منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 09:08 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

المقطع الأول: سفر التكوين 6 : 5 – 22 + 7 : 1 – 5.

" ورأى الرب أن مساوىءَ الناس كثرت على الأرض، وأنهم يتصورون الشر في قلوبهم ويتهيأون له نهاراً وليلاً. فندمَ الرب أنه صنع الإنسان على الأرض وتأسف في قلبه. فقالَ الرب: " أمحو الإنسان الذي خلقت عن وجه الأرض... أمَّا نوح فنالَ رضى الرب... كان نوح في زمانه رجلاً صالحاً لا عيبَ فيه، وسلكَ نوح مع الله... فقالَ الله لنوح: " جاءت نهاية كل بشر ... فاصنع لنفسك سفينة من خشب السرو واجعلها غرفاً... ها أنا آتٍ بطوفان مياه على الأرض لأزيل كل جسد فيه نسمة حياة ... لكني أقيم عهدي معك، فتدخل السفينة أنتَ وبنوك وامرأتك ونساء بنيك... وعمل نوح بكل ما أوصاه به الله. نعم هكذا عمل. وقال الله لنوح: " أدخل السفينة مع جميع أهل بيتك، لأني رأيت أنكَ وحدك صالح في هذا الجيل... فعملَ نوح بكل ما أوصاه الرب ".



المقطع الثاني: سفر التكوين 18 : 20 – 21 + 19 : 12 – 26.

" وقال الرب لإبراهيم: " كثرت الشكوى على أهل سدوم وعمورة وعظمت خطيئتهم جداً أنزل وأرى هل فعلوا ما يستوجب الشكوى التي بلغت إليَّ ؟ أريد أن أعلم... وقال الرجلان للوط: " من لكَ أيضاً هنا ؟ إن كان لكَ أصهار وبنون وبنات وأقرباء آخرون في هذه المدينة، فأخرجهم منها. فهذا المكان سنهلكه، لأن الشكوى على أهله بلغت مسامع الرب فأرسلنا لنهلكهم. فخرج لوط وقال لصهريه الخاطبين بنتيه: " قوما اخرجا من هنا، لأن الرب سيهلك المدينة " فكان كمن يمزح في نظر صهريه... وبينما هما يخرجانه من المدينة قال له أحدهما: " أنجُ بنفسك. لا تلتفت إلى ورائكَ ولا تقف في السهل كله، واهرب اإلى الجبل لئلاَّ تهلك " ... فلمَّا أشرقت الشمس على الأرض ودخلَ لوط مدينة صوغر. أمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من السماء، فدمرها ... وألتفتت امرأة لوط إلى الوراء فصارت عمود ملح ".

وعملَ نوح بكل ما أوصاه به الله !!!

كذلك لوط عمل ما أوصاه به الرب !!!

كلمات بسيطة نوح ولوط عملا بما أوصاهما به الرب، وقد تقرأ هذه الكلمات وتمر عليها مرور الكرام، لكن نتائج عمل نوح ولوط بما أوصاهما به الرب كانت كبيرة جداً !!!

نوح أنقذ من الطوفان !!!

لوط أنقذ من دمار سدوم وعمورة !!!

" ... لكن إلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي " (إشعياء 66 : 2).

لماذا هذا الأمر الشديد اللهجة " المرتعد من كلامي".

هل يحب الله أن يتعامل مع أولاده أو مع من خلقهم، بطريقة تخيفهم أو ترعبهم ؟

بالطبع لا !!

لكننا لو استعرضنا معاً بعض الآيات:

" من استهان بالكلمة يهلك، ومن احترم الوصية يسلم " (أمثال 13 : 13).

" فرائضك نور لي، وهي مصدر مشورتي... أنا أعقل ممن علموني، لأني أتأمل فرائضك، وأكثر من الشيوخ فهماً، لأني أحفظ أوامرك... كلامك سراج لخطواتي، ونور يا رب لطريقي ... يسلم الذين يحبون شريعتك، لأن لا شيء به يعثرون " (مزمور 119 : 24، 99 – 100، 105، 165).



