رابح النفوس حكيم
أهم رسالة لنا في الحياة هي ربح النفوس. نربحها من حيث علاقتنا الطيبة بها. نربحها قبل كل شيء لله، فتصير له.
ولعل هذا ما قصده الرب، حينما قال لبطرس وأندراوس "هلما ورائي فأجعلكما صيادي الناس" (مت 4: 19). وهي نفس الرسالة التي عهد بها لتلاميذه، حينما قال لهم "وتكونون لي شهودًا.." (أع 1: 8).
والله هو أول رابح للنفوس.
ربحهم بالحب، بالسعي إلي خلاصهم، وإلي رد الضال منهم. وإصحاح 15 من لوقا يعطينا ثلاثة أمثلة عن ذلك: الخروف الضال، والابن الضال، والدرهم المفقود.. ومن أجل هذا، نقول عن الرب في ختام كل صلاة بالأجبية:
الذي لا يشاء موت الخاطئ، مثلما يرجع ويحيا. الداعي الكل إلي الخلاص، من أجل ربح الموعد بالخيرات المنتظرة.
الله، من أجل ربح النفوس لملكوته، أرسل الأنبياء والرسل لهدايتهم وقيادتهم إلي التوبة. وعين الرعاة، وأقام الخدام ورجال الكهنوت، لكيما يعدوا للرب شعبًا مبررًا، كما كان يوحنا المعمدان: الملاك الذي يهيئ الطريق أمامه.
وقد أعطانا السيد المسيح مثالًا عمليًا لربح النفوس.
وهكذا قيل عنه عن الكل قد سار وراءه (يو12: 19). عندما دخل أورشليم، ارتجت المدينة لقدومه. وعندما كان يدخل البيوت كانت تزدحم حتى لا يوجد موضع لقدم. وفي قصة شفاء المفلوج: بسبب الزحام لم يستطع أصحاب المفلوج أن يدخلوه، فنقبوا سقف البيت وأنزلوه (مر2: 4).وفي معجزة الخمس خبزات والسمكتين كان عدد الرجال – غير النساء والأطفال – خمسة آلاف.
ومن الأمثلة الرائعة لربح النفوس، القديس بولس الرسول: ذلك الذي قال "فإني إذا كنت حرًا من الجميع، استعبدت نفسي للجميع، لأربح الكثيرين. فصرت لليهودي كيهودي، لأربح اليهود، للذين تحت الناموس كأني تحت الناموس، لأربح الذين تحت الناموس.. صرت للضعفاء كضعيف، لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء، لأخلص على كل حال قومًا (1كو9: 19- 22).
صياد حكيم يلقي شباكه، ولابد أن يرجع بها مملوءة..
وهكذا كان السيد المسيح، الذي قيل عنه أنه كان يجول يصنع خيرًا (أع10: 38). كان يربح الناس بأنواع وطرق شتي: بالتعليم والكرازة، بالشفاء، بالعطف، بالحب، بالتأثير الشخصي، بكل نوع وأنت كيف تراك ستربح النفوس؟