منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2023, 12:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

كيفيـة إعداد التعاليم أو الـمعتقدات الكنسية بالنسبة للقديسة مريم




كيفيـة إعداد التعاليم أو الـمعتقدات الكنسية بالنسبة للقديسة مريم
الذين يهاجمون الكنيسة لا يفهمون جيداً الفرق بين كيفيـة تطور و نشر أي تعليم أو عقيدة ما، فـما هو إلا إعادة إكتشاف لهـا ومن ثَمّ إعلان صحتهـا، وبين أي تغييـر في هذا التعليم أو العقيدة والـمسلّم لنـا من الرسل والذي إذا حدث دون سند من الوحي الإلهي أو التقليد الكنسي يُعتبـر حينئذاك باطل أو غير صحيح.
مـا من أحد يُنكـر أن حياة الإنسان لا تسير على وتيرة واحدة، فهى دائما في حالة نـمو وتجديد مستمر فينمو في حياتـه الروحيـة ويزداد فهـمه للأشياء كلـما تعمق في دراستهـا أو إختبارهـا. فإذا طبقنا ذلك على الإيمان والذي يقوم على بشارة السيد الـمسيح والرسل والكنيسة، ولقد تبلور هذا الإيـمان في الأجيال الأولى للـمسيحية في صيغ عقائديـة وألفاظ وتعبيرات لاهوتيـة، وأنظـمة تقويـة تعبر عنـه وتحتفل بـه وتنقله للأجيال، وعلى الكنيسة أن تساعد أبنائهـا على النمو في التعمق في الإيمان ومعايشته بطريقة صحيحة تبنى حياتهم الروحية وعلاقتهم بالله والقريب والـمجتمع.
ولكي نتفهـم كيف تقوم الكنيسة بدورهـا هذا لابد أن نتعرّف أولاً على بعض الـمصطلحات
الأساسيـة عن: الوحي الإلهي، الإيـمان، نقل الإيـمان، طقوس العبادة، التعليم الكنسي، وقوانين الكنيسة:
الوحي الإلهـي
هو إعلان الله عن ذاتـه وعطيّـة توضيح ذاتـه للبشر، ففى العهد القديم كان ذلك عن طريق عمله بواسطة من اختارهم من الأباء والأنبياء، وفى العهد الجديد كان ذلك في شخص يسوع الـمسيح كما جاء في رسالة القديس بولس الرسول:”إن الله الذي كلّم الآباء قديمـاً في الأنبياء كلامـاً متفرق الأجزاء مختلف الأنواع كلّمـنا أخيراً في هذه الأيام في الإبن …هو ضياء مجده وصورة بهائه وجوهره وضابط الجميع بكلمة قوتـه”(عبرانيين1:1-3).
وفى شخص السيد الـمسيح إكتمل الوحي الإلهي، ولقد إنتقل الينا هذا الوحي بواسطة الكتاب الـمقدس الـمُلهـم من الله، والتقليد الـمستمر في شعب العهد القديم ثم في كنيسة العهد الجديد بـمعونـة وإرشاد الروح القدس.
الإيـمان –هو جواب الإنسان على نداء الله، ويسجل الكتاب الـمقدس إختيارات الإنسان. ويقوم الإيـمان عامـة على التصديق والطاعـة والثقـة باللـه.
نقـل الإيـمان: آمن الرسل بإعلان الله عن ذاتـه في شخص السيد الـمسيح وكان إيمانهم تصديقا وطاعـة. ولقد إنتقل الإيمان أولاً بالبشارة الشفهيـة وقدوة الحياة وكان ذلك في زمن الرسل، ثم انتقل بعد ذلك للأجيال التاليـة عن طريق الكتاب الـمقدس والتقليد الكنسي.
فالكتاب الـمقدس بعهديـة القديم والجديد هو مُوحى بـه من الله كما جاء في رسالة الرسول
بولس:”الكتاب كلّه قد أوحـى به من الله وهو مفيد للتعليم وللحجاج وللتقويم وللتهذيب
بالبِـر”(2تيموثاوس16:2).
