشرة إلى القرن الخامس عشر الميلادي. وقد شهد الراهب الدومينيكانى فانسليب (1635- 1679م)، والذي زار مصر مرتين، بأنه قد تكلم مع المعلم أثناثيوس الذي يتكلم لغة البلاد الأصلية (القبطية)، قال في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة في لمصر": [لغتهم أيضًا المدعوة قبطية كانت أول لغة جرى الحديث بها في مصر، ورغم أنها على ما يبدو عانت مع مرور الزمن، حسب الشعوب المختلفة التي سادت عليهم، من تغييرات كبيرة سواء في حروف الكتابة، أو في الألفاظ ذاتها، وعلى الأخص من اليونانيين.... أما إذا اعتقد البعض وهذا قد يكون حقيقيًا أن اليونانيين استمدوا قسمًا كبيرًا من حروف أبجديتهم من المصريين القدماء (ونعني بهم الأقباط) عن طريق الفينيقيين... فإني أعتقد أن اليونانيين نقلوا جزء من حروف أبجديتهم من الأقباط، لا الأقباط من اليونانيين]. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجات القبطية في الأقاليم
لقد اصطلح كل جماعة على لهجة خاصة بها يتميزون في كلامهم عن غيرهم. فقد قَسَّم العلماء لهجات اللغة المصرية في بادئ الأمر إلى ثلاث لهجات هى: البحيرية والصعيدية والبشمورية. ثم قسموها بعد ذلك إلى خمس لهجات، وهى:
|
||||
19 - 07 - 2014, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة البحيرية
Q 1- اللهجة البحيرية: Bohairic ويرمز لها بالرمز B. وتُعْرَف بـ"اللهجة المنفية" نسبة إلى منف عاصمة الديار المصرية قديمًا (وبقاياها البدرشين وميت رهينة وسقارة)، وكانوا يتكلمون بها في أكبر البلاد أولًا، ثم عَمَّ استعمالها في الوجه البحري، وصارَت لغة العِلم في مدرسة هليوبوليس ثم في مدرسة الإسكندرية. ودخلت على هذه اللهجة ألفاظ يونانية صارت أعلامًا لألفاظ دينية. وقد أستعملها المسيحيون إما هربًا من الألفاظ الوثنية أو لأن الألفاظ المصرية تؤدى إلى معاني مختلفة خافوا أن يكون استعمالها سببًا من أسباب الكُفر، وبقيت هذه الألفاظ في ترجمة الكتاب المقدس والقداس والتواريخ التي كُتِبَت بها. واللهجة البحيرية هذه هي الباقية إلى الآن في لغة الكنيسة القبطية، وصارت الترجمة البحيرية للأسفار هي النص الرسمي للكتاب المقدس. والفضل في بقائها حية إلى الآن يرجع للبطاركة المتقدمين الذين حافظوا عليها. ولا يوجد في هذه اللهجة حرف الخاي Q. وقد وُجِدَت أقدم خمسة مخطوطات مكتوبة باللهجة البحيرية يرجع تاريخها إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، ومنها مخطوطة لإنجيل يوحنا يرجع للقرن الرابع الميلادي. وفيما عدا ذلك فإن أقدم النصوص المحفوظة باللهجة البحيرية ترجع إلى سنة 830 م. وتتضمن خبر نقل جسد القديس أنبا مقار. وأغلب الكتابات باللهجة البحيرية جاءت كترجمة لكتابات كُتِبَت باللهجة الصعيدية. إذ جاءت اللهجة البحيرية لتحل محل الصعيدية في الأدب القبطي بدايةً من القرن التاسع الميلادي. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:13 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة الصعيدية Sahidic ويُرْمَز لها بالرمز S. وتُسَمّى أيضًا اللهجة الطيبية، نِسبةً إلى طيبة (عاصمة الديار المصرية قديمًا وبقاياها الأقصر والكرنك ومدينة هابو وغيرها). وهذه اللهجة لا تختلف عن الأولى إلا في بعض ألفاظ امتازت بها. وكان أصحابها لا يستعملون الحروف المتحركة في المقاطع، كما يستعملها أصحاب اللهجة البحيرية، بل كانوا يكتفون بوضع علامة على الحرف بدلًا من حرف صوتي يضعونه