رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا قالت أسرائيل على صفقة طائرات الرافال نقلا عن دوت مصر وصفت دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي صفقة طائرات الرافال، التي وقعتها مصر مع الجانب الفرنسي، بأنها جسر فوق البحر الأبيض المتوسط. وقال الباحثان في المعهد، يفتاح شابير ويوئيل جوزنسكي، إن مصر وقعت في 17 فبراير الماضي على صفقة أسلحة "كبيرة" مع الجانب الفرنسي، تضمنت 14 مقاتلة من طراز رافال، إضافة إلى الأسلحة والذخيرة الخاصة بها، وفرقاطة من طراز فريم، وبلغت قيمة الصفقة نحو 5.9 مليار دولار. وتابعت الدراسة، أنه انطلاقا من أن إسرائيل من مصلحتها الأساسية أن تظل مصر مرتبطة ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، فإن تقليل الارتباط المصري بواشنطن يعتبر ذا أهمية كبيرة من وجهة النظر المصرية، كما أن دلالات مشتريات السلاح المصرية في الوقت الحالي لها انعكاسات كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وأهمها ارتباط مصر بدول مجلس التعاون الخليجي. مميزات وعيوب وأثنت الدراسة الإسرائيلية على الطائرات الفرنسية وقدراتها خصوصا الرادارات والمدافع والصواريخ، لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى العيب الأهم في الطائرة، وهو عدم قدرتها على حمل أنواع صواريخ أخرى غير التي يتم تصنيعها في فرنسا، وخصّ بالتحديد أنواع الصواريخ المختلفة التي تمتلكها مصر والمخصصة لمقاتلات القوات الجوية من طراز "إف - 16". وأشارت الدراسة إلى أن الصفقة المصرية وضعت لفرنسا موطئ قدم في منطقة الشرق الأوسط، تمكنها من القدرة على توسيع مبيعات سلاحها، مشيرة إلى أن قطر والإمارات من الزبائن المحتملين للسلاح الفرنسي، كما أن الجانب الهندي يجري مفاوضات منذ أكثر من 3 سنوات لشراء رافال، لكن لم يتوصل لاتفاق حتى اليوم. صفقة سياسية وتابعت دراسة معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن صفقة طائرات الرافال هي صفقة سياسية في المقام الأول، بالنسبة لمصر، التي كانت حليفة وزبونا للولايات المتحدة منذ اتفاقية كامب ديفيد، لكن موقف الإدارة الأمريكية من نظام حسني مبارك، ودعوتها له بالتخلي عن كرسي الحكم أدى إلى عدم اطمئنان القاهرة وعدم ثقتها في حليفتها، خصوصا بعد تجميد جزء من المساعدات العسكرية بعد عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، عام 2013، ما دفع القيادة المصرية إلى البحث عن تنويع مصادر تسليحها، وكانت البدائل المطروحة بطبيعة الحال هي فرنسا وروسيا. أضافت أن الجيش المصري لايزال حتى اليوم يستعمل منظومات أسلحة روسية لكنها قديمة، منها مقاتلات ومروحيات ودبابات وأنظمة دفاع جوي، كما أن العتاد العسكري موجود في مخازن الأسلحة المصرية لكن بأعداد قليلة، مثل طائرات الميراج 2000 وصواريخ ميلان. وأوضح معهد الأمن القومي أنه رغم كل ذلك، فإن الحكومة المصرية تبدو غير قادرة أو غير راغبة في التنازل عن علاقتها مع الولايات المتحدة، خصوصا أن غالبية سلاح الجيش أمريكي، ومصر في حاجة للمساعدات حتى اليوم بأي قدر تستطيع الحصول عليه. هدف استراتيجي وفيما يتعلق بمبيعات السلاح الأخيرة، فقالت الدراسة إن مشتريات السلاح المصرية، التي تمت خلال الفترة الماضية، تكشف عن إصرار القاهرة على تقوية قواتها المسلحة على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها. لكن في النهاية، الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على تقديم المساعدات العسكرية لمصر بالقدر الذي كانت تحصل عليه، ولذلك فإن الصفقة مع فرنسا، والمفاوضات مع الجانب الروسي، تعتبر رسالة مصرية للولايات المتحدة مفادها أن مصر ليست معلقة بها وحدها. واستطردت الدراسة أن دخول مقاتلات الرافال للخدمة في السلاح الجوي المصري ستمنحه مقاتلات متقدمة أكثر بكثير من المقاتلات F-16C/D التي يمتلكها، لكن عدد مقاتلات إف 16، التي تمتلكها القوات الجوية المصرية وتقارب 200 مقاتلة، إضافة إلى الارتباط بالذخيرة الفرنسية، سيحد من مميزات الطائرة الرافال والفوائد المترتبة على هذه الصفقة، كما أن الفرقاطة فريم ستكون بمثابة قفزة نوعية في قدرات القوات البحرية المصرية. الخلاصة وختم الدراسة بالتأكيد على أن الصفقة المصرية الفرنسية تمثل انعكاسا للارتباط المصري بدول مجلس التعاون الخليجي، خصوصا الكويت والإمارات والسعودية، التي مولت الصفقة، ما يعني زيادة تأثير ونفوذ تلك الدول في مصر التي تحتاج إلى دعمهم المادي، بينما يحتاجون هم إلى مكانة مصر السياسية والعسكرية لتعزيز مصالحهم الإقليمية مثل محاربة الإرهاب ومجابهة تمدد النفوذ الإيراني. واستطردت أنه في الوقت الذي تتداخل فيه المصالح المصرية والخليجية مع المصالح الإسرائيلية في مواجهة إيران والإرهاب، فإن إسرائيل لا تتوقع أي ضرر بمصالحها الأمنية من وراء الصفقة، وتقليل الارتباط المصري بالولايات المتحدة، وعلى الرغم من ذلك يجب التأكيد على أن وجهة النظر تلك يمكن أن تمنح الجيش المصري درجة إضافية من الحرية في مواجهة إسرائيل، أي زيادة قدرات القوات الجوية المصرية في مواجهة نظيرتها الإسرائيلية. |
|