" هنيئاً لمن لا يسلك في مشورة الأشرار... بل في شريعة الرب مسرته وبها يلهج نهاراً وليلاً. فيكون كشجرة مغروسة على مجاري المياه، تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل ... " (مزمور 1 : 1 – 3).



سأكتفي بهذا القدر من الآيات التي تملأ الكتاب المقدس والتي تتكلم عن أهمية كلمة وشريعة الرب، ولكننا لو تأملنا بهذه الآيات التي أوردناها لأدركنا بشكل دقيق قصد الله في السبب الذي يجعله ينظر إلى من يرتعد من كلمته كما جاء في سفر إشعياء، دائماً قصد الله نحونا إيجابي، دائما يريد لنا الخير، فهو بالطبع لا يقصد من خلال طلبه منا أن نرتعد من كلمته تخويفنا، إنما دائماً لخيرنا، لأنه يعلم خطورة الاستهانة بكلمته، ويعلم بركات وخيرات احترام وصاياه والعمل بها، فهو إله كل نعمة صالحة، وبنفس الوقت هو إله كليّ القداسة !!!

وليعطنا الرب في هذا الصباح نعمة في عينيه لنتعلم درساً جديداًً يزيد حياتنا بركة وخير وثمر، ويحمينا من خطط مملكة الظلمة، ويحمينا أيضًا من نتائج الاستهانة والاستهتار بكلمة ووصايا الرب.



أحبائي: يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، الإصحاح السادس والآيات (7 – 8) " لا تخدعوا أنفسكم: هو الله لا يُستهزأ به، ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد: فمن زرع في الجسد حصدَ من الجسد الفساد، ومن زرع في الروح حصدَ من الروح الحياة الأبدية "، أراد بولس أن ينبه أهل غلاطية بطريقة لا تقبل الشك أو الجدل، أن الله جدّي وقدوس ولا يُشمخ عليه أو يُستهزأ به، فلا توجد صدفة في حياة المؤمن، ولا توجد أمور تحدث للمؤمن إطلاقاً من دون سبب، فبولس ينبهنا قائلاً: " لا تخدعوا أنفسكم، ما تزرعه ستحصده "، واسمح لي في هذا الصباح أن ألفت نظرك اليوم إلى هذا الأمر، وهو ضرورة أن يكون لكلمة الرب ووصاياه سلطان مطلق على حياتك وأن أنبهك أن كل استهانة او استهتار بكلمة الرب، أكانت صغيرة أم كبيرة ستكون لها نتائج، وهدفي من هذا التأمل وهذه التنبيهات، هو هدف إيجابي، وهو نفس هدف الرب، فالرب لا يقصد أبداً من خلال إعطائنا أوامره وتوجيهاته أن يخيفنا أو أن يهددنا، بل كأب محب وحنون يريد أن يعلمنا ويهدينا الطريق الصحيح لنعيش حياة مملؤة بالخير والبركة والثمر الكثير.



تعالَ نتأمل معاً في القصة الأولى:

فلك نوح.

قال الله لنوح : " جاءت نهاية كل بشر فالأرض امتلأت عنفاً على أيديهم، وها أنا أهلكهم مع الأرض ".

تقول الكلمة أن الأرض فسدت وامتلأت عنفاًً لأن كل بشر أفسد سلوكه فيها وماذا كانت النتيجة ؟ الله قرر أن يأتي بطوفان مياه ليزيل كل جسد فيه نسمة حياة ...... ما يزرع الإنسان يحصد، إنه الله لا يُشمخ عليه !!!

أمّأ بالنسبة لنوح فلقد كان الوضع مختلفاً، لماذا ؟ لأن الكلمة تقول: " كان نوح في زمانه رجلاً صالحاً لا عيبَ فيه، وسلكَ نوح مع الله " ولكن الأهم من كل هذا ما ذكرته الكلمة مرتين:

" أن نوح عملَ بكل ما أوصاه الرب "

وماذا كانت النتيجة ؟

النجاة من الطوفان، ومن نسله أتت الخليقة الجديدة بعد هذا الطوفان ...... ما يزرع الإنسان إياه يحصد، إنه الله لا يُشمخ عليه !!!