بين الحروف. وكانوا يقدمون بعض الحروف ويؤخرون البعض الآخر. فنشأت بذلك لهجة تداولها الوجه القبلي، وكل الآثار الموجودة فيه كُتِبَت بهذه اللهجة. كما أن الكتب القديمة التي كُتِبَت في العلوم والفنون التي عَثَرَ عليها الباحثون لم تُكْتَب بغيرها. وهي في الحقيقة أقدم من اللهجة البحيرية. وكانت مدرسة طيبة العِلمية تدرس بها، ولما انتقلت إلى عين شمس ثم الإسكندرية أيام البطالسة، استعاضوا عنها بالبحيرية التي هَذَّبوها كثيرًا، ووضعوا فيها حروفًا صوتية متحركة لسهولة تعلُّمِهَا والنُطْق بها. واللهجة الصعيدية هي التي تُرْجِم إليها الكتاب المقدس من اليونانية إلى القبطية، وقد تُرْجِم العهد الجديد وأجزاء كثيرة من العهد القديم إلى اللهجة الصعيدية، وكانت اللهجة الصعيدية هي لهجة الأدب القبطي من القرن الرابع الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي. وقد تُرْجِم الكثير من الكتابات الأدبية اليونانية إلى القبطية الصعيدية. ومن أكثر الأعمال الأدبية التي كُتْبَت بالقبطية الصعيدية هي كتابات الأنبا باخوميوس أب الشركة (300م). وكتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين (400م). وكتابات تلميذه ويصا. ويمكن اعتبار كتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين المكتوبة بالصعيدية القديمة تُقابِل في آدابها اليونانية القديمة. وتعتبر اللهجة الطيبية الأولية، وهي لهجة طيبة الأولية هي السابقة على اللهجة الصعيدية. ولدينا وثيقة واحدة بهذه اللهجة، هي بردية بودمر 6 وهي مجلد من الرقوق وتحتوى على سفر الأمثال. وتعتبر أقدم المجلدات الكتابية المتبقية باللغة القبطية، لأنها ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. وتتكون أبجديتها من 35 حرف، أي أنها تمثل مرحلة سابقة على تثبيت حروف الهجاء الصعيدية في 30 حرف فقط. وتشاركها في امتياز القِدَم بردية تحتوى على مزمور 46، والذي كُتِبَ بلهجة تُمَثِّل مرحلة أوليّة لكتابة اللهجة الأخميمية الفرعية. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
لهجة البشامرة أو البشموريين لهجة البشامرة أو البشموريين: Bashmoric، وهم جماعة من بقايا الهكسوس (العمالقة) الذين تَمَلَّكوا الوجه البحري نحو خمسة قرون، وفي أيامهم كان اليهود في مصر ولم تزل بقاياهم في الجهة المعروفة الآن بالبشمور بين فرع النيل الدمياطي والبحر الصغير بقرب المنصورة. وتمتاز هذه اللهجة بأنها استعملت بعض ألفاظ، وكانت لا تنطق (الراء) إلا (لام). وقد وجد الباحث ميريت أن سكان البشمور يمتازون عن المصريين بتقاطيع الوجه ولون العيون، فاستدل على أنهم من بقايا العمالقة. أما القمص فيلوثاؤس عوض في كتابه "اللغة القبطية"(1) يرى أنهم بقايا اليهود والفرنساويين الذين جاءوا أيام الصليبيين مع لويس التاسع عشر أيام أسره في المنصورة. وهؤلاء العمالقة هم الذين حاربوا العرب ولم يخضعوا لهم إلا عندما جاء المأمون لمصر وضرب بلادهم وسبى الرجال، ولم تقم لهم قائمة من ذلك الحين. وتوجد بهذه اللهجة مجموعة صغيرة من نصوص متأخرة غير أدبية ترجع إلى القرن الثامن الميلادي، ولا توجد بها أي نصوص كتابية. وتتميز هذه اللهجة بأنها تستخدم الأبجدية اليونانية فقط في كتابتها، أي بدون الحروف السبعة المأخوذة من الديموطيقية، كما في اللهجات الأخرى. _____ الحواشي والمراجع: (1) 1919م. ص 4-6. