منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 09 - 2024, 12:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

دراهِمُ مَفقُودَة




دراهِمُ مَفقُودَة.

"إنَّ إبنَ الإنسانِ قد جاءَ ليطلُبَ ويُخلِّصَ ما قد هلَكَ." (لُوقا 19: 10) هذا العَدَدُ هُوَ العددُ المِفتاحِيُّ في إنجيلِ لُوقا وفي بيانِ مُهِمَّةِ يسُوع المسيح. في الإصحاحِ الخامِس عشر من إنجيلِ لُوقا، سبقَ وتأمَّلنا بالقيمةِ التي أولاها يسُوعُ "للأشياء الضَّائعة" في هذا العالم. فمثَلُهُ عن "الأشياء الضائِعة" يُشيرُ إلى الفِداء الذي جاءَ المسيحُ ليمنَحَهُ لكُلِّ الضَّالِّين في العالم. ولقد تأمَّلنا بهذا المثَل في دِراسَةٍ سابِقة. إن كُنتَ تتذَكَّرُ، الإطار الذي أعطى فيهِ يسُوعُ هذا المثل كانَ حلقَتانِ واحِدَةٌ منهُما داخِلَ الأُخرى، تتشكَّلانِ من الناس الذين تحلَّقُوا حولَ يسُوع – أولئكَ الذين كانُوا ضالِّينَ وكانُوا يتشوَّقُونَ ليجدُوا غُفرانَ خطاياهُم، شكَّلُوا حلقَةً ضَيِّقَةً داخِليَّةً حولَ يسُوع، وأُولئكَ الذين كانُوا ذَوي بِرٍّ ذاتِي ورَغِبُوا بأن يُبقُوا أنفُسَهُم بعيداً عن الذين كانُوا يكسِرونَ النامُوس، هؤُلاء تراجَعُوا عدَّةَ خُطُواتٍ إلى الوراء وشكَّلُوا حلقَةً أوسَع حولَ الحلقةِ الدَّاخِليَّة حيثُ كانَ الخُطاةُ يخلُصُون.

كانَ مَثَلُهُ مُوَجَّهاً إلى الدَّائِرَةِ الخارِجيَّة، لأنَّهُ كانَ يُحاوِلُ في مَثَلِهِ أن يُفسِّرَ للدَّائِرَةِ الخارِجيَّة ماذا كانَ يحدُثُ في الدَّائِرَةِ الداخِليَّة. كانَ أيضاً يدعُو الحلقَةَ الخارِجيَّة للمُشارَكَةِ معَهُ في المُعجِزَةِ التي كانت تحدُثُ في الحلقَةِ الداخِليَّة. ومن أجلِ تتميمِ هدَف هذه المُهِمَّة، أخبَرَ بِبِضعَةِ أمثِلَةٍ عن "الأشياء الضَّائِعة." من خِلالِ هذه الأمثِلة، سيُدرِكُ الخُطاةُ قيمتَهُم الثَّمينَة بنظَرِ الله، وسيفهَمُ الفَرِّيسيُّونَ كيفَ يَفيضُ قلبُ اللهِ المُحِبّ بالمحبَّةِ تجاهَ جميعِ البَشَر، وكيفَ يفرَحُ عندما يُفتَقَدُ الضَّالُّونَ والمُتألِّمُونَ بواسطَةِ التوبَةِ والخَلاص.

أحد هذه الأمثال في لُوقا 15 يتعلَّقُ بالدِّرهَمِ المَفقُود، الذي أضاعَتْهُ إمرَأَةٌ، وفتَّشَت عنهُ بجُهدٍ: "أو أيَّةُ امرَأَةٍ لَها عشرَةُ دَراهِمَ إن أضاعَت دِرهَماً واحِداً ألا تُوقِدُ سِراجاً وتَكنِسُ البَيتَ وتُفَتِّشُ بإجتِهادٍ حتَّى تَجِدَهُ. وإذا وَجَدَتْهُ تدعُو الصَّدِيقات والجارَات قائِلَةً افرَحنَ مَعِي لأنِّي وجدتُ الدِّرهَمَ الذي أضعتُهُ. هكذا أقُولُ لكُم يكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ ملائِكَةِ اللهِ بخاطِئٍ واحِدٍ يتُوب." (لُوقا 15: 8- 10)

