30 - 07 - 2018, 03:00 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الإنسان موضوع بين طريقين
الإنسان موضوع بين طريقين
وما يختاره يحدد مصيره
[ٍاُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ – إشعياء 55: 6]
في الواقع الروحي حسب إعلان الإنجيل
فأن الله روح نقية شديدة الطُهر بما يفوق كل إدراكاتنا ومعرفتنا، وروحه يملأ الكون كله وبالأشياء كلها يُحيط، لهذا فهو عليم بكل شيء ويُدرك مشاعر الإنسان الظاهرة والخفية، ويرى كل ما في أعماق قلبه ويسمع صوته وما ينطق به لسانه، حتى همسه بل وصمته أيضاً لا يخفي عنه حركة قلبه وكثرة أفكاره، فأمام الله تنكشف النفس وتتعرى تماماً وتُعرف خفايا نيات الإنسان الدفينة عميقاً، الحاضرة القريبة والبعيدة في المستقبل، فبكونه فوق الزمن فأن الماضي والحاضر كلاهما لا يحجبا عنه الأسرار، فكل شيء حاضر أمام عينيه عُريان ومكشوف أمامه، فالذين يعيشون في النور واضحين أمامه كما الذين أيضاً يحيون في الظلام، لأن الظلمة لا تظلم لديه أو تستطيع أن تُخفي عنه شيئاً، لأن أمور البشر كلها بين يديه، سواء الأخيار منهم أو الأشرار والجاحدين.والإنسان موضوع أمامه طريقين،
طريق الحياة وطريق الموت، واختياره هو الذي يُحدد مصيره، فالله لم يصنع الموت، ولم يدعو أحد إليه لأن هلاك الأحياء لا يسره، فقد خلق كل شيء للبقاء وزينه بالكمال، فصار كل شيء حسناً حسب مسرته، إذ جعله سليماً خالياً من السم القاتل للنفس لكيلا تكون الأرض مملكة للموت، لأن التقوى لا تموت والبرّ والطهارة فرح ومسرة الأرض كلها.لكن الإنسان صنعة الخالق العظيم،
جلب على نفسه الموت بأعماله وأقواله، إذ استمع للحية وانخدع بمعسول كلامها تاركاً خلفه وصية الله الصالحة الكاملة، إذ قد حسب أن الحية حليفة لهُ فعضته وسرى سمها القاتل في كيانه، فأُصيب بشلل روحي عظيم وتسلطت الخطية على أعضاؤه بالموت، فصار إلى الفناء، وهو النصيب الذي استحقه، لأنه ثمرة أفعاله الطائشة، لأنه وثق في آخر غير خالقه.عزيزي القارئ انتبه واصغي لكلمات الحكمة حسب إنجيل خلاصنا:
الله خلق الإنسان ليحيا أمامه ويكون كاملاً مُزيناً بالقداسة التي بدونها لا يُعاين أحد الرب، وتمتد حياته للأبدية، لذلك صنعه على صورته الخالدة، ولكن بسبب حسد إبليس دخل الموت إلى العالم، فلا يذوقه إلا الذين ينتمون إليه وصاروا من حزبه، أي الذين يختارونه وتمتد إليه أيديهم لأنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور وطاعوا شهوات قلبهم المدنس بالخطايا والذنوب، فصاروا عبيداً محفوظين للهلاك الأبدي لأنهم من أب هو إبليس وشهوات أبيهم يريدوا أن يفعلوا، وهو قتالاً للناس منذ البدء. أما نفوس الأتقياء فقد اختاروا
طريق الحياة وسكنوا في ستر العلي، إذ أطاعوا الدعوة الإلهية بنطق المسيح الرب: توبوا وآمنوا بالإنجيل، وحينما سمعوا اتبعني، تبعوه بكل قلبهم، فنالوا الخليقة الجديدة وتبعوا الرب في التجديد، وصارت حياتهم مقدسة في الحق، يتطهرون دائماً بدم حمل الله رافع خطية العالم، يتغيرون عن شكلهم بتجديد أذهانهم مختبرين إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة يتغيرون لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح، يحتملون المشقات كجنود صالحين للمسيح ربنا لأن عندهم رجاء المجد، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله (عبرانيين 12: 2)، وسيرتهم صارت مكتوبة في السماوات التي منها أيضاً ننتظر مُخلصاً هو الرب يسوع المسيح (فيلبي 3: 20)، الذي وعد أنه سيأتي سريعاً.حقاً المتوكلون على الرب والطالبين اسمه بكل قلبهم،
سيفهمون الحق، مؤمنون بمحبته، يُلازمونه كقديسيه ومُختاريه الملتصقين به وصاروا معهُ روحاً واحداً، وتكون النعمة والرحمة لهم، أما الذين يحتقرون الحكمة ويرفضون التهذيب وتقويم النفس بالتقوى والبرّ والحياة بتواضع القلب، فرجاؤهم باطلاً وأتعابهم عقيمة وأعمال برهم لا فائدة منها، فانتبهوا وافحصوا نية قلبكم، واعرفوا في أي طريق تسيرون، طريق القيامة والحياة مثبتين دعوتكم للحياة الأبدية، أم طريق الموت والفساد، خاسرين نفوسكم.فاجلسوا مع أنفسكم في مخادعكم في جو الحضرة الإلهية
لتحددوا موقفكم بصراحة ووضوح – بكل صدق القلب – من عمل المسيح الخلاصي، أطلبوه بكل قلبكم – ليلاً ونهاراً بصبر عظيم – فستجدونه حاضراً بملء مجده، لأن هو الرب شافينا، ولا تضعوا في أذهانكم أنكم عرفتموه، لأن معرفته معناها أن حياته صارت فينا، والموت انطرد منا، أي اننا صرنا أحراراً بالحقيقة، نور في الرب، والعلامة أننا لا نحب الظلمة بل نبغضها ونرفض التعامل مع الخطية وإنساننا العتيق، لأننا نرفض أن نُستعبد لخطية أو نخضع لشهوة، والمحبة ملأت قلبنا فصرنا نحب المولود من الله طبيعياً، ونُحب العالم كله بلا تمييز، بل كما أحبه الله فبذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به بل تكون لهُ الحياة الأبدية، وصارت خدمتنا خدمة المصالحة: نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كورنثوس 5: 20)وإله السلام يُهديكم لطريق البرّ والحياة
ويُقَدِّسُكُمْ إِلَى التمام وَيَحْفَظُكُمْ سَالِمِينَ، رُوحاً وَنَفْساً وَجَسَداً، لِتَكُونُوا بلا لوم أو شكاية عند مجيء ربنا يسوع المسيح حسب وعده الذي وعدنا به، ولتكن معكم نعمة ورحمة وسلام من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح ابن الآب بالحق والمحبة آمين (2يوحنا 1: 3)
|