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة الفيومية Fayumic ويرمز لها بالرمز F، وقد ضم البعض هذه اللهجة إلى اللهجة البشمورية لتقارب الألفاظ. وغالبًا إن بقايا العمالقة واليهود قد عَمَّروا جهات البشمور والفيوم. ولكن ما زال العلماء يميزون هاتين اللهجتين عن بعضهما. وبعضهم قال أن الفيومية كانت تدعى أولًا البشمورية، ولكن الصحيح أن البشمورية غير الفيومية وإن تكن قواعدهما واحدة كالصعيدية. واللهجة الفيومية هي لهجة غرب مصر، وكان يتكلم بها الفيوميين ومن جاوَرهم، ويوجد بها كتب كثيرة عثروا على بقايا منها أخيرًا، ولم يزالوا باحثين عن كتابات بها في إقليم الفيوم. وقد كُتِبَ بهذه اللهجة كتابات من القرن الرابع إلى الحادي عشر الميلادي، ولكنها ليست بالكثرة مثلما كُتِبَت باللهجة الصعيدية. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة الأخميمية Achmimic، ويرمز لها بالرمز A، وهي لهجة قريبة جدًا من الصعيدية، ولكن مع إضافة بعض الألفاظ التي كانت معروفة من قبل. وهي لهجة خاصة بأخميم، جنوب وسط مصر، واستمرت فترة قصيرة من القرن الثالث إلى الخامس الميلادي. أما اللهجة الأخميمية الفرعية Subachmimic، ويرمز لها بالرمز A2، فقد كانت في المنطقة بين أخميم وطيبة وكانت أيضًا في القرون الثالث والرابع والخامس الميلادي. وقد كَتَبَ بها أتباع مانى والغنوسيين، وأيضًا مخطوطات نجع حمادي كتبت باللهجة الأخميمية الفرعية. وهى أيضًا لهجة انتشرت من منطقة قاو إلى أسيوط مع احتمال امتدادها جنوبًا وشمالًا. وحيث أنه لا توجد بهذه اللهجة أي وثيقة متأخرة عن القرن الخامس، فإن البعض يذهب إلى القول بأنها انتهت من الاستخدام كلهجة للكتابة الأدبية بعد القرن الخامس الميلادي. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللغة القبطية عبر العصور كانت اللغة المصرية -المعروفة بالقبطية- هي لغة البلاد الرسمية يتعلمها الكبير والصغير من الرجال والنساء، مع الاحتفاظ باللهجات المختلفة، وكان المصريون يعلمون أولادهم في كتاتيب، والتي استمرت إلى أن تَم تعميم المدارس على النظام الحديث. وعندما تغلب اليونان على القطر المصري ولبثوا حاكمين البلاد (عهد البطالسة)، اهتموا كثيرًا بأن تكون اللغة الرسمية هي اللغة اليونانية وترجموا إليها الكتب العديدة ولاسيما التوراة، والمعروفة بالترجمة السبعينية، وبقيت اللغة القبطية هي لغة الشعب. ثم جاءت دولة الرومان، واستمرت اللغة اليونانية سائدة. وعندما دخلت المسيحية إلى مصر على يد مارمرقس الرسول، استمر الكلام باللغة القبطية مع اللغة اليونانية القديمة، والتي حصلت البشارة بها. وإلى القرن السابع الميلادي كانت اللغة القبطية هي لغة الشعب والدولة والكنيسة، بحسب ما يقوله عالم المصريات د. بانوب حبشي(1)، حيث قال: [وصلت اللغة القبطية إلى الذروة عندما أصبحت لغة الكنيسة والدولة والشعب معًا في أواخر العصر البيزنطي وأوائل العصر العربي]. وفى القرن الثامن، ولتخطى مشكلة اللغة، كان الحُكّام العرب يستخدمون المترجمين للتفاهم مع أهل البلاد، وفي سنة 706م. صدر مرسوم تعريب الدواوين في عهد والي مصر عبد الله بن عبد الملك. وفى سنة 849م. (القرن التاسع)، صدر منشور من الخليفة المتوكل (847- 861م.) يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر يتكلم باللغة القبطية فيما بينهم. وفى القرن الحادي عشر الميلادي، أمر الحاكم بأمر الله (996- 1020م.) بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل. وفى القرن الثاني عشر الميلادي، كان