تعالَ نتأمل أكثر في هذه القصة.
هل تعتقد أن الله يفرق في تعامله مع خليقته ؟ أو يميز شخص عن آخر ؟
أنا لا أعتقد ذلك، فهذه ليست صفاته، وليست ما تخبرنا عنه الكلمة، فبكل تأكيد أن الله أنذر الناس أيام نوح مراراً وتكراراً بضرورة العودة عن شرورهم، كما أنذر نوح، لكن الناس بكل تأكيد لم تتعظ كما فعلَ نوح، وكذلك أعتقد أن الناس عندما رأوا نوح يبني الفلك، وعرفوا السبب، استهزأوا منه، ولم يتعظوا أيضاً، لا بل رأوا الشمس شارقة، لا غيوم ولا رياح ولا بروق أو رعود، فكيف يأتيهم هذا الإنسان نوح بأخبار طوفان، إنها أخبار غير واقعية، وغير مطابقة لأفكارهم، فرفضوها ورفضوا كلمة الله واستهانوا بوصاياه، فجاء الطوفان بوقت لم يحسبوا له حساباً وأهلك الجميع !!!


عزيزي: حذار حذار حذار من أن يتكرر معك هذا، حذار أن يكون الله ينبهك من أمور وأمور، ويستخدم معك طرقه المحبة في البداية، من خلال تبكيت الروح القدس، أو من خلال عظة معينة تسمعها، أو من خلال مشورة من أخ لكَ، وأنت تدير لهُ ظهرك، متكلاً على الأمور المحيطة بكَ، وترى أن كل شيء جيد، تتمتع بسلام وببركات وبفرح عظيم وراحة وصحة جيدة، ولا شيء يوحي بأن الله سيؤدبك، متكلاً على أحاسيسك ومشاعرك، وليس على كلمته وتوجيهاته ووصاياه، ناسياً الكلمة التي تقول: " أم أنكَ تستهين بعظيم رأفته وصبره واحتماله غير عارف أن الله يريد برأفته أن يقودك إلى التوبة، لكنكَ بقساوة قلبك وعنادك تجمع لنفسك غضباً ليوم الغضب... " (رومية 2 : 4 – 5).



عزيزي: إن كان الله يعطيك فرصاً، ويحنو عليك فلأنه يحبك، لكن حذار أن تكمل في هذه الطريق، فكلمة الله واضحة بما تقوله، ما تزرعه ستحصده !!!

فلو لم يطع نوح الله، ويبني الفلك ويصعد إليه، لكان بكل تأكيد ذهب مع الطوفان !!!

وأعود وأذكرك أن هدف الرب من قصة نوح أن يشير إليك ويشجعك للصعود في فلك النجاة، وليس البقاء على الأرض والموت بالطوفان، فهو دوماً محب ودوماً إيجابي، قصده خير ورحمة يتباعننا كل أيام حياتنا، إنه إله كل نعمة صالحة، وأيضاً إله قدوس يكره الخطيئة. إنه الموقع الأول، فهل تستخدم الفلك للنجاة ؟ أم الطوفان للهلاك؟



والآن معاً إلى القصة الثانية:

خراب سدوم وعمورة.

وها نحن نقرأ ما يقوله الرب لإبراهيم:

" كثرت الشكوى على أهل سدوم وعمورة وعظمت خطيئتهم جداً، أنزل وأرى هل فعلوا ما يستوجب الشكوى التي بلغت مسامعي ؟ أريد أن أعلم ".

(تك 18 : 20 – 21).



