|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فـــــي المرقسية.. حين فرق الانفجار شمل 5 من عائلة وديع تقليد عائلي ورثوه؛ للحفاظ على جذور الوصال فيما بينهم، التجمع بعد قداس أحد الشعانين في البيت الكبير، لتناول الفطور سويًا، والحديث عن صلاة اليوم، لكن هذا التقليد الذي اتبعه وديع صالح وعائلته "من يوم ما وعينا على الدنيا"، انقطع الأحد الماضي بشكل مُفزع. تصاريف القدر ذهبت بوديع لكنيسة العذراء بسبب ظروف ما، لكن حوالي 10 من أفراد عائلته صلّوا بالمرقسية، التي اعتادوا الذهاب لها منذ أكثر من 20 عامًا. كُل يحمل سعفته، عند المرقسية تفرقوا على وعد الالتقاء عندها مرة أخرى بعد القداس للذهاب لبيت العيلة في سيدي بشر. خلال الصلاة، عرف وديع بما حدث في كنيسة مارجرجس في طنطا، مرارة حّلت في قلبه، دعا الله أن يخفف من آلام هذا العيد، وهو لازال ينتظر موعد التقائه بعائلته إلى أن سمع صوت "فرقعة كبيرة"، من المرقسية التي تبعد حوالي 3 كم عن كنيسة العذراء، ذهب للكنيسة المُصابة "كان منظر ربنا ما يوّريه لحد"، بدأ رحلة البحث عن أقاربه حتى جاءه اتصال هاتفي "الحق ولاد خالك اتصابوا وراحوا على مستشفى الميري". هرول وديع على المستشفى، وجد ثلاثة من أقاربه فارقوا الحياة، وأصيب اثنين؛ لم تسلم أسرة ابن خاله ميلاد نظيم من هذا الحادث، توفى رب الأسرة الستيني "ميلاد"، فيما أصيبت زوجته الأربعينية صباح رزيق، رفقة ابنته يوستينا، صاحبة الـ13 ربيعًا. لا تزال صباح في المستشفى تتلقى العلاج، بينما خرجت صغيرتها يوستينا بعدما استقرت حالتها. آلام فوق الآلام تسكن نفوسهم وأجسادهم بعدما علموا بوفاة الأب، لا تقوى السيدة الأربعينية على الحديث لكن "الحزن اللي في عينيها بيتكلم". حصدت الفاجعة روحي بيشوي عبد الملاك، وحنان لمعي، أقاربه أيضًا، يتذكر كيف حمل بيشوي السعف في فرح بطريقه للمرقسية، وهو لايزال ابن الـ16 عامًا، بينما تحدثه والدته بأن عليه شراء "لبس العيد"، لكنه رد "مش هجيب السنة دي، أنا عندي لبس هقضي بيه وخلاص"، يُردد وديع هذا الحديث الأخير الذي سمعه منه الصغير "كإنك كنت حاسس يا حبيبي". يتذكر وديع بأسى الفطار الصيامي الذي أعدوه لتناوله بعد القداس، ولم يُمّس حتى الآن، لا يكاد يقول كلمة إلا ويتبعها بحمد الله "هما في مكان يتمناه أي حد، بس أنا حزين على فراقهم"، وبثبات يقول "وأنا بلبسهم الكفن كانوا بيبتسموا ووشهم منوّر، يا بختهم". في عيد شم النسيم المُقبل، كان من المفترض أن يجتمع شمل العائلة في خطوبة ابنة عمهم، لكن الحادث الإرهابي تسبب في تأجيله، رغم ذلك اتفق الأقارب أن يحافظوا على عادتهم الأصيلة "هنروح نقضي اليوم ده في الدير اللي اتدفنوا فيه، عشان ميغيبوش عن لقيانا". هذا الخبر منقول من : مصراوى |
|