هناك أقباط لا يعرفون سوى القبطية، وأقباط لا يعرفون غير العربية، وأقباط يعرفون القبطية والعربية. وما كان من البابا غبريال بن تريك البطريرك السبعين (1131- 1146م.) عندما وجد أن الغالبية من الشعب لم تعد تفهم اللغة القبطية، فقد أصدر أوامره بقراءة الأناجيل والعظات الكنسيّة وغيرها من القراءات باللغة العربية بعد قراءتها بالقبطية، حتى يتسنّى لجمهور المصلين فَهْم ما يسمعونه. وإن كان هذا ساعد الأقباط على تتبع العبادة، إلا أنه في نفس الوقت ساعد على استهانة القبط بلغتهم الأصلية إذ لم تعُد لها أي ضرورة على الإطلاق. وإن لم تكن تُسْتَخدم اللغة العربية في الكنيسة إلا لترجمة فصول القراءات الكنسية كالرسائل والأناجيل والسنكسار والمواعظ. وفى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، تراجعت اللغة القبطية أمام اللغة العربية، وخصوصًا في الوجه البحري. كما بدأت تظهر كتب الصلوات القبطية وفيها نهرين، الأيسر للنص القبطي، والأيمن للترجمة العربية. أما في الصعيد فقد استمرت اللغة القبطية إلى القرن الخامس عشر، حيث يشهد تقي الدين المقريزي (1364- 1441م)، أن هناك من يتكلمون بالقبطية في صعيد مصر في أيامه وإن كان على نطاق ضيق حيث قال في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار(2): [ناحية درنكة، وهي من قرى النصارى الصعايدة، ونصاراها أهل علم في دينهم وتفاسيرهم في اللسان القبطي... ودير موشة، وموشة خارج أسيوط من الناحية القبلية... والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي وهو أصل اللغة القبطية وبعدها اللغة القبطية البحيرية. ونساء نصارى الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون إلا بالقبطية الصعيدية، ولهم أيضًا معرفة تامة باللغة الرومية]. وفى القرن السابع عشر الميلادي، شهد الراهب الدومينيكانى فانسليب الألماني المولد(3)، وقد زار مصر مرتين، قال أنه تقابل مع المعلم أثناسيوس الذي يتكلم لغة البلاد الأصلية أي القبطية. وفى القرن الثامن عشر الميلادي، بدأ الأقباط في كتابة لغتهم القبطية بحروف عربية. ولكن في القرن التاسع عشر الميلادي، اهتم البابا كيرلس الرابع البطريرك العاشر بعد المائة (1854- 1861م.) باللغة القبطية اهتمامًا بالغًا، حتى أنه في السنة التي باشر فيها إدارة الكنيسة كلها بلقب مطران قبل ارتقائه الكرسي المرقسي، فقد كتب حينذاك منشورًا يحث فيه الأقباط على التبرع لبناء معهد علمي، موضحًا أهمية المشروع بأن ذكرهم بحالة الضعف التي وصلت إليها اللغة القبطية. وعقد مقارنة بين اهتمام الأجانب بها وإتقانهم لها، وبين عدم قدرة الأقباط على فهمها(4). وبعد ارتقائه الكرسي المرقسي كان البابا كيرلس الرابع لا يصرف رواتب شهرية من البطريركية إلا للقسوس الذين يتقنون خدمة القداس باللغة القبطية، تشجيعًا منه لهم على دراستها(5). كما أمر البابا كيرلس الرابع بتدريس اللغة القبطية في المدارس القبطية التي أنشأها. وكان يقاوم أي تقصير في استخدام اللغة القبطية في الصلوات الكنسية بمنتهى الحزم والشدة. وقد عين القمص تكلا لتدريس اللغة القبطية والألحان. وخلفه للغة القبطية المعلم عريان أفندى جرجس مفتاح(6). وفى أواخر القرن التاسع عشر، بدأ بعض الكهنة، ومنهم الإيغومانس فيلوثاؤس إبراهيم المتوفى في سنة 1904م.