رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دَاود وسَبّ شمعي فَقَالَ الْمَلِكُ: .. دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟ ( 2صموئيل 16: 10 ) كان رَّد فعل داود على شتائم شمعي مبارك وجميل، إذ رأى يد الله في هذه التجربة. وهذا هو دائمًا علامة الإيمان الروحي الخارق للطبيعة، الذي مصدره وسَنَده هو الله وحده، فهو دائمًا يرى يد الله في ساعة التجربة. فذكر داود ”الرب“ 4 مرات في جوابه ( 1صم 16: 10 -12). لقد أدرك أن شمعي ما هو إلا أداة في يدي الرب، واعترف أنه يستحق السبّ. كان قانعًا بأن يترك الأمر في يدي الرب الذي سمح لشمعي أن يسبّ داود. فرضيَ داود أن يقبل هذا كجزء من قضاء الله على خطاياه تجاه بثشبع وزوجها. رأى داود الله في كل الظروف، واعترف به بروح خاضعة منكسرة. فلم يكن داود ينظر للأسباب الثانوية. فبالنسبة له لم يكن شمعي شيئًا، بل الله الذي يتكلم إليه من خلال شمعي. بعكس أبيشاي الذي لم يرَ سوى شمعي في المشهد، وعليه طلب أن يتعامل معه من هذا المنطلق. ولكن داود نظر إلى ما وراء الآلة المستخدمة، نظر إلى الله؛ «الرب قال له: سُبّ داود»، وكان هذا كافيًا بالنسبة له. وهنا نرى داود رمزًا لربنا يسوع المسيح الذي لم يرَ هؤلاء الذين تآمروا عليه وصلبوه: ”بيلاطس، قيافا، يهوذا واليهود“، لقد رأى فقط الكأس من يدي الآب ( يو 18: 11 ). «وقال داود لأبيشاي ولجميع عبيدهِ: هوذا ابني الذي خرج من أحشائي يطلب نفسي، فكم بالحري الآن بنياميني؟ دعُوهُ يَسُبّ لأن الرب قال له» ( 2صم 16: 11 ). لقد هدَّأ داود نفسه في هذه التجربة الأصغر – تجربة سبّ شمعي - بأن ذكَّر نفسه بالتجربة الأكبر وهي ثورة أبشالوم ضده. لقد بحث عن التعزية في فرضه أن الرب قد يحوِّل هذه التجربة لبركته في النهاية. كما أنه عزى نفسه بعدما فكَّر أن خطاياه تستحق عقابًا أشد مما كان يتقبله. فنظر إلى ما هو بعد الآلة المؤلمة، نظر إلى يدي الله البارة. كما أنه مارسَ الرجاء بأن الله سوف يُخرج خيرًا من الشر، كما هو مذكور في رومية 8: 28 «أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسبَ قصدِهِ». في يومِكِ الباكي في وسطِ بلواكِ كي يخزى أعداكي تواضعي نفسي تواضعي نفسي تحتَ يدِ اللهِ . . |
|