اعتلى «البابا كيرِلس السادس» كرسىّ «القديس مار مَرقس الرسول»، لٰكنه لم ينسَ يومًا أنه الراهب الزاهد التارك العالم بملذاته، واضعًا «الله وحده» نَُصب عينيه؛ فكان ذٰلك أحد أسرار قوته وعمقه. وفى عام 1970م، قال د. القَس «يوﭼين كارسون بليك» الأمين العام لمجلس الكنائس العالمىّ آنذاك، فى حديث صحفىّ: «إن البابا (كيرِلس) رجل بسيط، ولٰكنه عميق... إن عينيه نفاذتان. أصارحك القول: إنى لم أستطِع أن أتطلع فيهما كثيرًا!!، إن البابا يؤمن بالرهبنة، ويتحدث عنها بعشق شديد... إنه رجل زاهد، يزهد فى كل شىء، ذٰلك أظن سر قوته... وذٰلك شعار الراهب الحقيقىّ.». نعم، لقد كان «القديس البابا كيرِلس السادس» راهبًا فى ملبسه ومأكله حتى بعد أن صار بطريركًا، زائرًا من السماء أضاءت «مِصر» بتقواه. و... والحديث فى «مِصر الحلوة» لا ينتهى!.