جاء يسوع ليتمِّم وعود الله لإبراهيم ونسله وليُكمِّل الشَّريعة والأنبياء. لذلك لم تكن فكرة المسيح المُتألم مناقضة لإعلان العهد القديم، بل كانت مُطابقة تمامًا لشهادة الشَّريعة والأنبياء الذين كان موسى وإيليَّا يمثلانهم، فالشَّريعة والأنبياء قد تنبأوا بآلام السَيِّد المسيح، كما ورد في إنجيل لوقا "فبَدأَ يسوع مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه" (لوقا 24: 27) وآلام يسوع كانت عملاً بمشيئة الآب "هوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي" (أشعيا 42: 1). وهكذا ما حصل على جَبَل طابور هو امتداد لِما حصل على جَبَل سيناء، ولكن الجديد فيه أن الله صار منظورًا في شخص يسوع. ويؤكد ذلك يوحَنّا الرَّسُول: بقوله "الشَّريعة أُعطِيَتْ عَن يَدِ مُوسَى، وَأمَّا النِّعمَةُ وَالحَقُّ فَقَد أتَيَا عَن يَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ" (يوحَنّا 1: 17). ويعلق البابا لاون الكبير " بيسوع تمَّتْ وعودٌ تنبّأَ بها الأنبياءُ بالصورِ والرموز، وتعاليمُ الشَّريعة، لأنّه علَّمَ النبوَّةَ الحقيقيةَ لمّا حضر وبالنعمة جعلَ العملَ بالوصايا أمرًا ممكنًا" (LP 54, 313).