، بتلاوة بعض صلوات القداس بالعربية بعد تلاوتها أولًا بالقبطية، دون اعتراض من الرؤساء الدينيين(7). وفى القرن العشرون الميلادي، في سنة 1936، 1937م. اكتشفا عالما القبطيات فيرنر فيسكل ووليم وورل عددًا من الأشخاص في عائلات معينة بقرية الزينية بالقرب من الأقصر، لا يزالون يتحدثون باللغة القبطية في حياتهم اليومية. وقد نشر الباحثين أبحاثهم عن ذلك في المجلات العلمية. _____ الحواشي والمراجع: (1) (1906- 1984م.) (2) الجزء الثاني، ص 506،507. (3) (1635- 1679م.) (4) أطلب نص المنشور كاملًا في: كامل صالح نخلة، سلسلة تاريخ الباباوات بطاركة الكرسي الإسكندري، الحلقة الخامسة، ص 202، 203. (5) جرجس فيلوثاؤس عوض، ذكرى مصلح عظيم، ص 187. (6) توفيق إسكاروس، نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، الجزء الثاني سنة 1913م.، ص 132، 133. (7) رسالة مارمينا في عيد النيروز، توت 1664 ش.، ص 19. |
||||
19 - 07 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية قد ترجمت أسفار العهد القديم إلى القبطية نقلًا عن الترجمة السبعينية اليونانية (والتي قد تم ترجمتها من العبرية حوالي القرن الثالث قبل الميلاد). أما ترجمات العهد الجديد القبطية فإنها منقولة من الأصول اليونانية. وكثير من المجلدات القبطية للأسفار من كلا العهدين يرجع تاريخها إلى القرن الرابع، وأجزاء قليلة ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. وعند ترجمة الكتاب المقدس من اللغة اليونانية إلى اللغة القبطية، رؤى أنه من المستحسن المحافظة على كل الكلمات اليونانية التي لها دخل بالعقيدة الحديثة أو التي تعبر عن أفكار مسيحية محضة. وقد حصل ذلك أيضًا في ترجمة الكتب المقدسة إلى سائر اللغات. وقد تسرب في آن واحد مع هذه الكلمات عدة ألفاظ يونانية أخرى إلى اللغة القبطية التي -ولو أنه كان يوجد ما يماثلها في المعنى في اللغة القبطية- إلا أن استعمالها كان على سبيل الظهور بالعِلم ولإعطاء طلاء مخصوص للتعبير، حيث كانت العادة أن كل شيء يشتم منه رائحة اليونانية معناه التقدم والتمدين، وزاد من هذه العادة انتشارًا، النفور من كل شيء له علاقة بالقديم الوثني. وفى الحقيقة لا يعرف بالتحديد تاريخ أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة القبطية، سواء كان ذلك بالنسبة للعهد القديم أو الجديد. فالمسيحية عندما دخلت إلى مصر بدأت أولًا في الإسكندرية حيث لم تكن هناك حاجة إلى ترجمة قبطية، لأن الغالبية العظمى من سكان الإسكندرية سواء كانوا مصريين أو يونانيين أو يهودًا أو من جنسيات أخرى، كانوا جميعًا يفهمون اللغة اليونانية ويتقنون الحديث بها. ولذلك فإن الكنيسة المسيحية الناشئة في الإسكندرية قد اكتفت بالعهد الجديد الذي تسلمته مكتوبًا باليونانية، وبالعهد القديم الذي تسلمته مترجمًا إلى اليونانية في الترجمة السبعينية اليونانية الموجودة قبل ظهور المسيحية. ولكن سرعان ما انتشرت المسيحية خارج حدود الإسكندرية، فاعتنقها من لا يعرفون اليونانية من أهالي بلدان وقرى الديار المصرية. وهكذا أصبحت الحاجة ماسة إلى وجود ترجمة قبطية للأسفار الإلهية، والتي بدأت على أقصى تقدير خلال القرن الثاني الميلادي. والقرن الثاني الميلادي قريب جدًا من أيام آبائنا الرسل، أي عصر الآباء الرسوليين، وهؤلاء الآباء هم الذين تسلموا الإيمان من الآباء الرسل مباشرة، وكانوا فاهمين للكتاب المقدس جيدًا، ولذلك ترجموه بطريقة كانوا معايشين لها ومدركين الترجمة المضبوطة لها. وبذلك أصبح النص القبطي الذي بين أيدينا ليس مجرد ترجمة، وإنما هو في حكم النص. وربما كانت