أسرار الكنيسة – لنيافة الانبا رافائيل
أسرار الكنيسة
الأنبا رافائيل
الخط الفكرى الأرثوذكسى الذى جعل المسيح يضع أسرار فى الكنيسة يرجع إلى الجذر الأصلى الذى هو أبونا آدم منذ الخليقة..
يعتقد البروتستانت أن من آمن بالمسيح أنه صلب فهو خلص هناك علاقة بين خلق الكائنات وخلق الإنسان:
- خلق الكائنات بكميات كبيرة كما يذكر سفر التكوين “لتفض المياه زحافات.. وليطر طير..”.
- طريقة خلق الإنسان: “نعمل الإنسان كصورتنا.. فيتسلطون..”.
كلمة (إنسان) مفرد أما كلمة (يتسلطون) جمع أى أن الله خلق الإنسان (المجموعة) كفرد.. يتكلم عن الإنسان كفرد ومجموعة (الفرد داخل الثالوث) “على صورة الله (خلقه)” (مفرد).. ذكراً مع أنثى (خلقهم)، (جمع) آدم داخل الثالوث خلق حواء فى آدم أى حواء محتواه فى آدم (صورة وسيلة إيضاح للثالوث) لذلك لما تجسد المسيح كان فى صورة رجل ليخلص كل البشرية فلو تجسد فى صورة امرأة كان خلص جنس النساء فقط لذلك الكهنوت من الرجال يعم كل البشرية ولا يسمح لكهنوت المرأة..
الإنسان مخلوق لأنه مخلوق فى آدم أما مولد فى الزمان.. أما المولود الوحيد الغير مخلوق هو المسيح لأنه مولود من الآب والأب خالق (المولود قبل الدهور) ربنا خلق كل الكيان البشرى فى شخص واحد هو آدم لكى تكون الخليقة كلها ممثلة فى آدم ولكن هل نجح آدم فى تحقيق خطة الله؟ نجد آدم قبل السقوط يعتبر حواء جزء منه أما بعد السقوط يقول عنها للرب “المرأة التى أعطيتنى” أى أن الخطية صنعت حاجزاً وانفصال بين آدم وحواء هذا الانفصال والانعزالية انتقل وتوارث للجنس البشرى من جيل إلى جيل.. لذلك قال قايين: “أحارس أنا لأخى” الله يعاتب الجنس البشرى.. آدم الذي خلقه داخل الثالوث تصدر منه تلك الإجابات: آدم عن حواء يقول: “المرأة التى أعطيتنى”.. وقايين عن أخيه يقول: “أحارس أنا لأخى”.. وأمام هذا الخطأ كان الله لابد أن يفعل واحدة من ثلاثة لكى يعيد وحدة الإنسان من جديد:
1- يتغاضى عن الأمر ويترك الإنسان فى خطأه وهذا مهين لله.
2- يهلك الإنسان ويعمل إنسان جديد وفى هذا عجز من الله ويتعارض مع محبته للإنسان وكأن الشيطان غلب.
3- يعيد صياغة الإنسان من جديد وهذا الأمر يحتاج إلى تمهيدات إعادة صياغة الإنسان كإعداد للوحدة معه:
فى البداية أعطاهم وصايا
لا تقتل..
تحب قريبك وتبغض عدوك..
لا تشته شيئاً مما لقريبك..
لذلك لما جاء المسيح لم يقل: لا تقتل.. لا تغضب.. إنما قال: كل من غضب على أخيه باطلاً.. أحبوا أعدائكم.. كل هذه تمهيدات للوحدة ليست الوحدة المعنوية إنما أن يكونوا فى آدم..
الإنسان مكون من جسد وروح.. أوحد أرواحكم كلكم فى روح واحد هو الروح القدس أما الأجساد فأجعلها كلها فى جسد واحد هو المسيح والمقصود هو التجسد.
لذلك كان لابد أن يكون الخلاص بالتجسد فقط ولا طريقة أخرى للخلاص لذلك تعمَّد أن لا يأخذ فى تجسده غير جسدنا “متحداً بنا” يشبه البروتستانت العذراء بعلبة مجوهرات والجوهرة هى المسيح أما عقيدة الأرثوذكس المسيح أخذ جسده من لحم ودم العذراء علامة الاتحاد بين اللاهوت والناسوت فى بطن العذراء.
