أمرٌ خالٍ من الأرتياب هو أنه يكفي القول لأمٍ ما أن أبنها قد مات لأن يلتهب قلبها بنار حبه. ويطعن بسهم فقده. ولهذا قد أعتاد البعض لكي يخففوا نوعاً أحزان الأمهات الفاقدات أولادهن بالموت. أن يأتوا أمامهن بذكر تلك الأشياء التي كان بنوهن سببوا لهن بها (اذ كانوا أحياء) الغيظ أو الأهانة. ولكن اذا أردت أنا أن أتبع نحوكِ أيتها السيدة هذه الطريقة عينها لتخفيف حزنكٍ. فأي حادثٍ يمكنني أن أجده لأذكركِ في أن أبنكِ قد أغاظكِ به كلا، لأن هذا الأبن الإلهي قد أحبكِ دائماً وأطاعكِ مطلقاً وكرمكِ على الدوام. ولذلك من يستطيع أن يصف أحزانكِ وآلامكِ على فقده سواكِ أنتِ التي أختبرتِ مفعولها في ذاتكِ.