منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 10 - 2023, 12:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,853

مَثَل الكرَّامين | التطبيق الروحي





التطبيق الروحي:



للمثّل أيضا تطبيق روحي وهو طريقة الله الّتي يتعامل فيها مع شعبه، فكما آجر رَبُّ البَيْت كرْمه كذلك خصَّ الله الإنسان ببعض المسؤوليات: العائلة، والحياة نفسها ورسالته، وفوَّض إليه أمر العَالَم وإقامة على مشاريعه منذ بدء الخليقة، كما جاء في بدء التوراة "اِنْموا واَكْثُروا وأمْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها " (التكوين 1: 28)، وطالب الله الإنسان أن يؤدِّي حسابًا على مسؤولياته، لكن الإنسان رفض واقعه كانسان وأراد أن يتملك تلك الكَرْمة، وان يستولي على ثمارها لنفسه. فيصبح كل شيء لذاته، كل شيء يحوَّله لخدمته ولمصلحته. لذا يأخذ سلاحه ويقتل كل من يُشعرُه بانه ليس بسيد الكَرْمة. وبهذا يفقد الإنسان دعوته ورسالته جالبًا على نفسه الدَّينونة.



قدّم يسوع نفسه في المَثَل "الحَجَرُ الَّذي رذَلَهُ البنَّاؤُونَ هو الَّذي صارَ رَأسَ الزَّاوِيَة" (متى 21: 42)، فمع أن الكثيرين من شعبه قد رفضوه، فإنه سيصير رأس الزاوية في بنائه الجديد، أي الكنيسة. وهو يؤثر في النَّاس بعدة طرق، وذلك تتوقف على كيفية اتصالهم به، فقد يبنون عليه، وهذا هو الأفضل كما قال يسوع "مَثَلُ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا فيَعمَلُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ عاقِلٍ بَنى بيتَه على الصَّخْر" (متى 7: 24)، ولكن منهم من يعثرون به، وفي النِّهاية عند الدَّينونة الأخيرة سيكون حجرًا ساحقًا، والآن هو يُقدِّم الرَّحمة والغُفران.



نصبح من شعب الله الجديد، إذا عرفنا حق قدرنا وقمنا بمسؤولياتنا. وأمَّا إن لم نقم بمسؤولياتنا المسيحية، فإن مشروع الرَّبِّ لن يفشل بل سيعطي كرْمه غلة وافرة. أمَّا نحن فمصيرنا الحرمان من ثمار الرب على مثال الكَرَّامينَ نتيجة إهمالنا ورفضنا، وإذا لم نقبل وضعنا ككرامي أجرة بل أردنا أن نمتلك الكَرْم على مثال الكَرَّامينَ القتلة الذين رفضوا أن يكونوا منتمين إلى صاحب الكَرْم، ورفضوا تلك العلاقة مع السيد وأرادوا أن يكونوا هم أسياد الكَرْم، نتحوّل من كرَّامين إلى قَتلة. يعلق القدّيس خوسيه ماريا إسكريفا دي بالاغير "نحن مقتنعون أن الله موجود في كلّ مكان. فنزرع الحقول إذًا ونحن نمجّد الرب. نبقى بذلك متحدّين في الله في كلّ حين. لكن لا تنسوا أنكم تعيشون كذلك في حضور الناس، وينتظرون منكم – منك شهادة مسيحيّة" (من كتاب "أصدقاء الله، الفصل 4).



الله، على غرار صاحب الكَرْمة، يُعطي ويترقّب أن يأخذ بالمقابل، وينتظر أن يأخذ ثمر ما كان قد أعطاه، أي ما ينتج من عمل الإنسان. إن الله يُعطي، ولكنَّه يطالب أيضًا. سلَّم الربّ كُلَّ مسيحي كرْماً روحيَّاً، وطلب منه أن يعتني به، ويستثمره بأمانة ليقدِّم للربّ الثِّمار الطَّيِّبة. إنَّ هذا الكَرْم الرُّوحي هو نفسُهُ الخالدة، وهذه النفس قد زُرِعت فيها نِعمةُ الربّ بالمعموديَّة المقدَّسة، وتغذَّت بتعاليم الربّ يسوع وثِمار موته وقيامته، فأضحت أهلاً لأن تقوم بالأعمال الصالحة التي ينتظرها الرَّبّ منها لمجد اسمه على الأرض وفي السَّماء. لذلك، لينتبه كل مؤمنٍين ألاَّ يستسلموا، كرؤساء اليهود، الذين صلبوا يسوع المسيح ليُحقِّقوا مآربهم الشَّخصيَّة الأثيمة ومطامعهم، ويُهملوا العناية بحاجات أنفسهم الرُّوحيَّة، ويُعرضوا عن استثمار النِّعم السَّماويَّة التي أُعطيت لهم بغزارة، بل عليهم أن يقدّروا مسؤوليتهم وعملهم. إنّ أقسى دينونة ينالها الإنسان من الربّ هي عندما يأخذ الربّ من الإنسان العمل الّذي كان عليه أن يعمله فيصبح دون عمل ومَسْؤوليَّة وبالتالي في الدينونة والهلاك.



نستنتج مما سبق أنَّ هذا المَثَل هو دعوةٌ إلى مَسْؤوليَّة حياتنا وعائلتنا ومجتمعنا وعالمنا وإخوتنا في الإنسانية. دعوةٌ لكُلِّ مسيحي للحفاظ على هذه المَسْؤوليَّة لكي يؤدِّي للرَّبّ ثمار أعماله الصَّالحة من خلال الحياة الفاضلة، والأخلاق القويمة، والقيام بالواجبات الدِّينيَّة بدقَّةٍ وأمانة، طَوالَ أيَّام حياته. فإن كان الرَّبّ لم يشفق على الكَرْمة الأصلية، فهل يترك الكَرْمة الجديدة إن كانت بلا ثمر. ما زال الرَّبّ يطلب الثمار في كنيسته وفي كل نفس، كما اكّد ذلك بولس الرسول "فإِذا لم يُبقِ اللهُ على الفُروعِ الطَّبيعِيَّة، فلَن يُبْقيَ علَيك. فاَعتَبِرْ بِليِنِ اللهِ وشِدَّتِه: فالشِّدَّةُ على الَّذينَ سقَطوا، ولِينُ اللهِ لَكَ إِذا ثَبَتَّ في هذا اللِّين، وإِلاَّ فتُفصَلُ أَنتَ أَيضًا"(رومة 11: 24). ومن هذا المنطلق، يحذِّر هذا المَثَل المسيحيين المتشبثين بالخطيئة التي تمنعهم من تأدية ثمارَ الحياة الفاضلةـ إذ يُنذرهم بالعقوبة الأبديَّة. فلنقم بالمسؤوليات التي تقع على عاتقنا بأمانة ومحبَّة على مثال يسوع المسيح ربنا فنكون تلاميذ الرَّب بحسب وصيته " أَلا إِنَّ ما يُمَجَّدُ بِه أَبي أن تُثمِروا ثمراً كثيراً وتكونوا لي تلاميذ" (يوحنا 15: 8).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثَل الكرَّامين | يروي مَثَل الكَرَّامين القَتَلة عن رجل لديه كَرْم
مَثَل الكرَّامين | التطبيق المسيحاني
مَثَل الكرَّامين | التطبيق التاريخي
مَثَل الكرَّامين | "بَعضَ الكرَّامين"
مَثَل الكرَّامين


الساعة الآن 06:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024