رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" الرب إلهك إله رحيم لا يتركك ولا يهلكك" ( تثنية ٤ : ٣١ ). في بعض المرات، يبدو أن بركة الله تستمر في شعب ما، فيأتي أولاد كثيرون. ويزداد الغنى، ومعه الكبرياء ولكن في الحقيقة كل شيء فاسد، والموت الروحي، يتسرب إلى القصور. وفي الكازينوات، تسيل النقود، وتتدحرج من الجيوب. وأفلام السينما، تخدع الجماهير بأساطير وخيالات، فليس المستوى العالي في الحياة دائماً نعمة، بل غالباً لعنة تعقبها دينونة الله. وقد عرف بالاختبار أنه حين يزداد غنى الشعب يخلد إلى التكاسل، ويستسلم إلى الفجور. فكثرة المال، تجربة الشيطان، لأنه يساعدنا لإشباع شهواتنا. ومن ينفصل عملياً عن الله ولا يحفظ ناموسه، يزول ويفنى بأسرع ما يتوقعه العقل. وغضب الله يأتي سريعاً، ويبيد شعوباً بأسرها. أما في رحمته، فيسمح ببقية مقدسة. ليس لأنها أحسن من الآخرين، الذين هم من نفس الجيل الشرير. بل لأنهم اغتنموا الفرصة التي أعطاها الله ليتوبوا، ويبنوا أنفسهم من جديد في عهده، ويأتوا بثمار النعمة. هذه هي بركة الله العظيمة، أنه لا يرفض المقاصصين والمسبيين، بل يعلن نفسه لهم في حالتهم اليائسة، خصوصاً إن وصلت إلى اليأس، يكون الرب قريباً منك. لأنه قادك إلى هذه النقطة، حتى تفهم ما هي نتيجة نفسك. جرب أن تعيش حياتك مع الله، فهو مستعد أن يثبتك في عهده الجديد. وإن طلبته من كل قلبك، تجده. لأنه ينتظرك وينتظر زملاءك وأقرباءك، ليعطيكم حياة جديدة ورجاءاً ثابتاً. فالله، معروف عنه أنه في وسط الدينونة يذكر الرحمة، وقصده أن يهبك قلباً جديداً وروحاً مستقيماً، لتسلك في فرائضه، وتحفظ أحكامه. أيها الآب السماوي، قد أخطأنا قدامك، فلا نستحق أن ندعى لك أبناء. لا ترفضنا، بل اغفر لنا آثامنا وخلصنا. أمين |
|