ذكر الله عهده مع الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، فاهتم بشعبه في برية سيناء، وأعطاهم المن طعامًا طوال أربعين سنة؛ لأنهم يؤمنون به، ويخافونه. فأطعمهم في برية جرداء هي برية سيناء، كما أطعم أولاده على مر الأجيال مثل إيليا الذي أطعمه بواسطة الغراب (1 مل 6:17) وكما أطعم المسيح الجموع من السمكتين والخمس خبزات ( مت 14: 13-21 ).
يقصد بالطعام الفصح ولذا يرنم هذا المزمور في عيد الفصح، كما ذكرنا في المقدمة. والفصح يرمز لذبيحة المسيح، أي جسده ودمه، التي يعطيها في كنيسته كل يوم لخائفيه كعهد أبدى، أي يطعمهم روحيًا إلى الأبد. والله لا ينسى عهده ويريد من أولاده المؤمنين أيضًا ألا ينسوا عهده، فيتناولون من جسده ودمه دائمًا لغفران خطاياهم، وليعطهم حياة روحية قوية. كما أمر شعبه أيام موسى أن يضعوا منًا في القسط الذهبى داخل تابوت العهد، ليتذكروا دائمًا كيف أطعمهم، ذاكرًا عهده مع إبراهيم ليتكلوا عليه ويشكروه.