ولو تابعنا القصة لعلمنا أن الرب لم يجد عشرة أبرار في المدينة ليعفوا عنها !! كم هو دقيق وحنون ومحب إلهنا، إسمعه معي يقول: " أريد أن أتحقق بنفسي هل هناك ما يستوجب الشكوى على سدوم وعمورة "، قبل أن يأخذ قراره الأخير بخرابهما، لست أعلم كم هو الوقت الذي منحه الرب لسكان هاتين المدينتين قبل قراره النهائي، لكنني أعتقد أنه كان وقتاً طويلاً، لأن الكلمة تخبرنا عن صفات الله وتقول أنه رحوم، طويل الآناة وبطيء عن الغضب.

واقرأ معي ما قاله الملاكان للوط :

" أخرج أنت وأصهارك وبنوك وبناتك لأننا سنهلك المكان فالشكوى على أهله بلغت مسامع الرب فأرسلنا لنهلكهم " (تك 19 : 12 – 13).

وكم كان مؤسفاً أن لوط لم يستطع أن يقنع صهريه بالخروج لأن الكلمة تقول: " كان كمن يمزح في نظر صهريه ".

كان لوط باراً ؟ نعم، هكذا تقول الكلمة أيضاً، لكنَ شهادته لم تكن مؤثرة، لم يكن مشتعلاً للرب، لذلك كان كالمازح في أعين صهريه، وكانت النتيجة مدمرة، وهي هلاك صهريه مع سدوم وعمورة، لم يستطع أن ينقذهما !!!

حذار عزيزي أن تكون مثل لوط، مازحاً في أعين المحيط الذي تعيش فيه لنفس الأسباب العائدة للوط !!!

أمَّا لوط وبسبب شفقة الرب عليه، أخرجاه الملاكان مع امرأته وبنتيه إلى مدينة صغيرة تُدعى " صوغر " واوصياه: "أنجُ بنفسك. لا تلتفت إلى ورائك ولا تقف في السهل كله، وأهرب إلى الجبل لئلا تهلك "، تنبيه دقيق من الملاك. وهكذا عندما دخل لوط وعائلته مدينة صوغر، أمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من السماء فدمرهما، وهنا إلتفتت امرأة لوط إلى الوراء فصارت عمود ملح. لم تطع أمر وتوجيهات الرب .

النتيجة الموت المحتم ........عمود ملح !!

أمَّا لوط وابنتيه فقد أطاعوا أمر الرب فنجوا بأنفسهم. وهنا لا بد من طرح هذه المسألة المعقدة التي تعترض حياة كافة المؤمنين. لو كنتَ موجوداً أيام لوط، وسمعتَ بموت إمرأته، دون معرفتك الحقيقية بالأسباب، ستسأل بكل تأكيد أين الحماية يا رب ؟ ولماذا سمحتَ أن تموت هذه المرأة ؟ وتكتئب، ويهتز إيمانك بالله، ويعتريك الخوف، وقد تقول أن أولاد الرب يموتون في حوادث كهذه مثلهم مثل سائر الناس، نعم أحبائي إن هذه الأسئلة ترافق كافة المؤمنين حول الكرة الأرضية كلها، فعندما يتعرض أحدنا لحادثة معينة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، أول ما يحصل معنا هي هذه التساؤلات، ونقع في دوامة هذه الأسئلة، وعندما نعجز عن التفسير، نقول إنها أمور صعبة ومعقدة قد لا نستطيع فهمها. لا وألف لا يا أحبائي، فأنا متأكد أن الروح القدس يريد في هذا الصباح أن يفهمنا ويعلمنا.



حماية الرب – بركات الرب – عطايا الرب، كلها مصدرها واحد .... نعمـة الـرب المجانية، نعم بكل تأكيد ... لكـــن كن ملتصقاً بالرب – أميناً له – ساهر على مراعاة فرائضه ووصاياه وتوجيهاته وتنبيهاته لكي تسمعها بدقة وتعمل بها بدقة متناهية لكي تحفظ حياتك ولكي تكون دائماً تحت الحماية والبركات والعطايا المجانية ... لقد قال الرب ليشوع: " إنما تشدد وتشجع لتحفظ جميع أحكام الشريعة التي أَمَرَكَ بها موسى عبدي وتعمل بها ، لا تحد عنها يميناً ولا شمالاً فتنجح حيثما توجهت. لا يغب كتاب هذه الشريعة عن فكرك، بل تأمل فيه نهاراً وليلاً لتحفظه وتعمل بكل ما هو مكتوب فيه فتستقيم حياتك وتنجح.