يعتَقِدُ بعضُ دارِسي الكتاب المقدَّس أنَّ هذا الدِّرهَم المَفقُود يُشيرُ إلى واحدٍ من عشرَةِ دراهِم كانت تُعلِّقُها المرأَةُ المُتزوِّجَةُ على جبهتِها، إشارَةً إلى أمانتِها لزوجِها في حضارَةِ تلكَ الأيَّام. فإن لم تكُن أمينَةً لهُ، كانت تنتزِعُ واحداً من الدَّراهِم. ولكن إذا كانت إمرأَةٌ لم تَخُنْ زوجَها، ولكنَّها أضاعَت واحِداً من هذه الدَّارهِم، بإمكانِكَ أن تتصوَّرَ كم ستكُونُ قَلِقَةً وحريصَةً في بحثِها عن هذا الدِّرهَم! وبإمكانِكَ أن تتصوَّرَ كم سيكُونُ فرَحُها عظيماً عندما ستَجدُهُ.

إن كانَ هذا هُوَ الإطارُ الحضارِيُّ الذي فيهِ أُعطِيَ هذا التعليمُ، والذي من خِلالِهِ علينا أن نفهَمَ هذا المثلَ، نُدرِكُ أنَّ يسُوعَ كانَ يقُولُ للحَلَقَةِ الخارِجيَّة أنَّ البَعضَ من هؤُلاء الضَّالِّين حولَهُ كانُوا ضالِّينَ لمُجرَّدِ أنَّهُم لم يجِدُوا الديناميكيَّةَ الرُّوحِيَّة ليختَبِرُوا القداسَةَ أو التقديس. لم يكُونُوا ضالِّينَ بمعنَى أنَّهُم ينبَغي أن يكُونُوا منبُوذِينَ ومرفُوضِين من قِبَلِ شعبِ الله. بل كانُوا يحتاجُونَ إلى المُساعَدة في مُحاوَلَتِهم للحِفاظِ على الدراهِمِ العَشر في مكانِها، في علاقتِهِم معَ الله.

هذه القصَّة هي أيضاً صُورَةٌ عن الفِداء. عندما نتكلَّمُ عن الفِداء، نعني أنَّ شيئاً ما كانَ ينتَمي مرَّةً إلى شخصٍ مُعَيَّن، وفُقِدَ هذا الشَّيءُ ومن ثَمَّ تمَّت المُطالَبة بإرجاعِهِ، وعادَةً من خلالِ دفعِ ثمنٍ. بهذا المَعنى، الشَّيءُ المُطالَبُ بهِ تمَّ شِراؤُهُ مَرَّتَين – المرَّةُ الأُولى هي التي إمتَلَكَهُ فيها الشخصُ المَعنِيُّ، ومن ثَمَّ ثانِيَةً عندما طالَبَ بهِ دافِعاً ثمنَهُ ثانِيَةً. بنفسِ الطريقة، نحنُ نخُصُّ اللهَ أوَّلاً لأنَّهُ صَنَعَنا. ولكن بما أنَّ الخَطِيَّةَ فَصَلَتْنا عنِ اللهِ، أصبَحنا ضالِّينَ بالنسبَةِ لهُ، ولكَي يرُدَّنا لنفسِهِ، أو يفدِيَنا، توجَّبَ على الله أن يشتَرِيَنا ثانِيَةً – الأمرُ الذي فعَلَهُ، من خِلالِ الذبيحَةِ الكفَّارِيَّة التي هي إبنُهُ الكامِل يسُوع.