أما التقليد الكنسي فهو نقل وتسليم وديعة الوحي الإلهي، الـمكتمل في السيد الـمسيح، من
الرسل لخلفائهم، بمعونـة الروح القدس، بصفة مستمرة سواء أكان تعليم أو طقس (نظام
أو ترتيب) ديني كتابـة أو شفاهـةً أو إستعمالاً.
فى العهد القديم وقبل أن يُعطي الرب الشريعة الـمكتوبـة، تناقل الأبـاء من آدم وحتى موسى النبي الوصايـا والشرائع والتى كان يُـمارسها الأبـاء طوال 14 قرن من الزمـان حتى أن الله قد أوصى موسى قائلاً:” إنـما إحتـرس واحتفظ لنفسك جداً كي لا تنسى الأمور التى رأتهـا عيناك ولا تزول من قلبك كل أيام حياتك بل علّـمها بنـيك وبنـي بنيـك”(تثنيـة الإشتراع9:4).
وفى العهد الجديد مضت مدة طويلـة لـم تكن هناك فيهـا أناجيل مكتوبـة ولا رسائل متداولـة بين الـمؤمنيـن، وكان الناس يتلقون الإيـمان كلـه أو أي تعليـم عن طريق التقليـد.
أن التقليد الكنسي إمـا وضعه الرسل أنفسهم أو ما وضعه آباء الكنيسة في عصورها الأولـى والذي انتقل إلينـا بواسطة الطرق الآتـية:
i)) البشارة الشفهيـة
(ii) التعليـم الـمسيحي الـمكتوب
(iii) الصلاة وطقوس العبـادة
(iv) الـتعمق الروحي والـمثل الصالح
و (v) القوانيـن الكنسية
البشارة الشفهيـة: وذلك حسب ما جاء في رسائل القديس بولس والقديس يهوذا:
– تـمّسك بصورة الكلام الصحيح الذي سـمعتـه منّي في الإيـمان والـمحبـة التى في الـمسيح يسوع”(2تيموثاوس13:1).
– “وما سمعتـه منّي لدى شهود كثيرين استودعـه أناساً أمناء أهلاً لأن يُعلّموا الآخريـن”(2تيموثاوس2:2).
– “فإنـى سلّمت إليكم أولاً ما تسلـمته أن الـمسيح مات من أجل خطايانا”(1كورنثوس3:15).
– “فاثبتوا إذن أيهـا الأخوة وتمسّكوا بالتقاليد التى تعلّـمتموها إمـّا بكلامنا وإمـّا برسالتنـا”(2تسالونيكي14:2) .
– “ثُمّ إنـّا نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع الـمسيح أن تتجنبوا كل من لا يسلك من الإخوة على خلاف الترتيب بغير مقتضى التقليد الذي تسلّموه منـّا”(2تسالونيكى6:3).
– “فلذلك يجب علينـا أن نُواظب على ما سـمعنـاه أشّد مواظبـة لئلا يسرب من
قلوبنـا” (عبرانيين1:2).
– “أعظكم أن تجاهدوا للإيـمان الذي قد سُلّم للقديسين”(يهوذا3).
ولقد عاشت الكنيسة الأولـى مدة من الزمن قبل كتابة الأناجيل والرسائل على تلك التعاليم والأنظمة التى تلقوها من الرسل مباشرة أو من خلفائهم. فلم يذكر العهد الجديد كل ما فعلـه السيد الـمسيح ولا كل مـا قالـه، إنـما الذي حدث هو أن الإنجيليـن الأربعـة إختاروا بعض أقوال الـمسيح كما كتب يوحنا الإنجيلي:”وأشياء أُخر كثيـرة صنعهـا يسوع، إن كُتبت واحدة فواحدة فلست أظن أن العالـم نفسه يسع الكتب الـمكتوبـة(يوحنا25:21)، وأيضاً قال:”وآيات أخر كثيرة صنعهـا يسوع قدّام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب، وأمـا هذه فكُتبت لتؤمنـوا أن يسوع هو الـمسيح، ولكى تكون لكم إذا أمنتـم حياة بإسـمه”(يوحنا30:21-31).