(يشوع 1 : 7 – 8).



وكن متأكداً أنه لو لم ينفذ يشوع توجيهات الله ووصاياه، لم يكن لينجح أو ليفلح في حياته وفي دعوته، دائماً تذكر أنه الله لا يُشمخ عليه ولا يُستهزأ به، فما يزرعه الإنسان إياه سيحصد!!!

ماذا لو نظرَ لوط إلى الوراء ؟

بكل تأكيد عمود ملح آخر !! ولذلك قال الرب: " إلى هذا أنظر ... إلى المرتعد من كلامي " ودائماً تذكر أن الرب إيجابي، لأن الإرتعاد من كلامه أفضل بكثير من أن تصبح عمود ملح !!!

أرجوك درّب نفسك أن ترتعد من مخالفة وصايا الرب وكلمته لكي تحيا وتتمتع بحمايته وبركاته وعطاياه واستخدامه لك طول الحياة. وها هو لوط يفعل كما فعلَ قبله نوح، يطيع الرب وينجو بحياته مع ابنتيه، ودائماً افتكر معي أن الرب محب وحنون، فهو لم يهدد لوط وعائلته بسدوم وعمورة، بل بالعكس، فمن أجلهم اوجد " صوغر" ، كان كل هدفه نجاتهم وليسَ هلاكهم، لكن شرط أن يطيعوا توجيهاته ودائماً لخيرهم.

إنه الموقع الثاني فهل ستهرب إلى " صوغر " للنجاة ؟ أم ستبقى في سدوم وعمورة للهلاك ؟ أم ستقف بين الاثنتين، بين صوغر وسدوم وعمورة وتنظر إلى الوراء وتصبح عمود ملح ؟

لا ليسَ كلاماً قاسياً، ولا صعباً ولا هو صورة خاطئة عن الله، إنه كلام من الكتاب المقدس الذي كُتِبَ لخيرنا، ألم يقل بولس الرسول لتيموثاوس" كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر " (2 تي 3 : 16)، ألم يقل بولس أيضاً لأهل كورنثوس: " من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون، لأننا لو حكمنا على أنفسنا لما حُكِمَ علينا، ولكن إذ قد حُكِمَ علينا، نؤدب من الرب لكي لا نُدأن مع العالم ".

( 1 كور 11 : 30 –32).



نعم ينبغي أن نحكم على أنفسنا، ينبغي أن نكون مدققين في كل شيء، الصغيرة قبل الكبيـرة، وكيفَ نفعل ذلك ؟ ليس بأن نقسو على أنفسنا، ولا بأن ننحرف باتجاه التدين والناموسية، بل فقط أن ندرس كلمة الله، نخبأها في قلوبنا، نجعلها صديقتنا اليومية، نلهج بها نهاراً وليلاً، نعلمها لأولادنا لنحميهم من العالم وروح العالم، نسمع وصايا الرب ونعمل بها، نعطي كلمة الله السلطان المطلق على حياتنا، كما ذكرنا في المقاطع الكتابية التي أوردناها أولاً والتي أشجعك أن تقرأها ثانيةً. وأشجعك وأرجوك أن تكون من المرتعدين من كلام الرب، لا سيما عندما يدعوك إبليس أو التجربة لكي تخالف أو تستهين بهذا الكلام. وقد تسألني هل بمجـرد أن أعصـى كلمـة الرب لمرة واحدة أو هل إذا ضعفت إرادتي لأسباب معينة، ربما بسبب ضغط من العدو، تجربة قاسية وقوية .. قد يأتي عليَّ تأديب الرب ؟