قامَ ولدٌ صَغيرٌ بمُساعَدَةِ والِدِهِ بِصُنعِ مرَكَبٍ صَغيرٍ بحجمِ لُعبَةٍ ليلعَبَ بهِ. وكانا يُحِبَّانِ أن يَضَعا هذا المركِب الصَّغِير في مياهِ المُحيط الذي كانَا يقطُنانِ بجانِبه. وذاتَ يَومٍ، بينما كانا يُراقِبانِ هذا المركِب الصَّغير يعُومُ على الماء، هبَّتْ عاصِفَةٌ وأخذَ تيَّارٌ هذا المركِب الصغير وأضاعَهُ في عُمقِ البَحر. وبعدَ عدَّةِ أسابِيع، إكتَشفا هذا المركَب خاصَّة الولد الصغير، معرُوضاً في واجِهَةِ إحدَى المحالّ التِّجارِيَّة على شاطِئِ البَحر. ولكن خابَ أملُهُما عندما إكتَشَفا أنَّ صاحِبَ هذا المحلُّ أصرَّ على أن يدفَعا ثمَنَ هذا القارِب إذا أرادا إستِرجاعَهُ. فبعدَ أن إشتَرَياهُ، وبينما كانَ الوَلَدُ يترُكُ المَحَلَّ، قالَ مُخاطِباً مركِبَهُ الصغير، "أنتَ مُلكِي مَرَّتَين. أنتَ مُلكي أوَّلاً لأنِّي صنعتُكَ، وثانِياً لأنِّي أعدتُ شِراءَكَ."

إن كَلِماتِ هذا الطِّفل التي كلَّمَ بها مركِبَهُ، هي تعريفٌ جَيِّدٌ للكلمة الكِتابِيَّة "فِداء." لقد فَدى مَركِبَهُ. وتماماً كما صنعَ مركِبَهُ ومن ثَمَّ أعادَ شِراءَهُ بعدَ ضَياعِهِ، هكذا اللهُ صنعنا وخلقَنا، ومن ثَمَّ أعادَ شراءَنا. الثَّمنُ الذي دفعَهُ اللهُ كانَ حياةَ إبنِهِ الوَحيد. إنَّ مفهُومَ الفِداءِ هذا يُوضَّحُ في مثلِ هذا الدِّرهَمِ المفقود والذي تمَّ إيجادُهُ.

وبينما خاطَبَ يسُوعُ أُولئكَ الواقِفينَ خارِجَ الحلقَةِ الداخِليَّة، كانَ يسُوعُ يقُولُ للفَرِّيسيِّين أنَّ الخُطاةَ المُحِيطِينَ بهِ كانُوا أكثَرَ من مُجرَّدِ خُطاة. لقد كانُوا أشخاصاً خلَقَهُم الله، ولكنَّهُم ضَلُّوا، وتمَّت المُطالَبة بإسترجاعِهم. وبنفسِ الطريقة التي بها فرِحَتِ المرأَةُ بإيجادِ وإستِرجاعِ الدرهَمِ المَفقُود، فإنَّ الملائِكَة في السماءِ سيفرَحُونَ برُجُوعِ الخُطاةِ الضالِّينَ إلى عائِلَةِ الله. لقد كانَ يسُوعُ يتحدَّى الفرِّيسيِّين بأن يُغَيِّرُوا نظرتَهُم تجاهَ الخُطاةِ في تِلكَ الحلقَةِ الداخِليَّة، الذين كانُوا مثل الدراهم المفقُودة التي إحتاجَت من يُفتِّشُ عنها ويُطالِبُ بها، وبأن يُعطُوهم القِيمَةَ نفسَها التي أعطاهُم هُوَ إيَّاها.

هل أنتَ دِرهَمٌ مفقُودٌ؟ إن كُنتَ واحِداً من الدراهِم المفقُودَة في هذا العالم، عليكَ أن تُدرِكَ أنَّ يسُوعَ المَسيح يضعُ قيمَةً كُبرى عليكَ. إنَّهُ يُطالِبُ بإستِرجاعِكَ بِجَدِّيَّةٍ، لكي تعُودَ خاصَّتَهُ، وكُلُّ ملائِكَةِ السماءِ سيهتِفُونَ فرحاً عندما سيحدُثُ هذا. وإن كُنتَ قد سبقَ وتمَّ إيجادُكَ وإستِرجاعُكَ وفِداؤُكَ مثل المركِب الصغير خاصَّة الولد، فهل لديكَ عطفٌ على الدراهم الأُخرى الضَّائِعة في هذا العالم؟ وهل تعتَرِفُ بالقيمَةِ التي أولاها يسُوعُ للدراهِمِ المفقُودة (النُّفُوس الضَّالَّة) التي تحتاجُ أن يُطَالَبَ بها وأن تُستَرَجَعَ لله؟

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024