التعليم الـمسيحي – كوصيّة السيد المسيح للرسل:”علّـموهم أن يعملوا بكل ما أوصيتكم به”(متى20:28)، وحسبما جاء عن بولس وتيموثاوس انهما كانا يسلّمان ما كان يحكم به الرسل “ولما كانا يجتازان في الـمدن سلّما إليهم القضايا التى حكم بها الرسل والكهنة الذين بأورشليم ليحفظوها فكانت الكنائس تتثبّت في الإيـمان وتزداد عدداً كل يوم” (اعمال الرسل 4:16-5).
(ت) الصلاة وطقوس العبادة – كما جاء عندما أوصى بولس الرسول تلميذه تيطس قائلاً: “إنـي إنـما تركتك في كريت لترتيب الناقص وتُقيـم كهنـة في كل مدينـة كـما عيّنت لك”(تيطس5:1) وهذا لدليل على تسلّم تيطس لطقوس رسامـة الكهنـة أو الصلوات من القديس بولس شخصيـاً.
ان الصلوات وطقوس العبادة قد وُضعت عامـة بما يناسب الأزمنة والأمكنة، ولقد تطورت بـمرور الوقت حتى وصلت إلينـا بالصورة التى نمارسها عليـه حاليـا، لذلك نجد
تنوع طقسي غني للإحتفال بالأسرار الـمقدسة، فصلاة القداس الإلهـي مثلا يوجد عدة ليتورجيات او صلوات او صيغ كالقداس القبطي أو البيزنطي، والذي قد يختلف الواحد عن الآخر نظرا لإختلاف الـمكان والثقافة والحضارة ولكن الجوهر في الجميع هو واحد.
التعمق الروحي والـمثل الصالح– كوصية بولس الرسول لتلميذه “واظب على القراءة..وعلى الوعظ والتعليم”(1تيموثاوس 13:4)، و”تأمّل في ذلك وكن عليه عاكفاً ليكون ترقّيك واضحاً للجميع”(1تيموثاوس15:4)، فيتذكر الـمؤمنون ما قد سمعوه ورأوه ولـمسوه من مرشديهم.
قوانيـن الكنيسة – وهى تلك الأنظـمة التى تدبر بها السلطة الكنسية حياة أبنائهـا من حيث الأشخاص والكنائس والعبادة والواجبات والحقوق والأمورالـمقدسة. ولنا مثال في بداية حياة الكنيسة قرر الرسل أنظمة وقوانين لبعض الأمور العملية (مجمع أورشليم –(أعمال الرسل 15)، ذبائح الأوثان (1كورنثوس8). وهذه القوانين لا تدخل مطلقاً في دائرة العقائد وإنـما تنظم التعامل العملي معهـا. إذن يـمكن القول حسبما أعلن الـمجمع الفاتيكاني الثاني (فى دستور الوحي الإلهـي رقم 9):”فالتقليد والكتاب المقدس يرتبطان ويتصلان معاً فكلاهما ينبعان من مصدر إلهي واحد وهما وحدة واحدة لا تتجزأ يهدفان الى غاية واحدة..ومن ثـم يجب قبول كل من الكتاب الـمقدس والتقليد ويجب تكريمهما بقدر متساو”.
طقوس العبادةهى الإحتفال بالإيـمان الـمسيحي في صلوات ومراسيم جماعية يشترك فيها تلاميذ الـمسيح ويعلنون عن إيمانهم الـمشترك والرباط الروحي الذي يربطهم ويتجددون وينمون في ثباتهم في الـمسيح لكي يأتوا بأثـمار تليق بكرمـة الرب.
