فلا ريب ولا أشكال (يقول القديس برنردوس نفسه) في أن يسوع المسيح هو الوسيط العدل الوحيد فيما بين الله الآب وبين البشر، وهو الذي بقوة أستحقاقاته الخصوصية الذاتية يقدر حقاً حسب مواعيده أن يكتسب لنا الغفران والنعمة الإلهية. ويريد ذلك ولكن من حيث أن البشر يعرفون في شخص يسوع المسيح العظمة الإلهية الكائنة به حسبما هو إلهٌ، ويخافون منه، فلهذا لزم بالضرورة أن يقام لنا شفيعٌ نقدر نحن أن نلتجئ اليه بأقل خوفٍ وبأكثر طمأنينةٍ، فأقام الله لنا مريم شفيعةٌ بنوع أننا لا نقدر أن نصادرف محاميةً، لا أشد منها أقتداراً أمام العزة الإلهية، ولا أكثر منها أشفاقاً نحونا