منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 12 - 2021, 07:44 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

لقداسة البابا شنودة الثالث
- انسحاق أيوب وانتهاء التجربة


نجح الله في خطته، وأوصل أيوب إلي انسحاق القلب من الداخل. وبه كانت التجربة قد وصلت إلي هدفها الروحي، فانتهت مدتها. وهكذا "أجاب أيوب الرب فقال: قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك شيء.." (أي 42: 2). "ولكني قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقي لم أعرفها" (عبارة نطقت بما لم أفهم، اعترف فيها أيوب بأخطائه في كل ما قاله لأصحابه، وما قاله لله، واعتبر أنها خطية جهل. وأنه كان يتكلم كإحدى الجاهلات، كما قال لامرأته قبلًا (أي 2: 10) والقياس مع الفارق. وأنه فعلًا "الشر لم يقبل" بل ثار عليه واحتج وحزن وشكا، وتغير عما قاله قبلًا. وكان في وضع فاقد لحياة الشكر ولحياة التسليم!!

طبعًا هناك فرق بين الكامل المستقيم قبل التجربة (أي 1: 8). وأيوب بعد التجربة الذي قال له أليهو "ها أنك في هذا لم تصب "(أي 33: 12).

وعبارة "عجائب فوقي لم أدركها" التي قالها في انسحاق..

لعلها تعني أيضًا عجائب الرب في مقاصده الإلهية، وسماحه بهذه التجربة لخيره وتنقيته ومكافأته.. هذه أيضًا لم يدركها، فتكلم بما لم يفهم..

عبارة عجائب لم أعرفها، تقدم لنا مبدأً روحيًا هو: هناك أمور في حكمة الله، علينا أن نقبلها، وأن كنا لا نعرفها..

كان أيوب يقول قديمًا في تعجب واستنكار: "هل الخير من الله نقبل والشر (أي المتاعب) لا نقبل"؟! (أي 2: 10). ولكن مشكلته في تجربته، أنه انتقل من مبدأ القبول إلي مبدأ الفهم والإدراك. فأصبح ما لا يدركه، يتكلم بأقوال ضده. ولكنه في انسحاق شعر بذلك الخطأ. لأن هناك حكمة من الله، قد لا ندركها، هي عجائب فوق فهمنا ولكن علينا أن نقبلها..


وهكذا قال لله بعد ذلك "اسمع الآن وأنا أتكلم. أسألك فتعلمني". هنا لا يقف من الله موقف المحاور والمجادل وألم جاوب والمناقش. وإنما في اعترافه بجهله، يقف كتلميذ يقول لله "أسألك فتعلمني". لقد تجرد هنا من فهمه، حسب قول الوحي الإلهي فيما بعد "وعلي فهمك لا تعتمد" (أم 3: 5). وكما اعترف بجهله، وبنطقه بما لم يفهم، كذلك وجد واجبًا عليه أن يرفض ذاته وأشياء كثيرة فقال:

"لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد" (أي 42: 6).


يرفض كل أفكاره أثناء احتجاجه. يرفض ما قاله في تبرير نفسه. يرفض عبارة أنا كامل، وعبارة أنا بار. يرفض ما قاله عن عداوة الله له، واتخاذه خصمًا له. يرفض عبارة يستذنبني، وفي علمه أنني بار. يرفض عبارات: يفترسني. يقتلني. أهوال الله مصطفة ضدي. يرفض أيضًا كل ما قاله عن عظمته (أي 29، 30).

ويندم علي ذلك. في التراب والرماد.

حقًا بعد ما عرفته يا رب عن عظمتك غير المحدودة، وأصبحت في نظر نفسي - مجرد تراب ورماد.
ولما وصل أيوب إلي التراب والرماد ورفض الذات، انتهت تجربته.

بقي عليه قبل أن يرد الله سبيه، وأن يصلي من أجل أصحابه أولئك الذين قال عنهم أنهم "معزون متعبون، وأطباء بطالون"، وقال عن حديثهم معه "أما من نهاية لكلام فارغ!"

وأمر الرب أليفاز التيماني وصاحبيه أن يذهبا إلي أيوب، لكي يصلي من أجلهم ويشفع فيهم، ولا يصنع معهم الرب حسب حماقتهم (أي 42: 8) قائلًا لهم "لأنكم لم تقولوا في الصواب كعبدى أيوب".


نلاحظ أن أيوب - لما تاب وندم - لم يذكر له الرب ما وقع فيه من أخطاء بعد التجربة.

كما قال الرب في سفر أرمياء النبي "أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد" (أر 31: 34). وكما قال في سفر حزقيال النبي " كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا" (حز 18: 22).


" ورد الرب سبي أيوب، لما صلي لأجل أصحابه "،

"وزاد الرب علي كل ما كان لأيوب ضعفًا ً" (أي:42: 10)

وبارك الرب آخر أيوب أكثر من أولاه". ووهبه الله ضعفًا في الغنم والإبل والأتن التي فقدها (أي 42: 12) (أي 1: 3). ولكنه لم يعطه ضعفًا في البنين والبنات، لأنهم لم يفقدوا. هم أحياء " ليس موت لعبيدك يا رب، بل هو انتقال". وهكذا بقي لأيوب بعد التجربة سبعه بنين وثلاث بنات، كما كان له من قبل. فيكون الضعف هو عدد ما رزق به بعد التجربة. مع عدد الذين ماتوا..

أما الميزة والمكافأة، فهي قول الكتاب " ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض" (أي 42: 15). هل نتجرأ ونقول: أعطاه أيضًا ضعفًا في العمر، إذ عاش بعد التجربة 140 سنة (أي 42: 16) إذا افترضنا أن عمره كان أثناء التجربة 70 عامًا...

حقًا كما قال يعقوب الرسول: " قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب كثير الرحمة ورؤف "(يع 5: 11).


نتعلم من تجربة أيوب، أن لكل تجربة نهاية.

لا توجد مشاكل أو متاعب في صعود إلي مالا نهاية. إنما المتاعب لها شكل هرمي، يصل إلي قمته ثم ينحدر.

ويعجبني قول أيوب في عمق تجربته: " قد علمت أن ولي حي، والآخر علي الأرض يقوم. وبعد أن يفني جلدي هذا، وبدون جسدي، أري الله "(أي 19: 25، 26). ولكن سمح الله له أن يراه، قبل أن يفني جلده، وقبل خروج روحه من جسده. فقال للرب " بسمع الأذن سمعت عنك، والآن رأتك عيني "(أي 42: 5).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
- عظمة أيوب وغنى أيوب لقداسة البابا شنودة الثالث
- بلد أيوب لقداسة البابا شنودة الثالث
أصحاب أيوب لقداسة البابا شنودة الثالث
انسحاق أيوب وانتهاء التجربة
التجربة على الجبل كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 01:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024