التعليـم – بالإيـمان نجاوب على الوحي الإلهي، وبالكتاب الـمقدس والتقليد الـمقدس، تنـتقل وديعة الإيمان، وبالطقوس الـمقدسة نحتفل بأسرار الإيمان، وبالتالي يحتاج نقل الإيمان والإحتفال بـه إلى تعليـم، وللتعليم أشكال مختلفـة وهى تشمل: العقيدة، وقانون الإيـمان، والتعليم الـمسيحي، وعلم اللاهوت.
  • العقيدة: يُشير تعبير “عقيدة” إلى الأفكار والمبادئ الأساسية التي لا غنى عنها
في تقليدٍ ديني معيّن. في اللاهوت المسيحي العقيدة هي حقيقة موحاة من الله ومن شأنها أن ترسم الحدود الجوهرية للإيمان المسيحي. وهي إعلان الإيمان الـمسيحي في كلمات وعبارات محددة، تعبر عن حقائقه الجوهريـة، وتجمع الـمؤمنين في إيمان واحد مشترك، أساسه الوحي الإلهي، الذي تسلـمته الكنيسة في الكتاب الـمقدس والتقليد
الـمقدس.
شروط العقيدة:
  1. أن تكون حقيقة إيـمانيـة، أي يتضمنها الوحي الإلهي صريحاً أو ضمنيـاً، أو ترتبط إرتباطاً ضروريـاً بحقيقة من حقائق الوحي الإلهي.
  2. أن تعلنهـا السلطة الكنسية التعليـمية بصورة رسميـة.
  3. أن تفرض الإيـمان على الـمؤمنين للبقاء في شركة الإيـمان.
ولفهم هذا فمثلاً الصوم الأربعيني ليس عقيدة، بينما ألوهيـة السيد الـمسيح فهى عقيدة موجودة صريحاً في الوحي الإلهي، ومثلاً صلاة الجناز أو الصلاة بالأجبية ليست عقيدة بينما كلمة الثالوث الأقدس لتحديد سر الكيان الإلهي هو عقيدة موجودة صريحة وضمنياً في الوحي الإلهي، وواجب دفع العشور للكنيسة والفقراء ليست عقيدة بينما براءة العذراء مريم من كل خطيئة (الحبل بلا دنس) فهى عقيدة مرتبطة إرتباطاً ضرورياً بحقيقة الإمتلاء من النعـمة الـموجودة صريحاً في الوحي الإلهي.
أساس العقيدة هو الوحي الإلهي أي الكتاب الـمقدس والتقليد الكنسي، أمـا تحديد العقيدة وإعلانهـا فيأتي في الوقت الذي تراه السلطة الكنسية التعليـمية مناسباً لذلك وذلك عندما تظهر أراء ومعتقدات خاطئة ومخالفة للتعليم الإيماني الصحيح وهذا ما يُسمّى بالهرطقات والبِدع، وأيضا عندما تريد إيضاح حقائق الإيمان لتعين الـمؤمنين في تفهم الإيمان. وتستعين الكنيسة عند إعلان العقيدة وشرحها للـمؤمنين بالصلاة والتأمل والدراسة الجادة العميقة ومستندة الى معونة الروح القدس.
فعقيدة الثالوث الأقدس مثلاً جاء عنها إشارات غامضة في العهد القديم، ثم في بشارة السيد الـمسيح كانت إعلانات واضحة وأكيدة عن كل واحد من الأقانيم الثلاثـة الأب والإبن والروح القدس. ثـم جاءت تعاليم الرسل في عمق وتوضيح عن الإبن والروح القدس، ثم جاء التقليد وتعليم الكنيسة واستخدم كلمة “الثالوث” لتحديد العقيدة وتوضيحها بألفاظ الطبيعة والأقنوم.
في تاريخ المسيحية حُدِّدت العقائد بسبب الخلافات التي كانت تهدد الإيمان، وهكذا فقد كان للعقيدة دوراً في توضيح الإيمان القويم ضدَّ البدع. فالحقائق الايمانية الأساسية في قانون الإيمان موجودة من قديم الزمان وعاش المسيحيون بها في الأجيال الثلاثة الأولى
ويشمل قانون الإيمان الحقائق الإيمانية الأساسية وهي :
1 – وحدانية الله، إذ يبدأ بعبارة “بالحقيقة نؤمن بإله واحد ” .
