|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِح يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف. "الخِراف" في الأصل اليوناني προβάτων (ذكر الكتاب المقدس الخِراف مئات المرات بأسماء متعددة :غنم، خِراف، حملان، قطيع) فتشير إلى إحدى الحيوانات الأليفة التي دجَّنها الإنسان منذ أقدم العصور، بل إنَّها أول حيوان داجن ذكره الكتاب (التَّكوين 4: 4)، وكانت الأغنام عماد الحياة البشريَّة، لِما فيها من خيرات للإنسان، بلحمها وصوفها وجلدها ولبنها، ولقلة تكاليفها، ولوفرة الماء والعشب في مناطق كثيرة من الشَّرق، ولا تزال الأغنام، حتى اليوم، عماد هذه الحياة (التَّكوين 32: 14)، ولا بُدَّ للأغنام من راع، فهي من الحيوانات التي لا يمكن أن تقود نفسها بنفسها. الخِراف هم رمز إلى شعب الله. والله يدعو خِرافه للإيمان ويُخرجها للانطلاق إلى ملكوته. ووصف الكتاب المقدس صفات الخِراف التي تتميز بها: من أنها لا تعرف صوت الغريب لذلك لا تأمن له (يوحنا 10: 5 وأشعيا 53: 6)، وتتشتَّت عندما لا يكون لها راعٍ (2 أخبار 18: 16)، وتضلُّ عند شرودها (مزمور 119: 176)، وهي وديعة وأمنة مع أعدائها (أشعيا 11: 6)، ووهي مستهدفة لأخطار الحيوانات الضَّارية (ميخا 5: 8). وكانت الشُّعوب القديمة، وخاصة العبرانيِّين، تستعمل الأغنام أكثر مِمَّا تستعمل غيرها من الحيوانات في تقديم الذَّبائح إلى الله أو إلى الآلهة الوثنيَّة الأصنام. وقد اختيرت الأغنام لنقاوتها ووداعتها ونظافتها، ولأنَّ في تقديمها هديَّة لله عمل محترم يليق بالمُهدى إليه. ولذلك سُمِّي المسيح "حمل الله"، لأنَّه كان الهديَّة التي وهبها الله للبشر لخلاصهم (يوحنا 1: 29). يتضّح في هذه الآية أنَّ الحقيقة تفوق الصَّورة، إذ لم نعرف راعيًا ضحَّى بنفسه في سبيل خِرافه. والمؤمن يُشَبَّه بالخروف في عدم الأذى، والوداعة والطاعة، الضُّعف (الراعي هو يحميها) واحتياجه للرَّاعي (هو يغديها ويرويها، وقبول التَّعليم والنَّفع للآخرين والخِدمة (صوف ولبن). |
|