جاء الكلمة فى بطن العذراء واخذ طبيعتنا وشاركنا اللحم والدم وشابهنا فى كل شئ وأصبح قريبنا إذ تشارك الأولاد فى اللحم والدم تشارك فيهم هو أيضاً وأعطى إمكانية لهذا الجسد أن يوحدنا داخله وأعطانا نحن إمكانية أن نكون داخل المسيح.. لذلك قد يتسأل البعض لماذا نرث الخطية لكننا لا نرث الخلاص؟
وما يطبقه أيضاً لماذا يعتمد الطفل الصغير المولود من أب وأم مسيحيين معتمد من الله للإنسان نحن كنا فى آدم لذلك ورثنا الخطية ولكننا لم نكن فى المسيح ساعة الصليب لكى نرث الخلاص لذلك يجب أن يعتمد كل واحد بإرادته وبذلك صرنا فى المسيح وصار المسيح رأس البشرية وبكر بين أخوة كثيرين لأنه أخذ مكان آدم وأشار إلي ذلك فى العهد القديم تفسير خروج عيسو قبل يعقوب ثم يعقوب أخذ البكورية.. هذا يعنى أن المسيح كائن قبل آدم ولكن لم يخرج بالجسد وأعطى الفرصة لآدم..
عيسو (آدوم) أى آدم (أحمر) لأنه أخذ من أديم الأرض التراب الأحمر فهو رمز لآدم والمسيح يرمز له يعقوب (نموذج لآدم وللمسيح) عيسو فقد البكورية لأنه أكل عدس.. آدم فقد البكورية لأنه أكل تفاح.
النموذج الثانى بين منسى وافرايم.. منسى (ينسى التعب) – أفرايم (كثير الثمر) عندما أراد يعقوب أن يباركهم كان يجب أن يضع يديه بحسب ترتيب الكبير يكون تحت يده اليمنى والصغير تحت يده الصغرى لكن حدث أنه نقل يديه على هيئة صليب الذى نقل البكورية من آدم إلى المسيح ولما أراد يوسف تعديل يديه قال: “علمت يا ابنى” أى يعلم أنه نقل البكورية.. آدم بكر منذ الخليقة ولكن المسيح هو البكر من جهة التدبير الذى فشل فيه آدم نجح فيه المسيح وهو أن يجمع الكل إلى واحد وهذا ما نجده فى (يو 17) المسيح كل رسالته الحب “الذى يحب قد أكمل الناموس”.. “أريد أن يكون الجميع واحداً فينا كما نحن”.. رسالة السيد المسيح كانت:
1- التعليم.
2- الصلاة من أجل الوحدة.
3- السر (المسيح عمل أسرار فى الكنيسة لكى يجمعنا).
سر المعمودية هو الذى يجعلنى عضو في الكنيسة مع بقية الأعضاء.. والميرون يدشنى.
سر التناول هو الذى يثبتنى فى المسيح.
البروتستانت علاقتهم هشة لأنهم لا يعتقدون فى الأسرار التى توحدنا مع بعض وهم لا يؤمنون بالقديسين.
جسد الإنسان مثل قالب طوب يغتسل بالمعمودية.. والحجر الأساسى هو جسد المسيح.. فهو المغناطيس الذى يجذب حوله كل المعادن.. نحن فى المسيح نكتسب صفاته.. والمونه التى تربط قوالب الطوب ببعض هى جسد المسيح ودمه والمحارة التى تعطى مجرى واحد للبناء هى الروح القدس.
أن نكون واحد فى المسيح.. كنيسة واحدة.. وبذلك تتكون الكنيسة (هيكل الرب) ليست حجارة وتحف إنما قدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة هذه التى قال عنها: “أنقض هذا الهيكل وأقيمه فى ثلاثة أيام”.. يوم خميس العهد وضع حجر الأساس الذى لهذا المبنى ونحتفل بعيد تدشين هذا المبنى يوم العنصرة حيث بدء الصلاة فى الكنيسة..
ونحن بداخل الخيمة إلى أن تكتمل بناء الكنيسة ويأتى المسيح يزفها للسماء كعروس مزينة..
عندما ينتقل الإنسان ينتظر فى الفردوس.. وندخل أخيراً جميعنا ليس كأفراد بل كنيسة وبناء واحد للسماء فى الآخرة لذلك يقول: “ليحتملوا” فى نهاية (عب 11) وأيضاً يقول: “بعد ذلك النهاية متى سلم الملك من الآب متى أبطل رياسته وكل سلطان وكل قوة.. لأنه يجب أن يملك ويضع العداء تحت قدميه” (1كو 24: 15-28).
المقصود بإخضاع كل شئ تحت قدميه أى الأب أخضع كل شئ تحت قدمى الابن.. والمقصود بقوله: “متى أخضع له الكل” أن البن هو الذى يخضع الكل له.. الأب يجذب والروح القدس يثبت فى المسيح.. الابن يجمعنا فيه ويخضع بنا للأب..
إذن البشرية أخضعت للأب.. فالمسيح (الابن) سيخضع (الخليقة البشرية فيه تخضع للأب).. إذن القصد من أسرار الكنيسة هو تحقيق الوحدة إلى أن نصل إلى الاتحاد الحقيقى فى النهاية الذى يخلو من الذات هو الذى نراه بين القديسين