2-عقيدة الثالوث القدوس ولاهوت كل أقنوم و عمله .
3- عقيدة التجسد و الفداء و الخلاص .
4- عقيدة المعمودية لمغفرة الخطايا .
5- عقيدة قيامة الأموات، و الحياة الأخرى في الدهر الآتي .
6- عقيدة المجيء الثاني للمسيح، حيث تتم الدينونة .
7- الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية .
ما زالت العقائد المسيحية التي حُددت في المجامع المسكونية الأولى في تاريخ الكنيسة، مقبولة من معظم مسيحيي الشرق والغرب، على سبيل المثال العقيدة حول طبيعة المسيح التي حددها مجمع خلقيدونية (451 م). أما العقائد التي تلت الإنشقاق بين الشرق والغرب فتخص الكنيســة الكاثوليكية وحدها، وهي: عقيدة الحبــل بلا دنـس (1859 م)، عقيدة عصمة البابا (1870 م) وعقيدة انتقال العذراء (1950 م).
ولقد أعلنت الكنيسة الكاثوليكية العقائد في مجامع مسكونيـة وهناك 21 مجمعاً تم عقدها حتى يومنا هذا.
أهم الـمجامع الكنسية في الكنيسة الأولى[1]:
مجمع اورشليم ودخول الأمم إلى المسيحية: 49
/50م كما جاء في سفر اعمال الرسل (اعمال 11).
مجمع نيقية الأول ولاهوت المسيح ضد بدعة آريوس:
عُقدَ في مدينة نيقية عام 325 م، دعا إليهِ الإمبراطور قسطنطين الأول، وقد كان أول مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة. السبب في عقده كان الخطر الذي هدد وحدة الكنيسة بسبب البدعة الآريوسية المتعلقة بطبيعة المسيح. واشترك في هذا المجمع 318 أسقف من أصل 1800 كانوا موجودين في أنحاء الإمبراطورية آنذاك، وترأسه على الأرجح أوسيوس القُرطُبي.
أصدر المجمع قانون الإيمان النيقاوي، الذي قُبِل من الكنيسة كقانون يحدد إيمانها القويم بشأن ألوهية المسيح، مستعملاً التعبير “مساوٍ للآب في الجوهر”: . و لقد حدد المجمع بالإضافة إلى ذلك موعد عيد الفصح في الأحد التالي لعيد الفصح اليهودي. وأعطى لأسقف الأسكندرية سلطة على الكنيسة الشرقية تماثل سلطة أسقف روما البطريركية على كنيسة روما، ومن هنا نشأت البطريركيات.
مجمع القسطنطينية الأول وإعلان قانون الإيمان وألوهية الروح القدس: وهو ثاني المجامع المسكونية، عقد عام 381 م بدعوة من امبراطور الشرق ثيودوسيوس الأول. أدان الـ 150 أسقفاً المشاركون في المجمع عدة بدع مؤكدين صحة تعليم مجمع نيقيا الأول (325 م)، ووضعوا حداً للمناظرات الآريوسية، وحرموا البدعة المقدونية التي كانت تشك في ألوهة الروح القدس مؤكدين بأنه هو الله المعطي الحياة والأزلي مع الآب والابن. أصدر هذا المجمع قانون إيمان سُمّيَ بالنيقاوي القسطنطيني. كما اعترف بكرامة الكرسي الأسقفي القسطنطيني بعد مكانة كرسي روما.