أقول لكَ لا بكل تأكيد ليسَ هذا هو المقصود، وليسَ هكذا تعلمنا كلمة الله، فالكملة تقول: " إذا سقطت أقوم، وإذا اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، يسامحنا ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطايانا "، وكلنا لا بد أن نخطىء، لكن السؤال دائما يبقى موقف القلب، هل أنا أعطي الكلمة السلطان المطلق على حياتي، ولديَّ بداخلي إصرار أن أتبع الرب كل يوم وأحرص على إطاعة وصاياه والعمل بها دائما، هل مخافة الرب في داخلي وهي المهيمنة على كل تصرفاتي، هل عندما أقع، أقوم بسرعة وأتوب وأتابع المسيرة، أقول عن الأبيض أبيض، وعن الأسود أسود، لا أساوم ولا أبرر الخطأ، بل أدينه، أحكم عليه وأعترف به ؟



أحبائي: الرب دوماً إيجابي، وإن كان ينبهنا من خطورة الإستهانة بكلمته، فلأنه يحبنا ويريد أن يحمينا من مخاطر هذه الإستهانة لا بل أكثر من ذلك، فهو يريدنا أن نسمع ونطيع كلمته ونعمل بها لكي يمطر علينا بركاته وهباته المجانية.

أحبائي أريد أن ألفت انتباهكم في هذا الصباح إلى قداسة الله وجديته وعدم مساومته على كلمته. أريد أن ألفت انتباهك في هذا الصباح أنه لا يوجد لون " رمادي " في العلاقة مع الرب لا بل " أسود " أو " أبيض " فهو قال عندما كان على هذه الأرض: " من ليسَ معي فهو ضدي " أي بمعنى آخر لا يوجد أحد على الحياد، أمَّا مع الرب وأمَّا ضده، لا لأنصاف الحلول.

كلام الرب دقيق لا يقبل التأويل والجدل، اسمعه معي يتكلم إلى شعبه على لسان موسى في سفر التثنيـة، الإصحـاح 30 والآيات (15 – 18):

" أنظروا. ها أنا اليوم جعلتُ بين أيديكم الحياة والخير، والموت والشر. فإذا سمعتم كلام الرب إلهكم الذي أنا آمركم به اليوم... فأنتم تحيون وتكثرون وتنالون بركة الرب إلهكم... وأن زاغت قلوبكم عني ولم تسمعوا لي وضللتم وسجدتم لآلهة أخرى وعبدتموها، فأنا أخبركم اليوم أنكم تبيدون ولا تطول أيامكم في الأرض التي أنتم تعبرون الأردن لتدخلوها وتمتلكوها ".



كلام لا يقبل التأويل ولا الجدل، إمَّا البركات وإمَّا اللعنات، والحياة والخير أو الموت والشر بين أيدي كل واحد منا.

فلك النجاة أم الطوفان؟

سدوم وعمورة أم صوغر؟

ودائماً تذكر أن الرب محب وإيجابي، ويريد لكل واحد منا أن يكون في البركات وليس اللعنات، في فلك النجاة وليس الطوفان، وفي صوغر وليسَ سدوم وعمورة، وقد أوجدها كلها من أجلنا، فهل نسمع كلامه في هذا الصباح، نرتعد منه، نطيعه ونعمل به فننال كل خير وبركة ؟

وكلمة أخيرة في هذا الصباح، لا تتكل أبداً على أحاسيسك ومشاعرك، وتحكم على هذه الرسالة من هذا المنطلق، إن كان الكلام قد أعجبك أم لا، تصدقه أم لا، مقتنع به أم لا، إنها كلمة الله، تنبيهاته لكل واحد منا اليوم، بضرورة احترام الكلمة، فلا تستهين بها، إنه الله !!، محب جداً، وغفور جداً ؟ نعم بكل تأكيد، لكنه قدوس جداً وجدّي كثيراً، فأرجوك لا تلعب ألعاباً قد تؤذي حياتك.
رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2012, 09:31 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنا لن أترككم للهلاك
باب واسع يؤدي للهلاك
هل الله يعين ناس للهلاك؟
طائرات نظام الأسد تقصف موقعان على الحدود مع تركيا
طائرات نظام الأسد تقصف موقعان على الحدود مع تركيا


الساعة الآن 02:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024