الأسفار الإلهية تقرأ في البداية باللغة اليونانية ثم تترجم ترجمة شفوية فورية إلى اللغة القبطية. وتعتبر بردية شستر بيتى السابعة (رقم 965) المحفوظة في دبلن أقدم ما نملكه من وثائق، ويرجع تاريخها إلى أوائل القرن الثالث الميلادي، وهي تشتمل على أجزاء من مجلد لسفر إشعياء باللغة اليونانية وعليها نحو خمسين تفسيرًا بالقبطية لمعاني الكلمات اليونانية. وهي تفاسير مكتوبة بلهجة فيومية قديمة بالحروف اليونانية وحدها، أي بدون استخدام الحروف السبعة الإضافية من الديموطيقية. وأقدم شهادة غير مباشرة لوجود الترجمة القبطية للكتاب المقدس أو بعض أسفاره، هي سيرة الأنبا أنطونيوس (251-356م.) والتي كتبها البابا أثناسيوس الرسولي، حيث تقول السيرة أن الأنبا أنطونيوس سمع الآية المكتوبة في (مت 19: 21) وتأثر بها وترك كل شيء وذهب إلى البرية. ومن المعروف أن الأنبا أنطونيوس كان لا يتكلم إلا اللغة القبطية ولم يكن يعرف اليونانية(1). وعلى ذلك فلابد أن الأناجيل كانت مترجمة إلى القبطية ومتوفرة للقراءة منها في كنائس القرى قبل سنة 270م. وليس هناك ما يوحى بأن ما سمعه أنطونيوس في ذلك الوقت كان مجرد ترجمة شفوية لفصل الإنجيل. وتوجد بردية تسمى بردية بودمر (رقم 6) وهي أقدم مجلد كبير محفوظ لدينا لنصوص كتابية باللغة القبطية، ويرجع تاريخ هذه البردية إلى أواخر القرن الثالث الميلادي، وهي تتضمن ترجمة لسفر الأمثال باللهجة الصعيدية القديمة، وهي عبارة عن مجموعة رقوق في هيئة مجلد، وهذه البردية ضمن مخطوطات بودمر المحفوظة في جنيف بسويسرا. وفى سنة 1934م. نشر كرم Crum ورقة بردية تحتوى على المزمور السادس والأربعين باللهجة الأخميمية قال إنها ترجع إلى النصف الثاني من القرن الثالث، وتعتبر أقدم جميع النصوص المسيحية المعروفة بتلك اللهجة. وقد شهدت الترجمات القبطية للكتاب المقدس ازدهارًا في القرن الرابع باللهجة الصعيدية، ويمكننا القول أن الكتاب المقدس قد ترجم بعهديه إلى القبطية الصعيدية في القرن الرابع الميلادي. والذي يدل على انتشار أسفار الكتاب المقدس بعهديه باللغة القبطية، الاقتباسات الكتابية الكثيرة الموجودة في الأدب المكتوب أصلًا بالقبطية، وبخاصة كتابات القديس باخوميوس وتلميذه، والقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. فهذه الاقتباسات تشمل من الناحية العملية جميع أسفار الكتاب المقدس. وقد ارتبط نشاط حركة ترجمة ونساخة الأسفار الإلهية بالقبطية ارتباطًا وثيقًا بنمو الحركة الرهبانية، إذ كانت قوانين الرهبنة الباخومية (نحو سنة 321م.) تلزم القادم للرهبنة أن يبقى خارج الدير (نحو عشرة أيام) يتعلم خلالها بعض الصلوات والمزامير والقوانين قبل أن يسمح له بحضور الصلوات مع الرهبان. ثم يقضى ثلاث سنوات تحت الاختبار داخل الدير يشترط أن يحفظ خلالها عشرين مزمورًا ورسالتين من العهد الجديد عن ظهر القلب، وأن يكون قادرًا على القراءة بالقبطية، أو أن يتعلمها خلال تلك الفترة، ويفترض أنه يتعلم الكتابة أيضًا(2). ويذكر بلاديوس(3) أن الرهبان الباخوميين في دير طبانيسى كانوا يحفظون الأسفار المقدسة عن ظهر القلب. وبالتالي فإن الوثائق الخاصة بطبانيسى تستلزم بالتأكيد وجود نسخة كاملة من الكتاب المقدس مترجمًا إلى القبطية الصعيدية مع بداية القرن الرابع الميلادي. _____ الحواشي والمراجع: (1) التاريخ اللوزياكى 21: 15. (2) قوانين باخوميوس أرقام 49، 130، 139، 140. (3) التاريخ اللوزياكى 32: 12. |
||||
|