قانون إيمان نيقيا والقسطنطينية “أؤمن باله واحد آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كلّ ما يُرى وكلّ ما لا يرى. أؤمن بربّ واحد، يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، ولد من الآب قبل كل الدهور؛ إله من إله، نور من نور، أله حق من اله حق،
مولود غير مخلوق، مساوٍٍ للآب في الجوهر؛ وبه خلق كل شيء. من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد من الروح القدس وولد من مريم العذراء، وصار انساناً.صلب من أجلنا في عهد بيلاطي البنطي، ومات وقبر. وقام في اليوم الثالث، كما جاء في الكتب، وصعد الى السماء، وجلس عن يمين الآب. وسياتي بالمجد لكي يحكم الأحياء والأموات، وليس لملكه انقضاء.أؤمن بالروح القدس، الرب المحي، المنبثق من الآب والابن، مع الآب والابن يسجد له ويمجّد، وقد تكلّم بالأنبياء. نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، أعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا.انتظر قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي آمين
مجمع أفسس وإعلان العذراء أم الله ضد بدعة نسطور: عُقد عام 381م وهو يعتبر ثالث المجامع المسكونية، عُقِد في أفسس بدعوة من امبراطور الشرق ثيودوسيوس الثاني وامبراطور الغرب فالنتينيانوس الثالث بهدف حل المشكلة التي قامت بسبب تعليم نسطوريوس بطريرك القسطنطينية، الذي رفض لقب “أم الله”، وذلك بسبب فكرته الكريستولوجية التي تركّز على كمال طبيعة المسيح البشرية لدرجة الفصل بينها وبين الطبيعة الإلهية؛ لهذا كان يدعو مريم “أم المسيح”، وكان يعتبرها أم يسوع الإنسان وليست أم يسوع الإله. هذا الاعتقاد لم يكن موافقاً لتعليم الكنيسة القائل بوحدة شخص يسوع الإله ـ الإنسان. تحت قيادة كيرلس أسقف الإسكندرية وبتأييد من البابا سيليستينوس الأوَّل، عُقِدَ المجمع دون انتظار أنصار نسطوريوس، فنحّى هذا الأخير من منصبه وأدان تعليمَه، وأكد وحدة شخص يسوع المسيح ذات الطبيعتين الإلهية والإنسانية وبالتالي أكَّد صحة لقب “أم الله” المنسوب إلى مريم والذي كان حاضراً مِن قبل في تقوى شعب الله. أما أنصار نسطوريوس فقد عقدوا مجمعاً مُعارضاً، لكن فيما بعد وفي عام 433 اتفق الفريقان على صيغة اتّحاد مؤقتة.
مجمع خلقيدونية وإعلان الطبيعتين في شخص الـمسيح ضد بدعة أوطيخا: رابع المجامع المسكونية، عُقِد عام 451 م بدعوة من امبراطور الشرق مارقيانوس بطلبٍ من البابا لاون الأول، وذلك لإصلاح ما ورد في مجمع أفسس المنعقد عام 449، ولإعادة النظر في قضية محاكمة أوطيخا واستنكاراً لبدعتهِ، وبالتالي لتحديد العقيدة المسيحانية. شارك في جلساتهِ السبعة عشرة التي بدأت في 8 اكتوبر وانتهت في 1 نوفمبر، نحو 600 أسقف، ذات أغلبية شرقية. أدان المجمع أوطيخا والمونوفيزية أي التعليم القائل بالطبيعة الواحدة في المسيح أي تلك الإلهية. وعزل ديوسقورس الإسكندريّ. كما أصدر في 22 اكتوبر /451الصيغة النهائية لمجمع خلقيدونية والتي كانت مستوحاة من احدى كتابات البابا لاون الأول (Tomus ad Flavianum) ومن رسائل كيرلس الإسكندري المُرسَلة إلى نسطوريوس. وهي تؤكد أن للمسيح طبيعتان إلهية وإنسانية، بلا اختلاط ولا تغيير، وبلا انقسام ولا انفصال.
بالإضافة إلى ذلك أصدر المجمع 27 قانوناً منظّماً للكنيسة ولسلطتها الهرمية ولتصرفات الإكليروس، لكن القانون الثامن والعشرون الذي كان يطلب لأسقف القسطنطينية حالةً مماثلة لأسقف روما، قد رُفض.
