قلب المتكبر كالحجل الموضوع طُعما في القفص، وكجاسوسٍ يرقب سقوطك [28].
جاء في إرميا 17: 11 "حجلة تنطق بصوتها (الترجمة السبعينية)، تحتضن ما لم تبض، محصل الغنى بغير حقٍ؛ في نصف أيامه يتركه، وفي آخرته يكون أحمق". غالبًا ما كان هذا مثلًا شائعًا في ذلك الحين، يُقصَد به أنه إذ يظن الإنسان أنه يملك لكنه وهو يتعب ويشقى يخسر الكثير ويتركه الغنى وهو بعد في العالم في منتصف أيامه، أما في آخرته فيدرك أنه سلك بحماقة. هذا هو التفسير الحرفي للعبارة؛ وقبل أن نلقي ضوءً عليها خلال المفهوم الروحيّ العميق، نود توضيح أن الحجلة هي طائر برّي، يسمى في العبرية "قوري"، وتعني "الصارخ أو المنادي". ولعله لهذا السبب جاء في النسخة السبعينية: "حجلة تنطق بصوتها" أو "تعطي صوتها"، إنها صاحبة أصوات لكن بلا عمل حق! هكذا الغني في جهاده المُرّ من أجل التمتُّع بالغنى ماديًا أو الشبع جسديًا، يكون كمن يعطي صوتًا بلا عملٍ، لأنه يترك كل شيءٍ ويخرج عريانًا من هذا العالم.