ب- قانون الإيـمان[2]: هو خلاصـة الحقائق والعقائد الإيمانيـة التى تؤمن بها الكنيسة
وتعلنها كجوهر الإيـمان الـمسيحي. وأهم قوانين الإيمان هى: قوانين أو تعاليم الرسل، وقانون الإيمان كما وضع في مجمع نيقيـة (351م) وما تم إضافتـه في مجمع القسطنطينية الأول(381م).
ج- التعليـم الـمسيحي[3]: هو تربية تلاميذ السيد الـمسيح على معرفة حقائق الإيمان
والحياة والسلوك بموجبها وهو ايضا البشارة بالمسيح وكما أوصى بولس الرسول تلميذه
تيطس قائلاً:”فتكلّم أنت بـما يليق بالتعليم الصحيح…واجعل نفسك مثالاً للأعمال الصالحة وتعليمك منزهاً عن الفساد وقوراً وكلامك صحيح لا يُلام عليه حتى يخزى الـمضاد”(تيطس1:2و7-8).
د- علم اللاهوت: علم اللاهوت هو علم البحث في الإلهيات والنمو في تفهم حقائق الإيمان والتأمل فيهـا ودراستها والتعمق فيها للتعرف على جوانب جديدة من كنوزها الخفيّـة. ويتفرع علم اللاهوت الى فروع متعددة حسب موضوعه فهناك علم اللاهوت العقائدي، وعلم اللاهوت الأدبي أو السلوكي أو الأخلاقي، وعلم اللاهوت الروحي أو النسكي، وعلم اللاهوت الرعوي، و علم اللاهوت الطقسي.
خلاصـة: ان الكنيسة وهى جسد السيد الـمسيح الحي (كولوسي24:1)، وهى الكرمة بأغصانهـا وفروعهـا(يوحنا5:15) التى تنمو وتزدهر أغصانها”حتى أن طيور السماء تأتي وتستظل في أغصانها”(متى31:13-32)، وهى تتعلـم من خبراتهـا وتسترشد بالروح القدس الذي قال عنـه السيد الـمسيح “فهو يرشدكم إلى جميع الحق”(يوحنا13:16)، وتستخدم سلطانهـا التعليـمي الـُمعطى والـمأخوذ مباشرة من السيد الـمسيح:”كل ما ربطتموه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً في السماء”(متى18:18)، وكما قال :”من سمع إليكم سمع لي”(لوقا16:10).
فلم تخترع الكنيسة الكاثوليكية أبداً او تستحدث عقيدة جديدة تخالف الحقائق الإيمانية كما تسلمتهـا من السيد والـمعلّم ومن الرسل وخلفائهم من بعدهم وهى تؤمن أنـه بـموت آخر الرسل (نحو سنة 100م) انتهت فترة نزول الوحي الإلهي (بإنتهاء كتابـة سفر الرؤيـا) والذي جاء في خاتمته:”فـمن زاد شيئاً على هذه يزيد الله عليه الضربات الـمكتوبـة في هذا الكتاب ومن أسقط من كلمات كتاب هذه النبّوة يُسقط الله نصيبـه من سفر الحياة ومن الـمدينة الـمقدّسـة ومـمّا كُتب في هذا الكتاب”(رؤيا يوحنا18:22-19)، وعليـه فلا يـمكن إستحداث أي عقيدة جديدة لم يأتِ بهـا الكتاب الـمقدس أو التقليد الكنسي الـمقدس.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هذا الكم الهائل من التعاليم الكنسية والتى هى من صنع البشر
الموت بالنسبة للقديسة مريم كان ضروريا كجزء من إنتصارها
الارتباط الاجتماعى يعنى العضوية الكنسية والخدمة الكنسية
إكرام مريم العذراء فمن خلال تلاوة الصلوات الكنسية
إعداد الخادم هو أمر حيوي في التربيه الكنسية


الساعة الآن 05:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024